ريغا 4 نوفمبر 2016 (شينخوا) تمر علاقات لاتفيا مع الصين بأفضل أوقاتها في التاريخ، ويسعى هذا البلد الواقع في منطقة البلطيق إلى مواصلة تنمية مثل هذه العلاقات القوية مع ثاني أكبر اقتصاد في العالم، حسبما ذكر رئيس وزراء لاتفيا ماريس كوسينسكيس.
صرح بذلك كوسينسكيس خلال مقابلة أجرتها معه وسائل الإعلام الصينية قبل زيارة رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ إلى لاتفيا، حيث أكدا على وجود آفاق للارتقاء بالعلاقات الثنائية.
وخلال مكوث لي في لاتفيا لمدة ثلاثة أيام وذلك بدءا من اليوم (الجمعة)، من المقرر أن يلتقى أيضا قادة دول أوروبا الوسطى والشرقية الـ16.
ولدى حديثه عن الحالة الحالية للعلاقات بين لاتفيا والصين، ذكر كوسينسكيس أن الحوارات السياسية الدورية والتبادلات المتكررة للزيارات رفيعة المستوى بين البلدين ولدت قوة دفع قوية للتعاون الثنائي.
وأضاف رئيس الوزراء أن "التعاون الاقتصادي بين البلدين يؤشر على تفاؤل إزاء إمكانية تحقيق مزيد من التنمية، ولكن لاتفيا مازالت بحاجة إلى زيادة صادراتها إلى الصين وجذب المزيد من الاستثمارات الصينية".
وأشار كوسينسكيس إلى أن الصين تعد أكبر شريك تجاري بالنسبة للاتفيا في شرق آسيا وأن الدولتين تمتلكان إمكانات هائلة للتعاون في مجالات التجارة، والنقل العابر، واللوجستيات، والتعليم، والثقافة، والسياحة.
وقال إن "لاتفيا لديها موقع جغرافي مثالي وتمتلك ثلاثة موانيء خالية من الثلوج وهو ما يعد ميزة بارزة للتعاون في مجالي اللوجستيات والنقل"، مضيفا أن "لاتفيا تعد أيضا إحدى الدول الرائدة في العالم في مجال تكنولوجيا المعلومات بما تحظى به من تغطية جيدة جدا للإشارات وسرعة في الشبكات. وبالنسبة للشركات الصينية المتخصصة في تكنولوجيا المعلومات، تعد لاتفيا بمثابة بوابة للسوق الأوروبية".
وعلى صعيد التجارة الإلكترونية،على سبيل المثال، يمكن أن تقدم لاتفيا للصين منصة تجارة عبر الإنترنت وكذا خدمات عبر الإنترنت في مجالات النقل واللوجستيات والمالية، على حد قول كوسينسكيس.
كما اشاد رئيس الوزراء بالتبادلات الشعبية والثقافية بين لاتفيا والصين.
وتابع بقوله إن "الشعب اللاتفي تزداد معرفته بالصين. فلم تعد الصين بعد الآن دولة بعيدة وغامضة وغريبة بالنسبة لنا. فنحن نرى المزيد والمزيد من القصص الإخبارية الموضوعية عن الصين في الإعلام اللاتيفي ، إلى جانب ذلك يتزايد عدد السائحين الصينيين الوافدين إلى لاتفيا ".
ولفت كوسينسكيس إلى أنه يتطلع إلى زيارة نظيره الصيني ويأمل في أن تعزز هذه الزيارة التعاون والحوارات بين البلدين في مجالات الاقتصاد والتعليم والعلوم والثقافية، واصفا إياها بأنها معلم ذو أهمية كبيرة لمنطقة أوروبا الوسطى والشرقية بأسرها.
وحول الاجتماع المزمع أن يعقده لي مع قادة دول أوروبا الوسطى والشرقية الـ16، أكد كوسينسكيس أن لاتفيا تتشرف باستضافة القمة الخامسة بين الصين ودول أوروبا الوسطى والشرقية وتنسيق تعاون "16+1" في مجال اللوجستيات.
وقال إن "الحقيقة المتمثلة في أن هذه هي بالفعل الدورة الخامسة لقمة (16+1) تبرهن تماما على الإمكانات الكبيرة لهذه الآلية في تعزيز النمو الاقتصادي".
وأضاف أن أوروبا والصين يمكنهما أن تتقاربا أكثر من بعضهما البعض من خلال تعزيز الربط بين سياسة شبكة النقل العابرة لأوروبا التي ينتهجها الاتحاد الأوروبي ومبادرة "الحزام والطريق" التي اقترحتها الصين، وهو أمر حاسم للتنمية الاقتصادية الإقليمية .
جدير بالذكر أن مبادرة "الحزام والطريق"، التي تتألف من الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الـ21، طرحها الرئيس الصيني شي جين بينغ في عام 2013 وتهدف إلى بناء شبكة من التجارة والبنية التحتية تربط آسيا بأوروبا وإفريقيا بطول مسارات طريق الحرير القديم.
وذكر كوسينسكيس أنه "في الوقت الذي يواجه فيه العالم تباطؤا في النمو الاقتصادي -- تصل نسبة هذا النمو إلى 3.2% فقط للعام الجاري -- علينا البحث عن مزيد من الفرص للتعاون تحت إطر دولية قائمة مثل الإطار القائم بين الصين ودول أوروبا الوسطى والشرقية"، مضيفا أن "هدفنا يتمثل في الاستفادة من نقاط القوة الخاصة بنا أثناء عمل دول أوروبا الوسطي والشرقية على تعزيز تعاونها مع الصين".
وعلاوة على ذلك، أعرب عن اعتقاده بأن منصة "16+1" ستستمر في التوسع وستضطلع بدور متزايد الأهمية في المستقبل، حيث سيكون لها أيضا تأثير على التعاون بين الصين والاتحاد الأوروبي.
وذكر كوسينسكيس أن لاتفيا تريد المشاركة في مبادرة "الحزام والطريق" وتتطلع إلى توقيع مذكرة تفاهم مع الصين حول التعاون القائم على أساس المبادرة خلال قمة "16+1".
وكشف أن الوثيقة غطت نطاقا واسعا من القطاعات بما فيها النقل، واللوجستيات، والبنية التحتية، والتجارة، والشؤون المالية، والتكنولوجيا، والأمور الإنسانية .
وقال إنه داخل إطار مبادرة "الحزام والطريق"، يمكن أن تقدم لاتفيا - باعتبارها نقطة عبور هامة - خدمات نقل ولوجستيات عبر ما تمتلكه من خطوط سكك حديدية ومرافيء ومطارات لشحن البضائع الصينية إلى الدول الاسكندنافية والعكس بالعكس، وهو مشروع توليه الحكومة اللاتفية اهتماما كبيرا.
واشاد كوسينسكيس بطريق شحن صيني-أوروبي عبر السكك الحديدية بدأ تشغيله مؤخرا بشكل تجريبي ويربط بين ريغا ومدينة ييوو التي تعد محورا صناعيا حيويا في شرق الصين.
واختتم حديثه قائلا إن "قطار البضائع الأول من الصين من المتوقع أن يصل إلى محطة ريغا المركزية يوم 5 نوفمبر"، مضيفا أن "هذا يحمل أهمية تاريخية ليس لصناعة السكك الحديدية في لاتفيا فحسب، وإنما أيضا للعلاقات بين البلدين".