موسكو 6 نوفمبر 2016 (شينخوا) يمثل هذا العام الذكرى الـ15 لتوقيع معاهدة حسن الجوار والتعاون الودي بين الصين وروسيا والذكرى الـ20 لتأسيس شراكة تعاونية استراتيجية بين البلدين.
ودخلت العلاقات بين الصين وروسيا مرحلة تاريخية جديدة من التنمية الشاملة والسريعة والصحية مع تعاون عميق في جميع المجالات.
وتم بناء التعاون الفعال بين الصين وروسيا على أساس قوي يمكن البلدين من التقدم بثقة وفتح افاق جديدة لتنمية العلاقات الودية.
وخلال زيارته إلى موسكو في شهر مايو عام 2015، وقع الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيره الروسي فلاديمير بوتين اعلانات مشتركة حول تعميق التعاون والشراكة الشاملة بين الجانبين، فى أطار مبادرة الحزام الاقتصادي لطريق الحريروالاتحاد الاقتصادي الآوراسي بقيادة روسيا.
ويمثل هذا التطور بداية تاريخية جديدة في تنمية العلاقات الثنائية، التي حددت الاتجاه ليس فقط لتعميق التعاون الثنائي ولكن للتنمية والرخاء ايضا في منطقة اورآسيا.
وعلى مدار أكثر من عام منذ توقيع هذه الاعلانات، أجرت الصين والاتحاد الآوراسي اتصالات وثيقة واقترحت اجراء بحث واسع النطاق.
وتبني المجلس الاقتصادي الآوراسي الاعلى في اجتماعه الذي تم عقده مؤخرا قرارا حول بدء مفاوضات رسمية مع الصين، وهو ما يعد خطوة هامة نحو تنسيق مبادرة الحزام والطريق مع الاتحاد الاقتصادي الآوراسي.
ويمكن ان نتوقع ان يعطي بدء تعاون بناء واعداد سريع لمنظومة تجارية وخطة استثمارية زخما جديدا لتنمية العلاقات الاقتصادية والتجارية الصينية مع روسيا والاتحاد الاقتصادي الآوراسي ككل.
وإذا كانت الصين وروسيا باستطاعتهما تنسيق مبادرات التنمية الوطنية الخاصة بكل منهما فانه سيكون بامكانهما اظهار الامكانية الهائلة الكامنة لاقتصاداتهما المكملة لبعضها الاخر، وهو الامر الذى لن يكون في مصلحة تنمية مناطق غرب الصين واقصى شرق روسيا ولكنه سيسهم ايضا في التعافي الاقتصادي الروسي والتحول الاقتصادي في الصين.
وقد تحسنت جودة التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين وروسيا خلال الاعوام القليلة الماضية.
وأصبحت الصين أكبر شريك تجاري لروسيا ومصدرا مهما للاستثمار الاجنبي في البلاد، بينما تعتبر روسيا أحد من مصادر الصين الاساسية لاستيراد الطاقة والتكنولوجيا الفائقة.
وعلى الرغم من تأثير بعض العوامل الخارجية وانخفاض حجم التجارة في الاعوام القليلة الماضية، فان حجم وجودة التجارة الثنائية لم ينخفض باى شكل ولكنه ارتفع.
واستوردت الصين العام الماضى، ما يربو على 40 مليون طن من النفط الخام من روسيا، بزيادة 28 في المائة عن العام السابق. وزادت واردات الصين من المعدات الصناعية الروسية ومنتجات التكنولوجيا الفائقة بنسبة 32.1 في المائة و34.2 في المائة على التوالي.
ونالت مجالات جديدة من التعاون، بينها التجارة الالكترونية عبر الحدود، المزيد من الاهتمام، حيث أصبحت روسيا ثانى أكبر لاعب في التجارة الالكترونية عبر الحدود مع الصين.
وأعطى ذلك دفعة هامة لتنمية التجارة والاستثمار بين الجانبين وادى لتحسين معيشة شعبي البلدين.
وبالاضافة إلى ذلك ساهمت بشكل كبير مشروعات استراتيجية كبيرة بين الصين ورسيا، من بينها خطوط انابيب الطريق الشرقي والتعاون في انظمة الاقمار الصناعية وتطوير وانتاج طائرات كبيرة ، فى تعزيز تطوير التكنولوجيا الفائقة بشكل مشترك وحققت منافع كبيرة لشعبي البلدين.
وتم تعزيز الاساس الاجتماعي للعلاقات بين الصين وروسيا بشكل اكبر مع تعميق التعاون.
كما تم اقامة انشطة ناجحة، بينها اعوام متبادلة للغة والسياحة والشباب والتبادل الاعلامي وزيارات متبادلة للدبلوماسيين والصحفيين والطلاب بالاضافة الى اقامة مهرجانات فنية مشتركة واسابيع السينما ومنتديات اعلامية من أجل تقوية التفاهم المتبادل والصداقة.
وترتبط تنمية العلاقات بين الصين وروسيا بشكل وثيق بالتطلعات الاستراتيجية لقادة البلدين.
وخلال أعوام عديدة ، قام الجانبان بتطبيق آليات اجتماعات دورية بين رؤساء حكوماتهما وعدد من اللجان واللجان الفرعية ومجموعات العمل التي غطت جميع مجالات التعاون الثنائي.
وستكون زيارة رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ إلى روسيا لحضور الاجتماع الدوري ال21 لرئيسى الحكومتين الصينية والروسية ، فرصة لتعاون استراتيجي ثنائي على مستوى أعلى لتحقيق المزيد من النتائج الملموسة.