هافانا 24 أكتوبر 2016 (شينخوا) أبدى مراقب سياسي كوبي إعجابه بتجربة الحزب الشيوعي الصيني في بناء ثقافة الحوكمة والانضباط، قائلا إن نجاحه يمكن أن يساعد كوبا في مسعاها نحو التحديث الاجتماعي والاقتصادي.
وقال الصحفي والمدون الكوبي ايرويل شانشيز لوكالة ((شينخوا)) إن تجربة الحزب الشيوعي الصيني السياسية على مر السنين" يمكن أن تكون مهمة جدا لكوبا لدراستها وتطبيق بعضها على حملتها الراهنة من أجل تحديث النظام الاشتراكي للدولة".
وأضاف أنه على الرغم من الاختلافات الجغرافية والثقافية الكبيرة بين البلدين، إلا أن هافانا يمكنها التعلم من طريقة بناء الصين لحزبها لتسهيل التطور المستقبلي للحزب الشيوعي الكوبي.
وأكد سانشيز أن تأكيد الحزب الشيوعي الصيني على الحوكمة والانضباط ومكافحة الفساد بصرامة داخل الحزب يمثل نموذجا يحتذى به في كيفية تطوير حزب شيوعي.
وقال "إذا أردنا خلق مجتمع مختلف وبديل من أجل رفاهية الأغلبية ، فلابد لنا ألا نتنازل عن قضايا مثل الفساد كما فعلت القيادة الصينية في السنوات الأخيرة".
وبنى الحزب الشيوعي الكوبي نفسه على مر السنين من خلال إقامة علاقات وثيقة مع القواعد وتشجيع العمال على اختيار أعضاء المنظمة السياسية وليس ذلك فحسب، وإنما بحث القضايا الجوهرية محل الاهتمام الوطني كجزء من عملية ديمقراطية أيضا.
وفي ثمانينات القرن الماضي، قاد الحزب الشيوعي الكوبي حملة وطنية لتصويب الأخطاء السياسية والسلوك السلبي أدت الى مناقشات محمومة وانتقادات لبعض قادة الحزب وخطوطه التوجيهية. وعمل الحزب أيضا على ضمان ظهور أعضائه بأفضل صورة.
وقال سانشيز إن "الحزب الشيوعي الكوبي ليس منظمة كبيرة. إنه مؤسسة منتقاة على أساس الطبيعة المثالية والفضائل السياسية لأعضائه".
وأضاف أن الحزب الشيوعي الكوبي يتمتع بـ " سلطة أخلاقية" بين الشعب الكوبي لأنه حافظ على الوحدة الوطنية رغم سنوات العداء من قبل الولايات المتحدة دون أن يتخلى أبدا عن مبادئه لضمان العدالة الاجتماعية ورفاهية غالبية الشعب.
وتابع أن "الحزب الشيوعي الكوبي يتألف من العمال الذين يشكلون الغالبية الواسعة في كوبا ولم يستثن القطاعات الاجتماعية الأخرى. كما يضمن وحدة واستقلال الدولة في الظروف التاريخية والثقافية والسياسية التي تزداد تعقيدا في عالم معولم".
وقال سانشيز إن دور الحزب هو بناء ثقافة سياسية للحوار وتبادل الآراء والنقد من أجل تعزيز الحوكمة والانضباط والتنمية في كوبا.
وأوضح أن " الحزب الشيوعي الكوبي هو الجبهة السياسية المنظمة في الدولة ومنتدى النقد العميق حيث تكمن مصالح الشعب والدولة. ولا يوجد لأحد سلطة أكبر اليوم في كوبا من الحزب الشيوعي".
وقال سانشيز إن ذوبان الجليد في العلاقات مع واشنطن لم يقوض من سلطة الحزب الشيوعي الكوبي فالحزب هو الذي أخذ المبادرة وقاد عملية الحوار والمفاوضات مع الولايات المتحدة دون أن يتنازل عن مصالح كوبا وسيادتها.