بكين 7 نوفمبر 2016 (شينخوا) ضخت آلية الـ"16+1"، وهى منصة أقامتها الصين ودول وسط وشرق أوروبا الـ16 في شهر ابريل عام 2012، قوة دافعة جديدة في التعاون بين الجانبين.
وسيفتح إعلان ريجا الذي صدر يوم السبت في قمة الصين ودول وسط وشرق أوروبا، نوافذ جديدة للتعاون باعتباره دليلا جديدا .
ووافق رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ وقادة دول وسط وشرق أوروبا في ريجا على تعزيز التعاون البراجماتي وزيادة تبادل الأفراد لإطلاق مميزات بعضهما بعضا.
وأكد القادة مرة أخرى على دعمهم لمبادرة التعاون التي تضم موانئ في البحر الأدرياتيكي وبحر البلطيق والبحر الأسود والطرق المائية الداخلية.
وأشار القادة إلى أن التعاون فى موانئ البحر الأدرياتيكي وبحر البلطيق والبحر الأسود، سيساعد على توسيع نطاق التعاون العملي بين الصين ودول وسط وشرق أوروبا ودعم التنمية المستدامة على المدى البعيد والإسهام في تضافر أكبر بين مبادرة الحزام والطريق واستراتيجيات التنمية لدول وسط وشرق أوروبا وشبكة النقل في أوروبا.
وقال ليو تسوه كوي، الباحث في الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية إن "التعاون فى موانئ البحر الأدرياتيكي وبحر البلطيق والبحر الأسود سيكون محركا جديدا للتعاون بين الصين ودول وسط وشرق أوروبا". وأشار ليو أيضا إلى أن المعدات الصينية والتكنولوجيا الأوروبية وأسواق وسط وشرق أوروبا ستكون نموذجا كبيرا للتعاون بين الصين ودول وسط وشرق أوروبا.
وبالنسبة للتجارة والاستثمار، أشاد المشاركون في القمة بالتقدم الذي تحقق في المفاوضات الجارية بين الاتحاد الأوروبي والصين بشأن اتفاقية طموحة وشاملة للاستثمار. ورحبوا بالمزيد من التعاون التجاري من خلال منصات التجارة الالكترونية.
ووصل معدل التجارة بين الصين ودول وسط وشرق أوروبا إلى 56.2 مليار دولار أمريكي في عام 2015، بزيادة 28 في المائة عن عام 2010. وكانت الاستثمارات الصينية في دول وسط وشرق أوروبا الـ16 قد تجاوزت 5 مليارات دولار، بينما استثمرت دول وسط وشرق أوروبا ما يزيد على 1.2 مليار دولار في الصين.
وأظهرت البيانات أيضا أن عدد خطوط قطارات الشحن بين الصين وأوروبا، زادت إلى 39 منذ أن بدأت في عام 2011. وتشغل 16 مدينة صينية قطارات شحن لحوالي 12 مدينة أوروبية على أساس منتظم.
وقال يانغ يان يي، رئيس البعثة الصينية للاتحاد الأوروبي إن الصين ودول وسط وشرق أوروبا، ومعظمهم أسواق ناشئة تسعى لتحديث البنية الأساسية المحلية، بينهم تكامل اقتصادى كبير.
وسيؤدي ربط مبادرة الحزام والطريق التي اقترحتها الصين واستراتيجيات التنمية فى دول وسط وشرق أوروبا إلى دعم آلية الـ 16+1 وتحقيق نتائج مثمرة.
وقد وقع حاليا حوالى نصف دول وسط وشرق أوروبا مذكرة تعاون تتعلق بالمبادرة مع الصين وأظهر المزيد من الدول الإقليمية اهتماما بها.
كما تسلط الأضواء على تعاون 16+1على خلفية التباطؤ في الاقتصاد العالمي والنمو التجاري الضعيف.
وقال رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ يوم السبت إن التعاون بين الصين ودول وسط وشرق أوروبا لا يخدم السلام والاستقرار في منطقة دول وسط وشرق أوروبا فقط ولكن يسهم أيضا في تحقيق تنمية متوازنة في أوروبا كلها.
ويعد تعاون الصين ودول وسط وشرق أوروبا جزءا أصيلا ومكونا مساعدا في التعاون بين الصين وأوروبا وفقا لما قال لى.
وبالنسبة للتعاون المالي توجه الدعوة للمؤسسات المالية والشركات في دول وسط وشرق أوروبا للإسهام على أساس طوعي فى صندوق الاستثمار الذي أسسته شركة التمويل القابضة التابعة للصين ودول وسط وشرق أوروبا لدعم التعاون سويا بين الجانبين فى الترابط وتنمية الصناعات المعنية.
وشجع المشاركون في قمة الـ"16+1" المؤسسات المالية الصينية، ومن بينها صندوق طريق الحرير على تقديم تمويل للتعاون بين الصين ودول وسط وشرق أوروبا ودعم الصين ودول وسط وشرق أوروبا في تعزيز التعاون العملي فى إطار البنك الأوروبي للتنمية والتعمير، بما فى ذلك تعاون طرف ثالث مع الدول والمناطق الأخرى.
وسينشأ صندوق التعاون في الاستثمار بين الصين ودول شرق أوروبا (المرحلة الثانية) ويبدأ عمله في عام 2017.
كما يعتزم الجانبان مناقشة إمكانية تأسيس رابطة مصرفية بين الصين ودول وسط وشرق أوروبا
ويعتقد محللون أن آلية ال"16+1" تحاكى سياسة "النظر شرقا" التابعة لدول وسط وشرق أوروبا وتعمق تعاون الصين مع دول وسط وشرق أوروبا وأوروبا كلها، وأصبحت الآلية نفسها نقطة محورية في التعاون الإقليمي.
وستعمل هذه الآلية كرابط بين الصين ودول وسط وشرق أوروبا بحيوية وقوة وستفتح صفحة جديدة في تعاونهما المتعمق باستمرار.