رئيس مجلس الدولة الصينى لى كه تشيانغ يلقي الكلمة خلال الاجتماع ال15 لرؤساء وزراء منظمة شانغهاى للتعاون المنعقد في بيشكك. (شينخوا/تشانغ دوه)
بيشكك 3 نوفمبر 2016 (شينخوا) اختتمت هنا اليوم (الخميس) أعمال الدورة ال15 لاجتماع رؤساء وزراء منظمة شانغهاي للتعاون باقتراح لرئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ يتكون من ست نقاط وببيان مشترك يدعو أعضاء المنظمة إلى تعزيز التعاون العملي فى مجموعة كبيرة من المجالات تشمل الأمن والتنمية الاقتصادية والقدرة الانتاجية.
اقتراح لي المكون من 6 نقاط
قدم رئيس مجلس الدولة الصينى هذا الاقتراح خلال اجتماع رؤساء وزراء دول منظمة شانغهاي للتعاون في بيشكك، وهو آلية منتظمة للاجتماع بين رؤساء وزراء دول المنظمة أسسست عام 2001.
وفي معرض إشارته إلى ان منظمة شانغهاي للتعاون لعبت دورا لا غنى عنه في تعزيز الاستقرار والرخاء الاقليميين خلال ال 15 عاما الأخيرة، قال لي إنها أيضا ساهمت في تحقيق السلام والتنمية العالميين.
واضاف لي أنه فقط من خلال التعاون المشترك تستطيع دول منظمة شانغهاي للتعاون تحقيق التنمية المشتركة والاستقرار والسلام على المدى الطويل في المنطقة، داعيا كافة الدول الأعضاء إلى بذل الجهود المشتركة في سبيل تعزيز المجالات الستة التالية.
في مجال الامن، دعا لي كافة الدول الاعضاء للاهتمام بمفهوم الامن المشترك والشامل والتعاوني والمستدام، واقترح تعميق تبادل المعلومات والتعاون في انفاد القانون من اجل ضمان سلامة الشعوب والمؤسسات والشركات بدول المنظمة.
كما طلب من دول المنظمة تعزيز التعاون والتنسيق فيما بينها في مجال الامن وتدعيم بناء مؤسسات وآليات اقليمية لمكافحة الارهاب.
وبالنسبة لربط استراتيجيات التنمية، دعا لي إلى بذل جهود اكبر لتعزيز التنسيق والربط بين سياسات التنمية الاقتصادية في الدول الاعضاء، مستشهدا بالتكامل المتنامي بين مبادرة الحزام والطريق التي اقترحتها الصين والاتحاد الاقتصادي الاوراسي على سبيل المثال.
وقال لي إن الصين مستعدة لبذل جهود مشتركة مع الاعضاء الاخرين فى منظمة شانغهاى للتعاون من أجل تعزيز التجارة الاقليمية وتسهيل الاستثمارات، مقترحا تعزيز التعاون في مجالات مثل الجمارك والتفتيش والحجر الصحى فضلا عن الشهادات والتصديقات.
وأضاف ان الصين منفتحة على المبادرة الخاصة باقامة منطقة تجارة حرة تابعة لمنظمة شانغهاي للتعاون وعازمة على العمل مع الاطراف الاخرى لاجراءات دراسات جدوى ذات صلة واستكشاف المزيد من اطر التعاون الاقتصادي الاقليمي الاشمل والاوثق والاكثر كفاءة.
وعن تعزيز التعاون في بناء قدرات الانتاج، قال لي ان الصين مستعدة لجعل التعاون في هذا الصدد دعامة للتعاون التجاري الاقليمي.
واشار الى ان مشروعات التعاون الكبرى، منها محطة لانتاج الطاقة في اوزباكستان ومعمل لتكرير البترول في قيرغيزستان ومصنع اسمنت في طاجيكستان ومنطقة صناعية صينية-اوزبكية، تسير بسلاسة.
وفيما يتعلق بالتعاون في مجال الابتكار، قال لي ان الصين عازمة على تعزيز التقارب فضلا عن تبادل سياسات الابتكار مع الدول الاخرى لتيسير الاعفاء الجمركي للتجارة عبر الانترنت وتعزيز قدرات الدعم اللوجيستي ودفع التعاون في مجالات الابتكار التكنولوجي والاقتصاد الاخضر.
وفيما يتعلق بالتمويل الاقليمي، دعا رئيس مجلس الدولة الصيني الدول الاعضاء الى الاستفادة الكاملة من منصات التمويل الاقليمية مثل رابطة بنوك دول منظمة شانغهاي للتعاون والبنك الاسيوي لاستثمارات البنية الاساسية وصندوق تمويل طريق الحرير وبنك التنمية الجديد لرابطة البريكس واخرى.
واضاف ان الصين مستعدة لتعزيز تبادل العملات والتسوية بالعملات المحلية مع كافة الدول الاعضاء.
وعن التبادلات الشعبية، تعهد لي بتقديم المزيد من المنح الدراسية لاعضاء المنظمة لتعزيز اساس للتبادلات الشعبية.
واضاف ان الصين عازمة على توقيع اتفاقيات مع الدول الاخرى لانشاء جامعة منظمة شانغهاي للتعاون ودعم جهودها في رعاية المواهب.
واشار الى ان الصين ستواصل استضافة المعسكرات الصيفية لطلاب المدارس الابتدائية والثانوية من الدول الاعضاء وستعقد سلسلة من انشطة التبادلات غير الحكومية.
التوافق على توسيع التعاون
من جانبهم، أكد القادة الحضور على التقدم الذي أحرزته المنظمة، متعهدين ببذل الجهود المشتركة للحفاظ على الامن والاستقرار الاقليميين، وبتعزيز التعاون الاقتصادي الاقليمي وتعزيز الديناميكية الداخلية للمنظمة وتقديم اسهامات جديدة للسلام والاستقرار الاقليميين.
وعقب الاجتماع، قام رئيس مجلس الدولة الصيني ورؤساء وزراء قازاقستان وقيرغيزستان وروسيا وطاجيكستان وأوزبكستان بتوقيع بيان مشترك حول تعميق التعاون في إطار المنظمة.
واتفق القادة في البيان على أن توسيع وتعميق التعاون بين الدول الأعضاء فى المنظمة يتماشى مع المصالح الكلية للتنمية المستدامة للاقتصاد الاقليمي.
وأكد الحضور على أن تعزيز مستوى معيشة الشعوب ورفاهيتها في الوقت الذي يتم فيه تعزيز التعاون في المجالات ذات الاهتمام المشترك أمر يمثل أولوية قصوى للمنظمة.
كما اشاروا إلى أنه يتعين على الدول الأعضاء الاستمرار في التعاون الدولي الشامل وتقديم المزيد من القوى الدافعة التي تساهم في تحقيق التعافي الاقتصادي العالمي، مؤكدين على أنه يتعين أن يحظى المشاركون في الاقتصاد العالمي بفرص متساوية.
وبحسب البيان، فإن المبادرات المقترحة لتعزيز التعاون الاقتصادي الاقليمي، من بينها مبادرة الحزام الاقتصادي لطريق الحرير، ستؤدي إلى البحث عن أنماط جديدة للتعاون الدولي وإلى تعزيز العلاقات بين الدول أعضاء المنظمة.
في السياق ذاته، أقر الحضور قائمة من الاجراءات الخاصة بتعزيز المشروعات التعاونية في إطار المنظمة من 2017 حتى 2021، بحسب الوثيقة.
أما بالنسبة للتعاون المالي، فقد حث القادة الحضور على إجراء المزيد من المشاورات على مستوى الخبراء للبحث عن حلول مشتركة لانشاء بنك تنمية تابع للمنظمة وكذا صندوق تنمية.
واشار الزعماء إلى أنه من المهم تعزيز التعاون متعدد الأطراف في مجالات الثقافة والتعليم والعلوم وحماية البيئة والصحة والرياضة والسياحة وغيرها من المجالات.
وفيما يتعلق بالتعاون العلمي، اتفق القادة على خطة للشراكة العلمية بين دول المنظمة وعلى خطة عمل خمسية خاصة باتفاقية للتعاون العلمي بين حكومات دول المنظمة وقعت في 13 سبتمبر 2013 فى بيشكك.
علاوة على ذلك، أقر القادة ميزانية المنظمة لعام 2017، وأعلنوا ان اجتماع رؤساء الوزراء ال16 سيعقد في روسيا العام القادم.
كان لي وصل إلى بيشكك أمس الأربعاء في زيارة رسمية إلى الدولة الواقعة فى اسيا الوسطى ولحضور اجتماع منظمة شانغهاي للتعاون.