الرباط 3 نوفمبر 2016 (شينخوا) دعا مسئولون وصناع قرار وعدد من القيادات الدينية والروحية، اليوم (الخميس) بمدينة فاس المغربية، إلى ضرورة مضاعفة الجهود من أجل رفع الوعي بمخاطر البيئة والتشجيع على التخلي عن الممارسات الضارة بالمناخ والمحيط الإيكولوجي.
وأكد المتدخلون في الجلسة المسائية لقمة الضمائر من أجل المناخ " التي ينظمها المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي بالمغرب، أن رجال الدين بمختلف الديانات يتوفرون على سلطة معنوية كبيرة في تحديد تصرفات المؤمنين وبالتالي في تحسيسهم وتشجيعهم على المساهمة في إنقاذ مستقبل الأرض من خلال ضبط تصرفاتهم اليومية والعودة إلى الفطرة في احترام النظم البيئية.
وفي هذا الصدد، قال حنا عبد الله عيسى الأمين العام للجنة الإسلامية المسيحية لحماية القدس والبقاع المقدسة، إن ممثلي الديانات السماوية متراصون في التعاطي مع كل الظواهر التي تجتاح العالم والتي تكون لها انعكاسات سلبية على مختلف مناحي الحياة ومنها التغيرات المناخية.
وأضاف إن السيطرة على التغيرات المناخية وما ينتج عنها من سلبيات وآثار تحتاج إلى وجود قيادة تحولية لها القدرة على إحداث التغيير عبر إشراك أصحاب القرار وكل المتدخلين.
وشدد على ضرورة تكاتف جهود رجال الدين من مختلف دول العالم من أجل رفع الوعي بمخاطر التغيرات المناخية باعتبارهم يتوفرون على سلطات كبيرة في حل الخلافات وصقل تصرفات البشر اليومية وجعلها تتناغم مع النظم البيئية والإيكولوجية .
اما ميغيل أنخيل موراتينوس، وزير الشئون الخارجية الإسباني الأسبق وصاحب مبادرة مؤسسة "تحالف الحضارات"، فسجل ان هذه القمة تشكل مرحلة حاسمة لتقاسم قيم التنمية المستدامة بشكل عادل ومتساو بين مختلف الأمم والشعوب.
وسلط موراتينوس، الضوء في كلمته على التدابير والمبادرات الرامية إلى تشجيع الحوار بين الثقافات والحفاظ على التراث وحماية البيئة.
ودعا مختلف بلدان العالم إلى إيلاء أهمية كبيرة لتعزيز قيم الانفتاح والتعايش السلمي وتعزيز سياسة حسن الجوار من جهة وتمكين مختلف الفئات الفقيرة من المعرفة والتعليم.
ومن جهته، أكد أونطوني لوطرين وزير البيئة والتنمية المستدامة في كاليدونيا الجديدة أن "قمة الضمائر من أجل المناخ" بفاس تثمن الحياة قبل الامتيازات من خلال دفاعها عن عالم متناغم بعيدا عن التوترات المناخية التي أضحت سائدة اليوم .
وأضاف أن فلسفة الدول الصغيرة بالمحيط الهادي المشكلة لقارة أوقيانوسيا التي ينتمي إليها ترتكز على الشجرة كرمز للحياة على اعتبار أن غرس شجرة يعني غرس الحياة، مشيرا إلى أن رسالة الشعوب الصغيرة بمنطقة أوقيانوسيا إلى قمة المناخ ( كوب 22 ) التي ستحتضنها مدينة مراكش خلال الأيام القليلة المقبلة هي الدعوة إلى رفع الوعي بمخاطر التغيرات المناخية وتوحيد الجهود من أجل مواجهتها .
وأشار إلى أن هذه البلدان والشعوب التي تعيش بالمحيط الهادي أضحت في السنوات الأخيرة تعاني من العديد من الاختلالات البيئية والإيكولوجية رغم أنها لا تصدر إلا كميات ضئيلة من الانبعاثات والغازات السامة علما أن تعداد سكانها مجتمعة لا يتعدى 10 ملايين نسمة.
بدورها، أكدت ماري خزانا كيفينيميي الأمينة العامة المساعدة لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، أن انعكاسات التغيرات المناخية أضحت هائلة وضخمة على مختلف مناحي الحياة اليومية لسكان الأرض، مشددة على ضرورة تفعيل ما تضمنه اتفاق باريس الذي كان ملزما للحكومات وتنزيله على أرض الواقع .
وبعد أن شددت على أن مواجهة التغيرات المناخية يجب أن تكون بشكل جماعي وأن تساهم فيها كل مكونات المنتظم الدولي، أوضحت السيدة خزانا كيفينيمي أن العالم بحاجة إلى حوار متبادل مع مختلف الأطراف والفاعلين على المستوى الدولي من أجل الخروج بمقاربات نوعية وقابلة للتنفيذ لمواجهة المخاطر التي تهدد البشرية على المستوى البيئي والإيكولوجي .
وتأتي " قمة الضمائر من أجل المناخ بفاس " قبل أيام قليلة من احتضان مراكش لقمة المناخ (7 - 18) نوفمبر الجارى.