بكين 21 اكتوبر 2016 (شينخوا) أشاد الرئيس الصيني شي جين بينغ بالمسيرة الطويلة ووصفها بانها "ملحمة ومعجزة بشرية"، وحث على بذل الجهود لتحقيق "الهدفين المئويين"، وتحقيق الحلم الخاص بالاحياء العظيم للأمة الصينية فى "مسيرة طويلة جديدة".
كان شي، وهو أيضا الامين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ورئيس اللجنة العسكرية المركزية، صرح بذلك خلال احتفال حاشد اليوم (الجمعة) بمناسبة الذكرى ال80 لانتصار المسيرة الطويلة.
وحضر الاحتفالية لي كه تشيانغ وتشانغ ده جيانغ ويوي تشنغ شنغ وليو يون شان ووانغ تشي شان وتشانغ قاو لي، وجميعهم من أعضاء اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني.
وخلال حديثه، قاد شي الحضور في الوقوف دقيقة صمت تذكروا خلالها هؤلاء الذين ضحوا بحياتهم في المسيرة الطويلة والحروب الثورية.
كما حضر الاحتفالية الحاشدة ما يقرب من 3000 شخص، من بينهم مجموعة من المحاربين القدامى من الجيش الأحمر وجنود ومسئولون كبار بالحكومة والحزب وممثلون عن الاحزاب غير الشيوعية وغيرهم من الشخصيات التى لا تنتمي لحزب ومن الجماهير العامة أيضا.
المسيرة الطويلة
خلال الفترة من أكتوبر 1934 حتى أكتوبر 1936، ترك جنود الجيش الأحمر من العمال والفلاحين قواعدهم وبدأوا مسيرة طويلة عبر الأنهار الهائجة والجبال الباردة والاراضي القاحلة لكسر حصار قوات الكومينتانغ (الحزب القومي) واستمروا في قتال المعتدين اليابانيين.وقد سار بعض هؤلاء مسافة 12500 كيلو متر.
وبفضل عزائمهم القوية، بذل ضباط وجنود الجيش الأحمر جهودا وصلت إلى الحدود القصوى لقدراتهم البدنية، حيث وصف شي ذلك بأنه كان حلقة مثيرة للغاية في التاريخ العسكري العالمي لا تقل عن كونها "معجزة إنسانية مجيدة".
وقال لي كاي يو، 102 عام، من المحاربين القدامى بالجيش الاحمر، "لن أنسى ابدا المسيرة الطويلة، لقد امتلأ الطريق بجثامين رفاقنا الذين سقطوا، لكننا صمدنا ووصلنا إلى نهاية المسيرة، كما كنا جميعا نؤمن بأن ذلك سيحدث، بتحفيز من المثل الثورية وقيادة الحزب الشيوعي."
ووصف شي المسيرة الطويلة بأنها "لحظة عظيمة" في تاريخ الأحياء العظيم للأمة الصينية.
وأضاف شي ان المسيرة الطويلة نقطة تحول فارقة للحزب الشيوعي الصيني والقضية الثورية الصينية، فقد بذرت بذور الثقة في أن النضال من أجل تحقيق الاستقلال الوطني وتحرير الشعب أمر ممكن تحقيقه.
وفي معرض وصفه للمسيرة الطويلة بأنها "رحلة طويلة للبحث عن المثل والايمان واختبار الحقيقة وطرق أرض جديدة"، قال شي إن النصر الذي حققته المسيرة الطويلة يرمز إلى قوة مثاليات الشيوعيين الصينيين وقوة عقيدتهم وتوجههم ومسارهم.
وقال شي إنه في أعقاب المسيرة الطويلة أدرك الحزب الشيوعي الصينى وجوب دمج المبادىء الاساسية للماركسية-اللينينية مع الظروف الواقعية للثورة الصينية، من أجل تمكين الحزب من حل المشكلات الكبرى في الثورة بشكل مستقل، وقيادة القضية الثورية نحو تحقيق النصر.
ولخص شي ما تعنيه "روح المسيرة الطويلة" بأنها البحث عن الحقائق بين الموجودات، والانضباط الذاتي الصارم والاعتراف بالمصالح العامة للشعب والتضامن ومشاركة الشعب من مختلف طوائفه.
مسيرة طويلة جديدة
حث الرئيس شي على المضي قدما بروح المسيرة الطويلة والتحرك نحو "مسيرة طويلة جديدة".
وقال شي "بعيدا عن المرحلة التي وصلنا لها في اداء مهمتنا وبعيدا عن مدى الانجازات التي حققناها، يجب علينا المضي قدما بروح المسيرة الطويلة ومواصلة التقدم في مسيرة طويلة جديدة"، مضيفا أن لكل جيل "مسيرته الطويلة الخاصة به" ويجب عليه أن يتقدم خلالها إلى الأمام على طريقته.
وتابع شي "اليوم، تتمثل مسيرتنا الطويلة الجديدة في تحقيق الهدفين المئويين وتحقيق الحلم الخاص بالاحياء العظيم للأمة الصينية.
وأكد شي على أن البلاد حددت تحقيق هدف بناء مجتمع مزدهر باعتدال في كافة النواحي بحلول وقت احتفال الحزب الشيوعي الصيني بمئويته في 2021، وهدف تحويل البلاد إلى بلد اشتراكي حديث يتمتع بالازدهار والقوة والديمقراطية والتطور الثقافي والتناغم بحلول الاحتفال بالذكرى المئوية لتأسيس جمهورية الصين الشعبية فى 2049.
من جانبه، قال رئيس مجلس الدولة لي كه تشيانغ في حديثه خلال الحفل إن روح المسيرة الطويلة يجب أن تمتزج بكافة نواحي العمل، وأنه من خلال ذلك، فإن الحزب والدولة والجيش سيستطيعون تحقيق المزيد من النجاح في عملهم.
من جانبه، قال يوي شياو تشوان، الباحث الذي شارك في المهام الصينية الفضائية المأهولة، إن روح المسيرة الطويلة كانت حاضرة بشكل لا ينكر في البرنامج الفضائي المأهول للبلاد.
وقال "برنامجنا يتطلب التفاني. ويتطلب عملنا الدعم من خلال وضع مصالح البلاد فى بؤرة الاهتمام، ويجب علينا عدم التوقف عن الاستكشاف بغض النظر عن الصعاب."
وفي خطابه، أكد شي أيضا على أهمية التنمية والاصلاح والابتكار.
وفي معرض تأكيده على الدور الحاسم للتنمية من خلال الاشتراكية ذات الخصائص الصينية، قال شي إن البلاد ستركز على البناء الاقتصادي وتوجيه الأمة خلال "الوضع العادي الجديد" عن طريق الاجراءات الموصى بها، في الوقت الذي سيتم فيه التغلب على أية صعوبات وتحقيق المزيد من المنافع.
وقال شي "عملية الاصلاح ستقرر مصير الصين الحديثة."
الثقة في المسار
قال شي إنه من أجل المضي قدما بروح المسيرة الطويلة والتقدم نحو "مسيرة طويلة جديدة"، يجب على الشعب تعميق ثقته فى المسار والنظرية والنظام وثقافة الاشتراكية ذات الخصائص الصينية.
وأوضح "في الوقت الذي نؤكد فيه على الثقة في المسار والنظرية والنظام وثقافة الاشتراكية ذات الخصائص الصينية، لا يتعين علينا أبدا الاكتفاء بما حققناه من إنجازات والتوقف عن التقدم. يجب علينا الاستمرار في الاكتشاف والاختراع والابداع والتقدم إلى الأمام من أجل الحفاظ على دوام حيوية الاشتراكية ذات الخصائص الصينية."
وأكد شي على أن كافة مظاهر التطوير والتقدم يجب أن تتخذ اتجاها محددا، وليس مجرد تغيير الاتجاه أو حتى "ترك القواعد الأساسية التي يرسخ فيها حزبنا وشعبنا وبلادنا."
وأوضح شي أنه خلال المسيرة الطويلة، تخطى الجيش الأحمر ليس فقط حواجز "آلاف الجبال والمجاري المائية"، وإنما تخطى أيضا حواجز العقل، مشيرا بذلك إلى التغلب على الاعتقاد الجازم بأن الماركسية نظرية غير قابلة للتعديل.
إن الدرس الأهم في المسيرة الطويلة هو انه يجب على الصين المزج بين المبادىء الاساسية للماركسية بالظروف الواقعية الخاصة بالصين، والمضي قدما على طريق الثورة والبناء والاصلاح بما يتناسب مع ظروف الصين الخاصة.
جيش قوي
حث الرئيس شي على بناء منظومة دفاعية قوية وعلى بناء قوات مسلحة قوية تتناسب مع مكانة الصين الدولية وتحقق متطلبات الأمن الوطني والتنمية.
وقال شي "لبناء دولة قوية، يجب بذل الجهود لبناء جيش قوي، فالجيش القوي هو الضامن لأمن البلاد."
وحث شي على بذل الجهود لخلق جيل جديد من الجنود الصينيين الذين يتمتعون "بالروح العالية والقدرات الكبيرة والشجاعة والفضيلة"، وعلى بناء قوات في قوة الصخر ومدعومة "بالعقيدة التي لا تتزعزع والايمان والانضباط والالتزام."
وقال شي "المسيرة الطويلة مفخرة الجيش الشعبي الصيني، والجيش الشعبي الشريف يجب عليه دائما حمل الروح العظيمة والتقاليد الرائعة للجيش الأحمر خلال المسيرة الطويلة والمضي بها قدما."
وحث شي القوات المسلحة على الالتزام بالقيادة المطلقة للحزب الشيوعي الصيني والحفاظ على طبيعتها والتمسك بمادئها كجيش يملكه الشعب، وعلى أن تحرص على أن تكون وريثا جديرا للجيش الأحمر.
وحث شي أيضا القوات المسلحة على التمسك بالوحدة السياسية وتعزيز الاصلاح وحكم القانون وتعزيز الجاهزية للقتال.
وأكد شي على أنه يجب على القوات المسلحة بكاملها أن تبقى يقظة وعلى وعي بمسئولياتها، مشيرا إلى أنه يجب تحقيق التقدم على صعيد عملية تحديث منظومة الدفاع الوطني والقوات المسلحة في سبيل السعي نحو حماية السيادة الوطنية للبلاد وأمنها ومصالحها التنموية.
قيادة الحزب الشيوعي الصيني
في حديثه، أكد شي أيضا على أهمية تعزيز قيادة الحزب وعلى ممارسة الحكم في الحزب بشكل لا يعرف التهاون، سعيا نحو إنجاح المسيرة الطويلة الجديدة.
كما أكد شي على أنه يجب على كافة أعضاء الحزب التمسك بقيادة الحزب والحفاظ عليها والدعم الواعي لموقف الحزب والشعب، وأنه يجب عليهم "أن يكونوا مخلصين للحزب، وأن يشاركوا الحزب في شواغله وتحمل مسئولياته."
كما حث شي أعضاء الحزب على بذل قصارى جهدهم للقيام بالمهام والمسئوليات التي يحددها الحزب.
وأكد شي على أنه في الوقت ذاته، يجب بذل الجهود لتعزيز وتنظيم الحياة السياسية داخل الحزب.
وتعهد شي ببذل الجهود المستمرة في تدعيم حوكمة نظيفة ومكافحة الفساد وتعزيز قدرة الحزب على تطهير نفسه وتعزيزها وتطويرها بشكل ابتكاري.
وأكد شي على انه يجب على الحزب التمسك بمبدأ عمل كل ما يمكن عمله لمصلحة الشعب، وأيضا عليه الاعتماد على الشعب في سبيل النضال لتحقيق حياة أفضل.
وقال شي "فقط من خلال الايمان بالشعب والاعتماد عليه بقوة والانصات إلى مبادرات الشعب واقتراحاته الابتكارية، نستطيع توحيد إرادة الأمة كحصن منيع."
وأكد شي على أن الاتحاد بين الشعب والجيش في السراء والضراء كان الضامن الأساسي لنجاح الحزب الشيوعي الصيني والجيش الأحمر في تحقيق انتصار المسيرة الطويلة، وانه كان أيضا الضامن بالنسبة للحزب للتغلب على الصعاب والمخاطر.
وأضاف شي أنه يتعين على الحزب الاتحاد، وقيادة الشعب في جهود مستمرة لتحسين مستوى المعيشة، وأنه يجب أن تعود نتائج الاصلاح والتنمية بالنفع على الجميع.
وخلال الحفل قال تشو شيانغ تشون، أحد مسئولي الحزب بإحدى القرى بمقاطعة هونان، إنه يتعهد بالاستمرار في اتباع توجيهات الحزب والاعتماد على القرويين وقيادتهم لتحقيق النصر في مسيرة طويلة جديدة تهدف إلى تخفيف حدة الفقر.