بيروت 31 أكتوبر 2016 (شينخوا) انتخب البرلمان اللبناني اليوم (الاثنين) العماد ميشال عون رئيسا جديدا للبلاد لينهي شغورا في المنصب استمر عامين ونصف العام.
وعون هو الرئيس الثالث عشر للبنان ، ورابع قائد سابق للجيش يصل الى الرئاسة بعد اللواء فؤاد شهاب والعماد اميل لحود والعماد ميشال سليمان.
ولد عون في 30 سبتمبر من العام 1933 في "حارة حريك" في ضاحية بيروت الجنوبية ، بحسب ما جاء في السيرة الذاتية للرئيس الجديد والتي وزعها مكتب الاعلام في القصر الرئاسي.
وتخرج عون في العام 1958 من المدرسة الحربية ملازما في سلاح المدفعية ، وتولى خلال خدمته تسلم مهمات ومسؤوليات عسكرية عدة في كل المناطق اللبنانية توجت بتوليه قيادة الجيش في 23 يونيو 1984.
ويحوز عون عدة أوسمة لبنانية رفيعة ووسام جوقة الشرف الفرنسي.
في العام 1988 عين عون رئيسا لمجلس الوزراء ووزيرا للدفاع الوطني والإعلام مع الاحتفاظ برتبته العسكرية في الجيش كما كلف بمهام وزارات الخارجية والتربية والداخلية بالوكالة طيلة مدة غياب الوزير الأصيل.
انتقل عون في 13 اكتوبر من العام 1990 إلى السفارة الفرنسية في بيروت بعد الاجتياح السوري بناء على طلب السفير الفرنسي حينها رينيه ألا بهدف التفاوض على وقف إطلاق النار وبقي لغاية 27 اغسطس 1991.
غادر عون لبنان في 28 اغسطس 1991 إلى فرنسا وعاد إلى بيروت بعد انسحاب القوات السورية من لبنان.
وقد انتخب عون في العام 2005 نائبا عن دائرة كسروان/جبيل في جبل لبنان وترأس تكتل "التغيير والإصلاح" في البرلمان.
ترأس "التيار الوطني الحر" الذي أسسه في العام 2005 كما أعيد انتخابه في العام 2009 مجددا نائبا في البرلمان.
ومن مؤلفات عون كتاب "رؤيتي للبنان" باللغتين الفرنسية والعربية في العام 2007.
ولم تتناول السيرة الرسمية التفاصيل حول ظروف تشكيل عون حكومة عسكرية حين كان قائدا للجيش والتي كلفه بتشكيلها الرئيس السابق أمين الجميل في نهاية ولايته بعد تعذر انتخاب رئيس جمهورية جديد يخلفه بهدف القيام بمهمة تسهيل انتخاب رئيس جديد.
وفي حنيه ، وقفت حكومة عون التي استقال وزراؤها المسلمون بمواجهة الحكومة التي كان يرأسها الدكتور سليم الحص.
وخلال ترؤس عون الحكومة العسكرية شن "حرب التحرير" على القوات السورية في 14 مارس من العام 1989 كما شن في أواخر يناير من العام 1990 ما عرف ب"حرب الالغاء" ضد "القوات اللبنانية" بزعامة سمير جعجع.
كما لم تتناول السيرة الرسمية رفض عون ل"اتفاق الطائف" الذي توصلت اليه الكتل النيابية اللبنانية بوساطة سعودية في شهر اغسطس من العام 1989 في مدينة "الطائف" والذي أنهى الحرب الأهلية في لبنان.
وقد رفض عون رئيس الحكومة العسكرية حينها هذا الاتفاق لأنه لا يحدد آلية لانسحاب الجيش السوري من لبنان.
وقد أقصي عون من القصر الجمهوري في 13 أكتوبر من العام 1990 بعملية عسكرية سورية/لبنانية فلجأ إلى السفارة الفرنسية في بيروت وبقي فيها 321 يوما حتى سمح له من بعدها بعفو خاص ووعد بعدم محاكمته لتمرده على حكم الرئيس الياس الهراوي بالتوجه إلى المنفى في فرنسا في 28 أغسطس 1991.
أما عودة عون الى لبنان فقد جاءت في 7 مايو 2005 بعد انسحاب القوات السورية منه في 27 ابريل من العام ذاته بعد غياب استمر 15 عاما في منفاه الفرنسي حيث خاض الانتخابات النيابية وتمكن من أن يصل الى البرلمان بكتلة نيابية مؤلفة من 21 نائبا كانت ثاني أكبر كتلة في البرلمان.
وبعد تأسيسه "التيار الوطني الحر" في 18 سبتمبر 2005 قام عون بالتوقيع على وثيقة تفاهم بين التيار و"حزب الله" في 6 فبراير من العام 2006 تتضمن 10 مسائل متعلقة بالشؤون اللبنانية وتقدم إطارا سلميا لتطبيق القرار 1559 الصادر عن مجلس الأمن في الأمم المتحدة خاصة في ما يتعلق بأسلحة "حزب الله".
كما شارك عون في مؤتمر الدوحة الذي انتهى بالتوقيع على "اتفاق الدوحة" في 21 مايو في العام 2008 والذي تم بموجبه انتخاب العماد ميشال سليمان للرئاسة وتشكيل حكومة وحدة وطنية نالت كتلته النيابية فيها خمسة وزراء.
وأقام عون علاقة حسن جوار مع سوريا بعد انسحاب الجيش السوري من لبنان كما زارها في العام 2008 والتقى الرئيس السوري بشار الأسد.
وفي الثاني من يونيو 2015 وقع عون ورئيس "القوات اللبنانية" سمير جعجع على ورقة تفاهم تحت اسم "اعلان النوايا" والتي أنهت خصومة وصراعا كبيرا بين أكبر قوتين مسيحيتين على الساحة المسيحية.
يشار الى ان عون متزوج من نادية سليم الشامي ولهما ثلاث بنات متزوجات هن ميراي (متزوجة من روي الهاشم) وكلودين (متزوجة من العميد شامل روكز) وشانتال (متزوجة من وزير الخارجية ورئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل.