صنعاء 16 نوفمبر 2016 (شينخوا) احتدمت المعارك في مدينة تعز جنوب غربي اليمن اليوم (الاربعاء) قبل يوم من وقف محتمل لإطلاق النار في هذا البلد بعد 600 يوم من النزاع الدموي بين القوات الموالية للحكومة ومسلحي جماعة الحوثي وحلفائهم.
وشهدت مناطق عدة في محافظة تعز الواقعة على مسافة (256 كم) جنوب صنعاء معارك وصفت بأنها الأعنف منذ اكثر من عام ونصف بين القوات الموالية للحكومة ومسلحي الحوثي وحلفائهم من القوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح.
وقالت المقاومة الشعبية "موالية للحكومة"، في بيان ، ان "معارك اليوم أسفرت عن سقوط 33 قتيلا وعشرات الجرحى".
واوضح بيان للمقاومة تلقت وكالة انباء ((شينخوا)) نسخة منه ان "المواجهات منذ الصباح اسفرت عن مقتل 23 من مليشيا الحوثي وصالح , بينهم مسؤول القصر الجمهوري في تعز زيد الشامي وقيادات ميدانية, فيما جرح العشرات".
واضاف البيان " قتل 9 من افراد الجيش والمقاومة واصيب 21 اخرين نتيجة المعارك , فيما قتل مدني واصيب 39 اخرون نتيجة القصف الذي شنه الحوثيون وحلفاؤهم على المدينة".
وقال رئيس العمليات الحربية في المجلس العسكري بتعز "قوات موالية للحكومة" العقيد عبدالعزيز المجيدي, لـ ((شينخوا)) اليوم، ان "قوات الجيش والمقاومة شنت عملية عسكرية واسعة في المحافظة ضد مليشيا الحوثي وصالح ".
وأضاف ان العملية اسفرت عن تحقيق تقدم كبير شرق مدينة تعز عاصمة المحافظة التي تحمل الاسم ذاته , لافتا الى انه تم "تطهير" سبعة أحياء سكنية كانت تتمركز فيها المليشيا, ابرزها احياء العسكري والجحملية وقريش وصالة.
وأضاف ان "القوات باتت حاليا على اسوار القصر الجمهوري, وفي محيط معسكر قوات الامن الخاصة شرق المدينة".
وفي ريف المحافظة ، قال المجيدي ان القوات سيطرت على مناطق الصيار والحود والصافح والعقبة في مديرية الصلو جنوب المحافظة.
كما سيطرت القوات على جبل الرضعة ومدرسة الخلل في منطقة الاقروض بمديرية المسراخ جنوب غربي تعز.
وقال قائد محور تعز العسكري اللواء الركن خالد فاضل ان "معركة تعز تسير وفق ما خطط لها" ، مشيرا إلى أن "قيادة محور تعز تشرف على سير العمليات العسكرية وتدرس معركة استكمال تحريرها ومرحلة ما بعد ذلك".
بدوره ، قال الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي, في اتصال هاتفي مع قيادة تعز العسكرية إن "تعز هي بوابة الانتصار لليمن الاتحادي الجديد"، مؤكدا ان "الحكومة عازمة على توفير كافة اوجه الدعم للجيش والمقاومة بالمحافظة للدفاع عن اعراض وكرامة المواطنين ودحر المليشيا الانقلابية من قرى ومدن المحافظة لينعم الجميع بالأمن والاستقرار والطمأنينة".
وتأتي هذه المعارك في تعز قبل يوم من توقف محتمل لاطلاق النار في اليمن.
والثلاثاء ، أعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري "أن جماعة الحوثي والتحالف العربي اتفقا على وقف الأعمال القتالية اعتبارا من الخميس المقبل في اليمن".
ونقلت وسائل إعلام عن كيري قوله في ختام زيارة إلى الإمارات ان "جميع أطراف الصراع اتفقت أيضا على العمل من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية قبل نهاية العام الجاري".
وقال كيري "قابلت الحوثيين ووضعنا برنامجا لمحاولة التقدم في المفاوضات ووافقوا على شروط وقف النار في 17 نوفمبر إن التزمت الأطراف الأخرى".
واشار الى ان "الحوثيين وافقوا كذلك ولأول مرة على إرسال ممثلين للجنة التنسيق وعدم التصعيد وقبلوا خارطة طريق تتضمن التسلسل الذي قدمه المبعوث الاممي لليمن كأساس للتفاوض".
وأعلن حزب المؤتمر الشعبي العام في اليمن، الذي يرأسه صالح، استعداده للتعامل الإيجابي مع "اتفاق مسقط" القاضي بوقف القتال في اليمن اعتبارا من يوم غد الخميس، معتبرا مبادرة كيري في هذا الشأن "مشروعا مقبولا يؤسس لاتفاق مكتمل الشروط والأركان" لحل الأزمة في البلاد.
وينص اتفاق مسقط على "وقف الأعمال القتالية اعتبارا من يوم غد الخميس، واستئناف المفاوضات نهاية شهر نوفمبر الجاري".
كما ينص الاتفاق على ان "تعتبر خارطة الطريق وترتيبتها الزمنية التي قدمها المبعوث الأممي الى اليمن إسماعيل ولد الشيخ كأساس للمشاورات من أجل التوصل إلى تسوية شاملة للصراع، ومنها العمل على تشكيل حكومة وطنية جديدة تباشر عملها في مدينة صنعاء قبل نهاية عام 2016".
ولا تزال الحكومة اليمنية ترفض هذا الاعلان معتبرة انه " لا يعنيها".
وقال وزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي "إن ما صرح به الوزير كيري لاتعلم عنه الحكومة اليمنية ولا يعنيها".. مشيرا الى ان تصريح كيري يمثل "رغبة في إفشال مساعي السلام بمحاولة الوصول لاتفاق مع الحوثيين بعيدا عن الحكومة".
ويشهد اليمن نزاعا دمويا بين قوات موالية للحكومة والرئيس اليمني عبدربه منصور هادي مسنودة بتحالف عسكري عربي تقوده السعودية من جهة، ومسلحي جماعة الحوثي وحلفائهم من جهة أخرى، منذ مارس من العام 2015.
ولم تفلح ثلاث جولات للسلام بين الأطراف اليمنية برعاية الأمم المتحدة في وضع حد للنزاع والتوصل إلى حل سلمي.