بروكسل 28 أكتوبر 2016 (شينخوا) أعلن رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك مساء يوم الجمعة، من خلال تغريدة له على موقع التدوين المصغر "تويتر"، أن قمة الاتحاد الأوروبي - كندا ستعقد يوم الأحد.
وقال توسك إنه "تم إنجاز المهمة! لقد اتفقت للتو مع رئيس الوزراء (الكندي) جاستن ترودو على عقد قمة بين الاتحاد الأوروبي وكندا هذا الأحد".
وجاءت هذه التصريحات بعد وقت قصير من تصويت جميع البرلمانات الإقليمية البلجيكية لصالح اتفاقية التجارة والاقتصاد الشاملة أو (سي إي تي أيه) يوم الجمعة.
وكانت منطقة والونيا البلجيكية، الناطقة باللغة الفرنسية، والتي يبلغ عدد سكانها 3.5 مليون نسمة، قد مثلت أكبر عقبة أمام التوقيع على الاتفاقية كون دعم بلجيكا للاتفاقية يتطلب إجماع جميع البرلمانات الإقليمية وذلك بموجب القوانين التشريعية الاتحادية المجمعة للبلاد.
وفي الوقت نفسه، فإنه لا يمكن للاتحاد الأوروبي، الكتلة التي تضم 500 مليون نسمة، التوقيع على أي اتفاقية من دون موافقة جميع الدول الأعضاء.
وغيّر مشرعو والونيا، الذين أبدوا مخاوفهم في وقت سابق من أن الاتفاقية سوف تعرض مصالح المزارعين الأوروبيين للخطر وتمنح الكثير من السلطات للشركات متعددة الجنسيات، من موقفهم بعدما وافق السياسيون البلجيكيون على إضافة ملحق للاتفاقية يوم الخميس.
وبموجب الملحق، فإن محكمة العدل الأوروبية هي من ستحدد فيما إذا كانت تسوية المنازعات بين المستثمرين والدولة ضمن الاتفاقية، والتي من شأنها أن تسمح للشركات بمقاضاة الحكومات الأوروبية، متوافقة مع المعاهدات الأوروبية.
في الوقت نفسه، فإنه سيتم تقييم الاتفاقية بانتظام فيما يتصل بآثارها الاجتماعية والاقتصادية والبيئية.
وأدت المعارضة السابقة لوالونيا إلى إلغاء زيارة ترودو التي كانت مقررة يوم الخميس إلى بروكسل، والتي كان من المتوقع أن يوقع خلالها الاتحاد الأوروبي وكندا على الاتفاق بعد سبعة أعوام من المفاوضات.
وتم النظر إلى الدراما البلجيكية على أنها مشهد آخر ناتج عن مناهضة العولمة بعد الاستفتاء الصادم لبريطانيا، والذي صوت لصالح مغادرتها الاتحاد الأوروبي في يونيو الماضي، ما ألقى بظلال من الشك على موقف الكتلة إزاء وحدتها وتضامنها وكذلك قدرتها على قيادة المفاوضات الدولية.
كما أدى ذلك إلى وضع الاتحاد الأوروبي في موضع حرج وتساؤل، وخاصة أنه كان يأمل أن يؤدي توقيع اتفاقية التجارة والاقتصاد الشاملة مع بلد مشابه في التفكير مثل كندا إلى إرساء الأساس أمام اتفاقيات التجارة الأخرى للكتلة مع قوى عالمية بما في ذلك الولايات المتحدة واليابان.
واقتصر رد فعل الاتحاد الأوروبي وكندا على إبداء التفاؤل الحذر بعد الدراما البلجيكية، وقال توسك في وقت سابق إنه سيتصل برئيس الوزراء الكندي فقط بعد أن يتم الانتهاء من جميع الإجراءات.
وذكرت تقارير أن ترودو قال في معرض تعليقه يوم الخميس "من الخزي تكرار ذات الخطأ".
وستقوم الاتفاقية بإلغاء أكثر من 99 في المائة من الرسوم الجمركية المفروضة حاليا على التجارة بين الاتحاد الأوروبي وكندا، كما أنها من المتوقع أن تساهم في زيادة التجارة البينية بنسبة 12 مليار دولار يورو (حوالي 13.2 مليار دولار أمريكي) سنويا، وفقا للاتحاد الأوروبي./نهاية الخبر/