بكين 8 نوفمبر 2016 (شينخوا) تعد العلاقات التجارية- -الأوثق من أي وقت مضي-- بين الصين وروسيا مصدرا للثقة في وقت يلقي التباطؤ الاقتصادي العالمي بظلال من الشك على مغزى مواصلة الاصلاحات الداخلية والتعاون الدولي.
وعلى الرغم من استمرار الشكوك إزاء النمو الصيني والاقتصاد الروسي المستند بشكل أساسي على الطاقة، أظهر البلدان مرونة قوية وأبحرا ضد التيارات الاقتصادية المعاكسة بحجم مستقر ومطرد في التجارة الثنائية.
وأعرب نائب رئيس الوزراء الروسي أركادي ديفوركوفيتش في مايو عن ثقته في إمكانية تحقيق هدف الوصول بحجم التجارة الثنائية الى 200 مليار دولار بحلول عام 2020 على الرغم من "صعوبة" ذلك. وهو الهدف الذي حدده الزعيمان الصيني والروسي في عام 2011.
كما أكد تشانغ دي، الوزير التجاري والاقتصادي المفوض في السفارة الصينية بموسكو، على ضرورة تقييم التجارة الصينية - الروسية بطريقة شاملة وليس فقط من خلال التغير في حجم التجارة بين البلدين.
ومع عائد تجاري آخذ في النمو بلغ بالفعل 90 مليون دولار في مايو الماضي، يتطور التعاون الصيني-الروسي وسعا وعمقا.
وركزت الحوارات متعددة الأطراف أكثر على قضايا محددة من التعاون في الطاقة وبناء البنية الأساسية إلى التعاون بين الشركات الصغيرة والمتوسطة.
وعقدت مجموعة واسعة من الاجتماعات بحضور مسؤولين على مختلف المستويات من البلدين لتنسيق وتوحيد الاستراتيجيات في تنفيذ المشاريع الكبرى.
كما تكثفت الروابط التجارية من خلال منصات مثل الإكسبو الصيني- الروسي الثالث الذي عقد في مدينة يكاتيرنبرغ الروسية والإكسبو الصيني-الأوراسي الخامس الذي عقد في مدينة أرومتشي شمال غربي الصين.
والجدير بالذكر أن التجارة الصينية - الروسية قد توسعت من النفط والغاز وصناعة المعدات إلى المنتجات الزراعية والمالية والتكنولوجيا وغيرها .
وكما قال السفير الصيني لدى روسيا لي هوي في أغسطس، تكمن آفاق التعاون الثنائي في الأبعاد المتعددة لاقتصاديهما وسوقيهما والإنتاج المكمل لبعضهما البعض وآليات التفاعل المؤثرة.
وأسهم ربط الاستراتيجيات التنموية الاقتصادية، مثل مبادرة الحزام والطريق المقترحة من قبل الصين والاتحاد الاقتصادي الأوراسي بقيادة روسيا، في التجارة الصينية-الروسية وعاد بأثر إيجابي على المنطقة ككل أيضا.
وقد تعززت الآفاق التجارية لا شك بعد الاجتماع الدوري لرئيسي وزراء البلدين في سان بطرسبرغ أمس الاثنين.
واتفق رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ مع نظيره الروسي دمتري ميدفيديف في الاجتماع على وجود إمكانيات كبيرة لتطوير التعاون التجاري والاستثماري الثنائي، وتعهدا بتعميق التعاون العملي من خلال بناء شراكة اقتصادية متبادلة النفع في أوراسيا.
وتركيزا على الصورة الأكبر، مع تعميق الثقة السياسية المتبادلة وتقوية الروابط الإنسانية، ستواصل الصين وروسيا المساعدة في توطيد التعاون الدولي والإقليمي حتى في وقت تهب فيه الرياح الاقتصادية المعاكسة.