بكين 8 نوفمبر 2016 (شينخوا) دعمت الصين وروسيا التعاون البراجماتي في مجالات مختلفة، وخاصة الوصول إلى اتفاقات بشأن برامج استراتيجية عديدة، التي يؤدى تنفيذها إلى رفع التعاون الثنائي إلى مستويات جديدة باستمرار.
وتعهد الجانبان خلال زيارة رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ الرسمية للجارة الشمالية هذا الشهر، والتي حضر خلالها أيضا الاجتماع الدوري لرئيسي وزراء الصين وروسيا، بدعم التعاون البراجماتي بينهما والتضافر بين مبادرة الحزام والطريق الصينية والاتحاد الأوراسى الاقتصادي الذي تقوده روسيا.
وتضم مبادرة الحزام والطريق، الحزام الاقتصادى لطريق الحرير وطريق الحرير البحرى للقرن الـ21، وتسعى لبناء شبكة للتجارة والبنية الأساسية تربط آسيا بأوروبا وافريقيا على طرق الحرير القديمة. بينما يضم الاتحاد الأوراسى الاقتصادي أرمينيا وبيلاروسيا وقازاقستان وقرغيزستان وروسيا.
وقال لي هوي، السفير الصيني لدى روسيا، إن التعاون البراجماتي بين الصين وروسيا الذى يتسم بأنه استراتيجى ومستقر وطويل الأجل يعد محركا قويا وأساسا صلبا لدعم العلاقات الثنائية ويسير وفقا للمصالح الأساسية للبلدين.
التضافر الاستراتيجي.
إن التضافر بين مبادرة الحزام والطريق والاتحاد الأوراسى الاقتصادي يمثل تطبيقا عمليا لخطط بناء اقتصاد عالمي ابتكارى ومفتوح ومتماسك وشامل بشكل مشترك، وسيضيف قوة وحيوية جديدة في التنمية والتجديد والتحول والارتقاء الاقتصادى لدى بعضهما بعضا .
وأعربت الدول الخمس الأعضاء في الاتحاد الأوراسى الاقتصادي في الاجتماع الذي عقد مؤخرا عن دعمهم لإقامة تعاون مع الصين فى إطار بناء الحزام.
وقال السفير الصيني لدى روسيا إن التكامل يهدف لفتح امكانية التنمية الاقتصادية بين الصين وروسيا والإسهام في التعافي الاقتصادي للدول الأعضاء في الاتحاد الأوراسى الاقتصادي والدول الواقعة على طريق الحرير القديم وعبر أوراسيا.
وقال سيرجي ساناكويف، رئيس مركز التحليل الروسي الصيني إن الاقتران بين الاتحاد الأوراسى الاقتصادي ومبادرة الحزام والطريق "يعني ان بلادنا مستعدة لتطوير بنية أساسية للنقل في منطقة أوراسيا الواسعة، التي تضم مشروعات كبيرة للطاقة وتعاونا متزايدا في الاستثمار إلى جانب الإنشاء المحتمل لصناعات جديدة في روسيا.
مشروعات استراتيجية كبيرة
وتأتي المشروعات الاستراتيجية الكبيرة على رأس أولويات التعاون البراجماتي بين الصين وروسيا. وقد أسس البلدان علاقات تعاون وثيقة في الاستثمار والطاقة وبناء سكك حديدية فائقة السرعة والطيران والفضاء الجوي وتطوير البنية الأساسية واستغلال الشرق الأقصى.
ويعد إنشاء خط الغاز الطبيعى بين الصين وروسيا من خلال الطريق الشرقي، مع تسليم الشحنات الأولى في عام 2018، من بين أهم المشروعات التي تدعم نقاط نمو جديدة للتعاون بين الصين وروسيا.
ويعد تأسيس جسر فوق نهر هيلونغجانغ (نهر أمور) بين مدينة تونغجيانغ الصينية وقرية نيجنيلينينسكوي الروسية، مشروعا ثنائيا مهما آخر.
وقال ساناكويف إن هناك إمكانية كبيرة في التعاون الثنائي في إقامة البنية الأساسية للنقل، ومن بينها طرق وجسور وسكك حديدية وأنفاق ومطارات وموانئ. وعلاوة على ذلك سيعود هذا التعاون بالنفع على التنمية الاقتصادية في روسيا وسيلقى دعما ماديا من الصين.
وفي المعرض الـ11 للطيران والفضاء الجوي الدولي الصيني الذي أقيم في مدينة تشوهاي بمقاطعة قوانغدونغ بجنوب الصين من 1-6 نوفمبر، كشف عن نموذج طائرة عريضة البدن وطويلة المدى قام بتطويره الشركة الصينية للطائرات التجارية وشركة الطائرات المتحدة الروسية ولقى اهتماما واسعا.
وجاليا، يعد تطوير هذه الطائرة مشروعا استراتيجيا مهما للبلدين.
وقال فاسيلي كاشين، خبير فى مركز التحليل الاستراتيجي والتكنولوجي الروسي إن روسيا لديها خبرات متراكمة في صناعة الطائرات العريضة، وحققت الصين تقدما ملحوظا في صناعة الطيران المدني. ولذا أصبحت مشروعات البحث والصناعة المشتركة مناسبة وستدعم الامن الاقتصادي للبلدين.
وخلال تنمية الشراكة التعاونية الاستراتيجية الشاملة بين الصين وروسيا، شهد الجانبان تطورا في علاقاتهما الثنائية بطريقة مستدامة ومستقرة وسليمة، بينما ظل تعاونهما البراجماتي يحقق نتائج جديدة.