دمشق 13 نوفمبر 2016 (شينخوا) يواصل الجيش السوري اليوم (الأحد) تقدمه في منطقة خان الشيح بريف دمشق الجنوبي الغربي، وتمكن من السيطرة على عدة كتل ابنية من مساكن الدفاع الجوي في مزارع خان الشيح، في حين امهل الجيش السوري مقاتلي المعارضة المسلحة مدة 24 ساعة لتسليم انفسهم والخروج من الاحياء الشرقية لمدينة حلب، بحسب الاعلام الرسمي السوري.
ونقلت وكالة الانباء السورية (سانا) عن مصدر عسكري لم تسمه قوله إن " وحدة من الجيش والقوات المسلحة تمكنت من السيطرة على عدة كتل ابنية من مساكن الدفاع الجوي، وسيطرة على خربة خان الشيح والمدجنة الشرقية في ريف دمشق الجنوبي الغربي ، وقضت على عدد من الإرهابيين ".
من جانبه، قال المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره لندن اليوم إن " الاشتباكات العنيفة ما تزال متواصلة في محيط وأطراف مخيم خان الشيح المحاصرة، بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جانب، والفصائل المقاتلة والإسلامية من جانب آخر، في محيط ومزارع مخيم خان الشيح بغوطة دمشق الغربية، حيث تمكنت قوات النظام من تحقيق تقدم في المنطقة والسيطرة على مبانٍ في منطقة مساكن الدفاع الجوي وسيطرتها على خربة البلدة والمدجنة الشرقية، مضيقة الخناق بشكل أكبر على خان الشيح ".
وأضاف المرصد السوري الذي يعتمد على شبكة ناشطين على الارض إن " السيطرة جاءت بعد قصف عنيف ومكثف ومتواصل استهدف البلدة بالبراميل المتفجرة التي ألقتها مروحيات النظام وبالطائرات الحربية التي استهدفت مناطق في البلدة ومسجداً فيهاً ما أدى لأضرار مادية كبيرة فيه، وسقوط شهيدين على الأقل وعدد من الجرحى، بالإضافة لقصف عنيف ومكثف من قوات النظام والمسلحين الموالين لها على مناطق في البلدة " .
وكان الجيش السوري احرز تقدما واضحا في منطقة خان الشيح في أواخر الشهر الماضي والشهر الجاري، بهدف تأمين الطريق الدولي الذي يربط دمشق بمحافظة القنيطرة في جنوب غرب سوريا، وقطع طرق الامداد لمقاتلي المعارضة المسلحة واجبارهم على الاستسلام.
واطلق مقاتلو المعارضة المسلحة يوم الأربعاء الماضي معركة (لهيب الحرمون) بهدف فك الحصار عن منطقة خان الشيح.
وبينت مواقع التواصل الاجتماعي التابعة للمعارضة المسلحة أن " فصائل المعارضة المسلحة في بلدة بيت جن في الغوطة الغربية بريف دمشق اطلقت معركة (لهيب الحرمون) لفك الحصار عن تجمعاتهم ولتخفيف الضغط عن بلدة خان الشيح في الغوطة الغربية ".
وكانت تقارير تحدثت عن اجتماع عقد بين ممثلين عن الحكومة السورية مع وجهاء وممثلين عن فصائل المعارضة المسلحة في بلدة خان الشيح الأسبوع الماضي لتفشل بعد أقل من أربع وعشرين ساعة بسبب رفض الحكومة خروج مقاتلي المعارضة وعائلاتهم نحو مدينة درعا.
وفي سياق متصل، أمهل الجيش السوري الجماعات المسلحة داخل أحياء مدينة حلب الشرقية عبر رسائل نصيّة بواسطة أجهزة الجوال مدة 24 ساعة لتسليم أنفسهم والخروج من المدينة، مؤكدا أنه سيستخدم "أسلحة استراتيجية عالية الدقة" اذا لم يخرجوا، بحسب مصدر عسكري سوري.
يأتي ذلك بعد ساعات على تحرير الجيش السوري بلدة منيان، بعد مواجهاتٍ عنيفة شهدها المحور الغربي لمدينة حلب بين الجيش السوري والجماعات المسلحة، حيث تمكن الجيش السوري وحلفاؤه من خرق دفاعات المجموعات المسلحة فيها.
كما دعا مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، يوم (السبت)، إلى وقف كافة الهجمات التي تستهدف مدينة حلب.
وأعرب دي ميستورا عن إدانتهم لـ"كافة أشكال القتل التي تقع في المناطق الشرقية والغربية لحلب"، وبين أنهم يبحثون اقتراحا يهدف لإجلاء المدنيين من المدينة، دون مزيد من التفاصيل حول المقترح.
وتعاني أحياء حلب الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة، حصارا بريا كاملا من قبل قوات الجيش السوري وحلفائه بدعم جوي روسي، وسط شح حاد في المواد الغذائية والمعدات الطبية ،ما يهدد حياة نحو 300 ألف مدني فيها.