كاراكاس 17 نوفمبر 2016 (شينخوا) إن جولة الرئيس الصيني شي جين بينغ التي تشمل ثلاث دول بأمريكا اللاتينية وتستمر من 17 إلى 23 نوفمبر الجاري تؤكد على الاهتمام الذي توليه الصين لتعاونها مع المنطقة، حسبما ذكر المحلل السياسي الفنزويلي فلاديمير أدريانزا.
وأضاف أدريانزا، الذي يقوم بالتدريس في الجامعة العسكرية البوليفارية الفنزويلية في كاراكاس أن زيارات الدولة التي يقوم بها شي إلى الإكوادور وبيرو وشيلي تثبت أن الصين حريصة على مواصلة تدعيم علاقاتها مع أمريكا اللاتينية.
وذكر أن "الصين لديها رؤية بعيدة المدى بشأن علاقاتها مع البلدان الأخرى"، مشيرا إلى أن هذا العملاق الآسيوي يدفع بقوة التجارة الثنائية من أجل المنفعة المتبادلة.
وتعد الصين الآن ثاني أكبر شريك تجاري وثالث أكبر مصدر للاستثمارات بالنسبة لأمريكا اللاتينية، وتعد أمريكا اللاتينية سابع أكبر شريك تجاري بالنسبة للصين ومقصدا هاما للاستثمارات الخارجية.
وقد تعهدت الصين بالعمل مع أمريكا اللاتينية للوصول بحجم التبادل التجاري بينهما إلى 500 مليار دولار أمريكي وزيادة استثماراتها في المنطقة إلى 250 مليار دولار بحلول عام 2025.
ويقوم شي حاليا بزيارة إلى الإكوادور التي تعد المحطة الأولى من جولته حيث تساعد الصين هذا البلد على دفع بنيته التحتية للطاقة من خلال مجموعة متنوعة من المشروعات بما فيها محطة كبرى لتوليد الطاقة الكهرومائية.
كما أصبحت الصين مصدرا رائدا للتمويل بالنسبة للإكوادور، حيث تتجاوز الاستثمارات الصينية في الإكوادور 10 مليارات دولار.
وسوف يزور شي بيرو لمشاركة في الاجتماع الـ24 لقادة اقتصادات منتدى التعاون الاقتصادي لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ (أبيك) الذي سيحضره قادة الاقتصادات الأعضاء الـ21 بالكتلة في ليما.
وذكر أدريانزا أن تعاون الصين مع دول مثل بيرو يعكس بوضوح سياسة بكين القائمة على احترام سيادة البلدان الأخرى وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.
وقال أدريانزا إن "السياسة (الخارجية) للصين تتسم بمستوى عالي من التعاون، وليس التدخل في الشؤون الداخلية (للآخرين)".
وقد أصبحت الصين أكبر شريك تجاري وأكبر سوق للصادرات وأكبر مصدر للواردات بالنسبة لبيرو منذ سنوات، وأصبحت بيرو أحد أهم الوجهات بالنسبة للاستثمارات الصينية في أمريكا اللاتينية.
وأشار أدريانزا إلى أن الصين، باعتبارها الاقتصاد الأسرع نموا في العالم ويصل عدد سكانها إلى أكثر من 1.3 مليار نسمة، تمثل نموذجا تنمويا "ممتازا" يجدر الاقتداء به بالنسبة لدول المنطقة، وحافزا جذابا.
وذكر الخبير أن "أمريكا اللاتينية تذخر بالكثير من الموارد الطبيعية الرئيسية، وتحتاج إلى نموذج للتصنيع مثل ذلك الذي تعكف الصين على تطويره".
وأكد أدريانزا أن زيارة شي لشيلي ستعطى دفعة لمسعى الصين إلى تدويل عملتها ، الرنمينبي أو اليوان، حيث تعد شيلي شريكا رئيسيا في هذه المسألة.
فقد افتتح في العام الماضي بسانتياغو عاصمة شيلي أول بنك مقاصة للتعاملات بالرنمينبي في أمريكا الجنوبية.
ولفت أدريانزا إلى أن وجود يوان أقوى سيساعد على تدعيم التحرك إلى إضفاء الصبغة الديمقراطية على الهيئات المالية العالمية.
وأضاف أن وجود علاقات متنامية بين الصين وأمريكا اللاتينية يمكن أن يساعد على تعزيز التنمية العالمية "متعددة الأطراف".