دمشق 3 نوفمبر 2016 ( شينخوا ) قال الرئيس السوري بشار الأسد إن "المجموعات المسلحة رفضت الهدنة في مدينة حلب " ، محملا في الوقت ذاته الولايات المتحدة الامريكية والدول الغربية الحليفة لها مسؤولية فشلها.
ونقلت وكالة الانباء السورية ( سانا ) عن الرئيس الأسد قوله في مقابلة مع صحيفة ( بوليتيكا ) الصربية ، نشرتها اليوم ( الخميس ) ، ان " المجموعات المسلحة رفضت الهدنة التي تم الاعلان عنها في حلب ، وقالت إنها لا تريد هدنة ، كما رفضت دخول أي قوافل إلى الأحياء الشرقية من حلب ".
وكانت هدنة إنسانية في حلب أعلنت عنه موسكو مؤخرا دخلت حيز التنفيذ ، يوم الخميس 20 أكتوبر الماضي ، وتم تمديدها 3 أيام إضافية ، بغية تأمين خروج المرضى والجرحى والمدنيين، إضافة إلى المسلحين من المدينة .
ولم تشهد الممرات المخصصة للسماح للسكان والمقاتلين الذين يريدون مغادرة حلب الشرقية ، خلال فترة الهدنة، أي حركة ، في حين اتهم النظام "التنظيمات الارهابية" المنتشرة في الأحياء الشرقية من مدينة حلب بمنع الأهالي من المغادرة عبر المعابر الآمنة التي فتحتها وحدات الجيش ، بالتنسيق مع الجانب الروسي.
وأضاف الأسد في المقابلة أن " الغرب وبشكل أساسي الولايات المتحدة مارست الضغط من أجل وقف إطلاق النار، وهم يفعلون ذلك دائماً فقط عندما يكون الإرهابيون في وضع سيئ، وليس من أجل المدنيين .. وهم يحاولون استغلال حالات وقف إطلاق النار لتقديم الدعم للإرهابيين إن كان لوجستيا أو بالسلاح.. والأموال".
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمر امس بإعلان هدنة إنسانية جديدة في مدينة حلب يوم الجمعة المقبل، لمدة 10 ساعات, الأمر الذي رفضته المعارضة المسلحة ، كما أعلنت القيادة العامة للجيش منح هدنة إنسانية بغية خروج المسلحين .
وأشار الأسد إلى أن "الدول الغربية أرادت استخدام القناع الإنساني لإيجاد مبرر للمزيد من التدخل في سوريا سواء أكان عسكرياً أو عن طريق دعم الإرهابيين".
واعتبر الرئيس الأسد أن "الإرهاب والإرهابيين بالنسبة للأمريكيين مجرد ورقة يريدون أن يلعبوها على الساحة السورية".
من جهة أخرى ، اتهم الاسد " التحالف الدولي بتجاهل تصرفات تنظيم "داعش" وعدم فعل أي شيء فيما يخص نقل النفط من سوريا إلى تركيا على مرأى من أقمار التحالف الصناعية وطائراته التي تعمل دون طيار ، إلى أن تدخل الروس وبدؤوا بمهاجمة قوافل ( داعش ) ومواقعه ومعاقله، هنا بدأ ( داعش ) بالانحسار ".
كما اتهم الاسد "مسؤولي الحكومة التركية ، وبشكل أساسي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وعائلته بالضلوع في تجارة النفط مع ( داعش ) ".
وواجه أردوغان مؤخرا اتهامات من قبل موسكو حول شرائه النفط من تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) ، في حين وصف الرئيس التركي الاتهامات بـ "الافتراءات" .
يذكر أن التحالف الدولي أشار إلى أن عائدات تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) النفطية انخفضت إلى النصف ، حيث تقدر حاليا بنحو 15 مليون دولا شهريا ، مرجحا ذلك للغارات التي شنها منذ الخريف على منشآت نفطية يسيطر عليها التنظيم.
وعن المدة الزمنية لحل الازمة السورية, قال الاسد إن "أقل من عام مدة كافية لحل المشاكل الداخلية.. لأنها ليست معقدة جداً من الداخل.. تصبح المشكلة أكثر تعقيداً فقط عندما يحدث المزيد من التدخل من قبل القوى الأجنبية".
وأردف الأسد "عندما تترك تلك القوى الأجنبية سوريا وشأنها.. يمكننا حل المشكلة كسوريين خلال بضعة أشهر.. خلال أقل من سنة.. ذلك أمر بسيط جداً.. ونستطيع فعله.. لكن شريطة عدم وجود تدخل خارجي".
وأعرب الاسد عن "الأمل في أن تتفق موسكو وواشنطن حول سوريا وتصبحان شريكتين في الحرب ضد الإرهابيين في البلاد".
وعن حول الانتخابات الرئاسية الأمريكية ، أشار الأسد إلى أن "النقاش يدور حول من هو الأسوأ وليس من هو الأفضل.. ولا أعتقد أن أياً منهما سيكون جيدا بالنسبة لنا... و من تجربتنا مع المسؤولين والسياسيين الأمريكيين بشكل عام.. فإننا لا نثق بكلامهم.. إنهم غير صادقين".
يشار إلى أن السباق نحو البيت الأبيض في الولايات المتحدة انطلق من ولاية آيوا مطلع فبراير الماضي، لينتهي في 8 نوفمبر الجاري 2016، بانتخاب خلف للرئيس الأمريكي الحالي باراك أوباما، حيث يتم تنصيب الرئيس الجديد بحفل رسمي في العاصمة واشنطن في 20 يناير القادم 2017.