الرئيس الصينى الزائر شي جين بينغ يعقد محادثات مع رئيسة وزراء بنجلاديش الشيخة حسينة بدكا، 14 أكتوبر. (شينخوا/شيه هوان تشي)
دكا 15 أكتوبر 2016 (شينخوا) عقد الرئيس الصيني الزائر شي جين بينغ محادثات مع رئيسة وزراء بنجلاديش الشيخة حسينة يوم الجمعة، واتفق الزعيمان على الارتقاء بالعلاقات الثنائية الى مستوى شراكة تعاون إستراتيجية.
وخلال الاجتماع ، قال شي إن شراكة التعاون الشاملة على نحو أوثق التي صاغها الجانبان في عام 2010 أسفرت عن نتائج مثمرة، مع تقدم التعاون الثنائي في مجالات السياسة والاقتصاد والثقافة والأمن وفي الشئون الدولية والاقليمية.
وقال شي إن الصين تثمن علاقات التعاون الودي مع بنجلاديش وستواصل تقديم الدعم على قدر وسعها للتنمية الاقتصادية والاجتماعية للدولة التي تقع في جنوب آسيا.
وأضاف الرئيس أن الصين على استعداد لدفع التعاون العملي الثنائي عن طريق ترابط إستراتيجيات التنمية الخاصة بالبلدين.
ومشيرا إلى أن الصين تناضل لتحقيق "هدفي المئويتين"، بينما تسعى بنجلاديش وراء حلم "سونار بنجلا" الوطني لتحقيق القوة والازدهار، قال شي إنه يمكن ربط مبادرة الحزام والطريق التي اقترحتها الصين بإستراتيجيات تعاون بنجلاديش مع العالم الخارجي.
ويشير مصطلح تحقيق "هدفي المئويتين" إلى تطلع الصين لإنجاز بناء مجتمع مزدهر باعتدال في كافة مناحي الحياة في الوقت الذي يحتفل فيه الحزب الشيوعي الصيني بذكرى مرور مئة عام على تأسيسه في 2021، وتحويل جمهورية الصين الشعبية إلى دولة اشتراكية حديثة مزدهرة وقوية ودمقراطية ومتقدمة ثقافيا ومتناغمة في ذكرى مرور 100 عام على تأسيسها في2049.
ومنذ إقامة علاقات دبلوماسية قبل 41 عاما، تمسكت الصين وبنجلاديش بـ "المبادىء الخمسة للتعايش السلمي"، واحترم ودعم كل منهما الآخر في اختيار مسار التنمية والسياسات الداخلية والخارجية لكل منهما وفقا للظروف الوطنية الخاصة بهما، حسبما قال شي.
وأضاف الرئيس الصيني أنه على البلدين، خلال سعيهما نحو تحقيق التنمية حاليا، أن يكونا صديقين وشريكين يثقان في بعضهما البعض ويدعمان بعضهما البعض ويدفعان التعاون العملي بينهما لتحقيق منافع أكبر وضخ المزيد من القوة الدافعة في العلاقات الثنائية.
وقالت حسينة، من ناحيتها، إن الصداقة التقليدية بين بنجلاديش والصين، التى أسسها قادة الدولتين من الأجيال السابقة، تتمتع بدعم عام متأصل في بنجلاديش.
وأعربت حسينة عن إعجاب بلادها بما حققته الصين من إنجاز اقتصادي، وعن استعدادها لتعزيز التعاون مع الصين في الوقت الذي تسعى فيها بنجلاديش نحو تحقيق الحلم الوطني للقوة والرخاء.
وأكدت حسينة على أن بنجلاديش ملتزمة بحزم بسياسة صين واحدة، وأنها على استعداد للحفاظ على الفهم والدعم المتبادلين مع الجانب الصيني فيما يخص القضايا المتعلقة بالمصالح الأساسية والشواغل الرئيسية للبلدين.
وعقب المحادثات، شهد الزعيمان توقيع عدد من وثائق التعاون في مجالات البناء المشترك لمبادرة الحزام والطريق والتعاون في القدرة الإنتاجية والمعلومات والاتصالات والطاقة والشئون الدبلوماسية والشئون البحرية والوقاية من الكوارث ومعالجة آثارها وتغير المناخ.
وأصدر الجانبان بيانا مشتركا حول الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى شراكة تعاون استراتيجية.
وذكر البيان أن الزيارة تبشر بدخول الصداقة التقليدية بين الصين وبنجلاديش عهد جديد كما أنها تحمل أهمية تاريخية كبيرة بالنسبة للعلاقات الثنائية.
واتفق الجانبان على تعزيز التبادلات رفيعة المستوى والحفاظ على الاتصالات المتكررة بين زعماء البلدين على هامش المحافل متعددة الأطراف، وتقوية التبادلات والتعاون على مختلف المستويات بين الحكومتين والهيئات التشريعية والأحزاب السياسية والشعبين من أجل تعميق الثقة المتبادلة على كافة المستويات.
كما اتفق الجانبان على تعزيز المواءمة بين الإستراتيجيات التنموية في البلدين، والاستفادة الكاملة من إمكانات التعاون في مختلف المجالات، والعمل على "مبادرة الحزام والطريق" من أجل تحقيق التنمية المستدامة والازدهار المشترك للبلدين.
وتتكون مبادرة الحزام والطريق، التي طرحها الرئيس شي في عام 2013، من الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الـ 21. وتهدف إلى بناء شبكة تجارة وبنية تحتية تربط آسيا مع أوروبا وأفريقيا على طول الطرق التجارية القديمة.
وأعربت بنجلاديش عن تقديرها للمبادرة، معتبرة أنها ستتيح فرصا مهمة أمام أهدافها في أن تصبح دولة ذات دخل متوسط بحلول عام 2021 ودولة متقدمة بحلول عام 2041.
واتفقت الصين وبنجلاديش على توسيع وتعميق التعاون التجاري والاستثماري وإنشاء البنية التحتية والتعاون في مجال القدرات الصناعية والطاقة والنقل وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والزراعة باعتبارها مجالات رئيسية للتعاون العملي الثنائي.
واتفق الجانبان على بدء دراسات جدوى بشأن إقامة منطقة تجارة حرة بين الصين وبنجلاديش.
وستواصل الصين تشجيع ودعم الشركات الصينية للاستثمار في بنجلاديش وبناء مناطق اقتصادية وصناعية فيها، فيما ستقوم بنجلاديش بتسهيل ودعم الشركات الصينية خلال ممارستها الأعمال التجارية في بنجلاديش.
كما سيقدم الجانب الصيني الدعم والمساعدة لبنجلاديش في تعزيز بناء قدراتها في مواجهة الكوارث، والبحث عن حلول لإدارة النفايات ومعالجة المياه في كل من المناطق الحضرية والصناعية، وتطوير بنية تحتية مرنة لمواجهة الزلازل.
واتفقت الصين وبنجلاديش على تعزيز التبادلات الثقافية والشعبية، والمضي قدما بالصداقة التقليدية بين البلدين، وإعلان عام 2017 عاما للصداقة والتبادلات بين الصين وبنجلاديش.
وحدد البيان بأن الصين ستقوم بتدريب 500 مدرس لغة صينية من بنجلاديش و100 أستاذ متخصص بالثقافة من بنجلاديش، وستقوم أيضا بدعوة 600 طالب وطالبة من بنجلاديش لزيارة الصين خلال الفترة ما بين 2016 و2020.
كما قال البيان إن الجانبين على استعداد لتعزيز الاتصالات والتنسيق من أجل دفع عملية بناء الممر الاقتصادي الذي يربط بين بنجلاديش والصين والهند وميانمار. كما اتفقا على الضغط من أجل التوصل إلى توافق مبكر بشأن تقرير الدراسة المشتركة وإنشاء إطار للتعاون الحكومي بين الأحزاب الأربعة من أجل إطلاق برامج الحصاد المبكر في أقرب وقت.
وسلط البيان الضوء على التعاون الثنائي في مجالات أخرى مثل القدرة الصناعية والتمويل والشؤون البحرية والتغير المناخي والشؤون الدولية ومكافحة الإرهاب.
ووصل شي إلى دكا في وقت مبكر من يوم الجمعة في زيارة دولة، تعد الأولى التي يقوم بها رئيس دولة صيني إلى هذه الدولة الواقعة في جنوب آسيا خلال 30 عاما.
وتعد بنجلاديش المحطة الثانية في جولة الرئيس شي، التي قد زار خلالها كمبوديا، وسوف يتوجه أيضا إلى ولاية غوا غربي الهند لحضور قمة كتلة الأسواق الناشئة (بريكس) التي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا.