باريس 18 أكتوبر 2016 (شينخوا) إن التقدم المطرد الذي أحرزه برنامج الفضاء المأهول الخاص بالصين أصبح مثيرا جدا للإعجاب ومن المأمول أن يزداد التعاون الدولي في استكشاف الفضاء اتساعا وعمقا، هكذا قالت كلودي هاينيري مستشار المدير العام لوكالة الفضاء الأوروبية .
وخلال مقابلة أجرتها معها مؤخرا وكالة أنباء ((شينخوا))، قالت هاينيري، وهي أول رائدة فضاء أوروبية تزور محطة الفضاء الدولية، قالت إنها تولى اهتماما وثيقا بالتقدم الذي أحرزته تكنولوجيا الفضاء المأهول في الصين منذ سنوات.
كما أصبحت هاينيري أول رائدة من الغرب تتحدث عبر الهاتف مع نظير صيني لها عقب المحادثة التي أجرتها مع يانغ لي وي، رائد الفضاء الصيني الأول الذي سافر إلى الفضاء في عام 2003 على متن المركبة الفضائية شنتشو -5.
وذكرت هاينيري "منذ 2003، كل خطوة خطاها برنامج الفضاء المأهول الخاص بالصين للأمام أعجبتنى إعجابا شديدا، بدءا من إطلاق أول مركبة فضائية مأهولة وحتى أول رحلة فضائية متعددة الرواد للمركبة الفضائية شنتشو -6، وبدءا من إرسال أول رائدة فضاء صينية إلى الفضاء وحتى إلتحام مركبة فضائية مأهولة بالمختبر تيانقونغ-1".
وأضافت أن المختبر الفضائي "تيانغقونغ-2" قد أطلق بنجاح الآن، ويمكن توقع إلتحامه بالمركبة الفضائية شنتشو -11 قريبا.
وقالت رائدة الفضاء الفرنسية السابقة "كم هو رائع بالنسبة للصين أن تحقق كل هذا في غضون فترة زمنية قصيرة تصل إلى أقل من 15 عاما".
ومع تعمق استكشاف الفضاء في السنوات الأخيرة، ثمة توافق بين الدول الكبرى في مجال الفضاء على ضرورة تدعيم التعاون الدولي في هذا الصدد.
وفي يونيو الماضي، أكمل رائد الفضاء الصيني يه قوانغ فو مهمة تدريب في كهوف جزيرة سردينيا مع خمسة آخرين من رواد الفضاء المحتملين من اليابان وأسبانيا والولايات المتحدة خلال دورة تدريبية أجرتها وكالة الفضاء الأوروبية.
وقالت هاينيري إنه من المتوقع أن يتحقق مزيد من التعاون في البعثات الفضائية المأهولة بين مختلف الدول حيث يتركز التعاون الدولي في استكشاف الفضاء حتى الآن حول العلوم والبحوث.
وذكرت "أنني اهتم بصفة خاصة بهذا الجانب. وأشارت إلى أن "محطة الفضاء الدولية الحالية تدور في مدار قرب الأرض يبعد حوالي 400 كلم عن سطح الأرض، ولكن علينا جميعا أن نتصور أن الجنس البشري سيستطيع يوما ما القيام برحلات فضائية مأهولة لمسافات أطول، إلى القمر أو المريخ".
وأضافت "إذا ما تمكنا يوما ما من تحقيق هذا الهدف، آمل أن يتم من خلال تعاون دولي واسع وأن يضم أول طاقم رواد فضاء أوروبيين وأمريكيين وروس وصينيين".
ولدى حديثها عن المركبة الفضائية الصينية المأهولة شنتشو -11 التي أطلقت يوم الاثنين، تمنت رائدة الفضاء الفرنسية السابقة لرائدي الفضاء الصينيين حظا سعيدا وانجاز سلس للمهام العلمية.
وقالت "برجاء استكشفوا بعناية جسدكم وتغيرات الحركة في بيئة انعدام الجاذبية. ويرجى إلقاء نظرة على الأرض والكون عبر النافذة كثيرا، وتقاسموا تلك الخبرات مع الآخرين، وخاصة الأطفال عقب عودتكم إلى الأرض".
"فلدى عودتكم إلى الأرض، سيسألكم الأطفال الصغار جميع أنواع الأسئلة. وإن إجابة تلك الأسئلة وتقاسم تجربتكم معهم تلهمهم وتجعلهم يهتمون بالعلوم والتكنولوجيا، هذا ما ينبغي على كل رائد فضاء فعله"، على حد قول هاينيري.
وكانت هاينيري قد زارت محطة مير الفضائية لمدة 16 يوما في عام 1996 في إطار مهمة "كاسيوبي" الروسية - الفرنسية. وفي عام 2001، أصبحت أول سيدة أوروبية تزور محطة الفضاء الدولية في إطار مهمة "أندروميدا".
ولدى استرجاعها رحلتيها إلى الفضاء، ذكرت أن السيناريو الأكثر إثارة للاعجاب هو الشعور بالتغيرات الحاصلة في جسدها وتغيرات حركتها في ظل إنعدام الجاذبية.
وقالت رائدة الفضاء السابقة "سوف تجد عند الطفو في ظل الجاذبية الصغرى، أن لديك جسد جديد تماما. والكيفية التي تجعل بها جسدك يعتاد على البيئة الجديدة أمر ممتع للغاية بالنسبة لي".
واقترحت أن يقوم رائدا الفضاء الصينيين على وجه السرعة وبشكل تام بتكييف روحيهما وجسديهما مع حالة جديدة تماما بمجرد دخولهما بيئة الجاذبية الصغرى.
إن الوقت الذي قضته هاينيري في الفضاء لم يترك لديها أية ذكريات غير سارة.
وقالت "رغم حدوث أوضاع معقدة للغاية، إلا أن هذا أمر طبيعي تماما وجزء من المغامرة".
وفي الختام، ذكرت أن "كل ما احتجت إلى فعله هو محاولة إيجاد حل".