((أهم الموضوعات الدولية)) مقالة خاصة: خبراء صينيون: الصين تفتح ذراعيها للتعاون مع جميع الدول النامية في إطار مبادرة الحزام والطريق

09:45:48 19-11-2016 | Arabic. News. Cn

بكين 19 نوفمبر 2016 (شينخوا) يقوم الرئيس الصيني شي جين بينغ بجولة تشمل الإكوادور وبيرو وشيلي وتستمر حتى يوم 23 من الشهر الجاري حيث تعد هذه ثالث جولة لشي في أمريكا اللاتينية بصفته رئيسا منذ توليه مهام منصبه في عام 2013، وبدورهم يرى الخبراء الصينيون أنه رغم عدم وقوع دول أمريكا اللاتينية في منطقة الحزام والطريق، إلا أن مضامين التعاون بين الجانبين تجسد روح المبادرة وتمثل امتدادا طبيعيا لها، وأن الصين من جانبها ترحب ترحيبا حارا بالتعاون مع جميع الدول النامية في إطار المبادرة.

وقد أعرب نائب وزير الخارجية الصيني وانغ تشاو عن اعتقاده بأن الزيارة لا تسهم فقط في توطيد عرى الصداقة بين الصين وهذه الدول والارتقاء بصورة شاملة بالثقة المتبادلة والتعاون البراغماتي بين الجانبين، وإنما تعمل أيضا على تعميق علاقات الشراكة التعاونية الشاملة بين الصين وأمريكا اللاتينية وتقديم إسهامات تساعد في مواجهة التحديات ودفع التنمية المشتركة مع الدول النامية والاقتصادات الناشئة بما فيما منطقتا أمريكا اللاتينية والشرق الأوسط.

"في الواقع،أدخلت القيادة الصينية الجديدة تعديلا كبيرا على السياسة الخارجية للبلاد، وهو تعديل أخذت فيه الدبلوماسية الصينية تتوسع نحو دول العالم عامة بشكل أكبر ونحو الدول النامية خاصة بشكل أقوى. فالدول النامية في مرحلتها التنموية باتت بحاجة ملحة إلى تحسين مناخ الاستثمارات وتشييد البني التحتية، وهو ما يعطى بدوره قوة دفع ويتيح فرص عمل. فالصين، باعتبارها ثاني أكبر اقتصاد في العالم، تواجه تناقضات داخلية خلال مسيرتها التنموية، ولكن بفضل قوتها في التنمية وحكمتها في التعاون ستتمكن من تقاسم المنافع مع الدول النامية على نحو أعرض"، هكذا قال جيانغ شي شيوي نائب رئيس جمعية الصين لشؤون أمريكا اللاتينية.

وشرح الخبير جيانغ رؤيته، قائلا إن العديد من بلدان الشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية تحظى بوجه عام بميزة تنافسية من حيث الموارد والطاقة ولديها أساس جيد من الصناعات الرئيسية، ولكن تعوزها بنية تحتية جيدة وموارد أو سيولة مالية وافرة. وهنا، بإمكان الصين - عبر تعاونها مع هذه الدول - تصدير قوتها المالية وخبراتها في تشييد البني التحتية لضخ حيوية جديدة في اقتصادات تلك البلدان.

وأكد جيانغ أن الحلم الصيني وحلم الدول النامية الأخرى مرتبطان ارتباطا وثيقا وأن الصين والدول النامية الأخرى لديهما رغبة مشتركة في تحقيق التنمية المشتركة ووجهات نظر متقاربة تجاه النظام العالمي ومساع مشتركة إلى تحقيق العدالة والمساواة، ليشكل ما سبق معا أساسا للتعاون المستمر بين الصين ودول الشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية.

أما بالنسبة لدول منطقتي أمريكا اللاتينية والشرق الأوسط التي تعد ضمن الدول النامية، فقد لفت وو باى يي نائب رئيس معهد دراسات أمريكا اللاتينية بأكاديمية الصين للعلوم الاجتماعية إلى أن ثمة نقاط مشتركة بين دول المنطقتين تتمثل في التقارب بين ثقافتي المنطقتين، بالإضافة إلى وجود عدد كبير من المهاجرين العرب في أمريكا اللاتينية ومساعيهما المشتركة الراهنة إلى تحقيق التوازن السياسي والاقتصادي ورغبتهما في جذب الاستثمارات ودفع التجارة.

وألمح الخبير إلى أن منطقتي الشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية أصبحتا مقصدين مهمين لتوجه الشركات الصينية إلى الخارج. وليس هناك أدنى شك في أن التعاون في البنية التحتية والقدرة الإنتاجية سيصبحان مجالين مهمين للتعاون الاقتصادي بين الصين وأمريكا اللاتينية مستقبلا، فالتعاون بين الجانبين هو امتداد طبيعي جغرافيا لمبادرة الحزام والطريق بعدما صار تخلف البنية التحتية عائقا يحول دون نهوض الصناعات وتحقيق نمو اقتصادي مستدام في أمريكا اللاتينية. فقد غدت مبادرة الحزام والطريق فكرة مفتوحة يمكن أن تمتد إلى أي مكان مناسب لها وتضم كل من يود المشاركة فيها.

وجاء رأى الخبير متفقا مع ما أشار إليه الكتاب الأصفر الصادر عن معهد دراسات أمريكا اللاتينية بأكاديمية الصين للعلوم الاجتماعية في العام الماضي، قائلا إن حقائق ومضامين الخطط الشاملة للتعاون بين الصين وأمريكا اللاتينية تتواصل وتعكس مبادرة الحزام والطريق بصورة جذرية.

وجاء في الكتاب الأصفر أيضا أن الحكومة الصينية تحول نظرها باتجاه الدول النامية والأسواق الناشئة التي لديها احتياجات كثيرة كامنة، وتسير مع الاتجاه التاريخي المتمثل في إعادة تشكيل سلاسل القدرة الإنتاجية العالمية والتعاون بين دول الجنوب، وهكذا ستسهم في دفع تحويل هيكل اقتصادها ونمطه ودفع التنمية الاقتصادية العالمية مستقبلا.

ورغم مرور أكثر من سبعة أعوام على الأزمة الاقتصادية العالمية التي اندلعت عام 2008، إلا أن عملية إدخال تعديلات على الوضع الاقتصادي العالمي ما زالت جارية، وتأمل جميع الدول في التربع على مكانة متفوقة ومتميزة في المنافسة المعقدة حسب ظروفها الخاصة عبر إجراء تعديلات عميقة تفرض تحديات وتتيح فرصا في آن واحد، وأيضا عبر التكيف المؤلم والمبادرة إلى الاختيار في نفس الوقت.

وأوضح الخبراء الصينيون أنه بالنسبة للصين، فإن الظروف الخارجية أمامها متغيرة ومعقدة، فيما تواجه داخليا مشكلة تزايد شيخوخة السكان وارتفاع أجور الأيدي العاملة وتحتاج احتياجا ملحا إلى تحسين هيكلها الصناعي، غير أنها تتمتع في الوقت ذاته بميزة وجود توافر نسبي في رؤوس الأموال داخل البلاد. وفي ظل هذه الظروف، أطلقت الصين مبادرة الحزام والطريق لايجاد منابع جديدة لتنمية الاقتصاد الصيني.

ومع أن الصين والدول النامية الأخرى تواجهان تحديات مختلفة في تعاونهما البيني، مع أخذ الصعوبات التي تعترض التعاون بين الصين وأمريكا اللاتينية كمثال على ذلك والمتمثلة في الأوضاع الجيوسياسية المعقدة للمنطقة وتباين مواقف كل دولة منها على حده تجاه التعاون مع الصين بالإضافة إلى التعقيدات البيئية أمام إقامة أنشطة أعمال في المنطقة وما شابه ذلك, إلا أن أسس التعاون متينة والرغبة في التعاون قوية، لهذا من المتوقع أن يشهد التعاون بين الصين والدول النامية الأخرى في إطار مبادرة الحزام والطريق قوة واستمرارية مستقبلا، هكذا أكد الخبراء الصينيون.

ألصق عنوان البريد الإلكتروني لصديقك في الفراغ اليمين لإرساله هذه المقالة العودة الى الأعلى
arabic.news.cn

((أهم الموضوعات الدولية)) مقالة خاصة: خبراء صينيون: الصين تفتح ذراعيها للتعاون مع جميع الدول النامية في إطار مبادرة الحزام والطريق

新华社 | 2016-11-19 09:45:48

بكين 19 نوفمبر 2016 (شينخوا) يقوم الرئيس الصيني شي جين بينغ بجولة تشمل الإكوادور وبيرو وشيلي وتستمر حتى يوم 23 من الشهر الجاري حيث تعد هذه ثالث جولة لشي في أمريكا اللاتينية بصفته رئيسا منذ توليه مهام منصبه في عام 2013، وبدورهم يرى الخبراء الصينيون أنه رغم عدم وقوع دول أمريكا اللاتينية في منطقة الحزام والطريق، إلا أن مضامين التعاون بين الجانبين تجسد روح المبادرة وتمثل امتدادا طبيعيا لها، وأن الصين من جانبها ترحب ترحيبا حارا بالتعاون مع جميع الدول النامية في إطار المبادرة.

وقد أعرب نائب وزير الخارجية الصيني وانغ تشاو عن اعتقاده بأن الزيارة لا تسهم فقط في توطيد عرى الصداقة بين الصين وهذه الدول والارتقاء بصورة شاملة بالثقة المتبادلة والتعاون البراغماتي بين الجانبين، وإنما تعمل أيضا على تعميق علاقات الشراكة التعاونية الشاملة بين الصين وأمريكا اللاتينية وتقديم إسهامات تساعد في مواجهة التحديات ودفع التنمية المشتركة مع الدول النامية والاقتصادات الناشئة بما فيما منطقتا أمريكا اللاتينية والشرق الأوسط.

"في الواقع،أدخلت القيادة الصينية الجديدة تعديلا كبيرا على السياسة الخارجية للبلاد، وهو تعديل أخذت فيه الدبلوماسية الصينية تتوسع نحو دول العالم عامة بشكل أكبر ونحو الدول النامية خاصة بشكل أقوى. فالدول النامية في مرحلتها التنموية باتت بحاجة ملحة إلى تحسين مناخ الاستثمارات وتشييد البني التحتية، وهو ما يعطى بدوره قوة دفع ويتيح فرص عمل. فالصين، باعتبارها ثاني أكبر اقتصاد في العالم، تواجه تناقضات داخلية خلال مسيرتها التنموية، ولكن بفضل قوتها في التنمية وحكمتها في التعاون ستتمكن من تقاسم المنافع مع الدول النامية على نحو أعرض"، هكذا قال جيانغ شي شيوي نائب رئيس جمعية الصين لشؤون أمريكا اللاتينية.

وشرح الخبير جيانغ رؤيته، قائلا إن العديد من بلدان الشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية تحظى بوجه عام بميزة تنافسية من حيث الموارد والطاقة ولديها أساس جيد من الصناعات الرئيسية، ولكن تعوزها بنية تحتية جيدة وموارد أو سيولة مالية وافرة. وهنا، بإمكان الصين - عبر تعاونها مع هذه الدول - تصدير قوتها المالية وخبراتها في تشييد البني التحتية لضخ حيوية جديدة في اقتصادات تلك البلدان.

وأكد جيانغ أن الحلم الصيني وحلم الدول النامية الأخرى مرتبطان ارتباطا وثيقا وأن الصين والدول النامية الأخرى لديهما رغبة مشتركة في تحقيق التنمية المشتركة ووجهات نظر متقاربة تجاه النظام العالمي ومساع مشتركة إلى تحقيق العدالة والمساواة، ليشكل ما سبق معا أساسا للتعاون المستمر بين الصين ودول الشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية.

أما بالنسبة لدول منطقتي أمريكا اللاتينية والشرق الأوسط التي تعد ضمن الدول النامية، فقد لفت وو باى يي نائب رئيس معهد دراسات أمريكا اللاتينية بأكاديمية الصين للعلوم الاجتماعية إلى أن ثمة نقاط مشتركة بين دول المنطقتين تتمثل في التقارب بين ثقافتي المنطقتين، بالإضافة إلى وجود عدد كبير من المهاجرين العرب في أمريكا اللاتينية ومساعيهما المشتركة الراهنة إلى تحقيق التوازن السياسي والاقتصادي ورغبتهما في جذب الاستثمارات ودفع التجارة.

وألمح الخبير إلى أن منطقتي الشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية أصبحتا مقصدين مهمين لتوجه الشركات الصينية إلى الخارج. وليس هناك أدنى شك في أن التعاون في البنية التحتية والقدرة الإنتاجية سيصبحان مجالين مهمين للتعاون الاقتصادي بين الصين وأمريكا اللاتينية مستقبلا، فالتعاون بين الجانبين هو امتداد طبيعي جغرافيا لمبادرة الحزام والطريق بعدما صار تخلف البنية التحتية عائقا يحول دون نهوض الصناعات وتحقيق نمو اقتصادي مستدام في أمريكا اللاتينية. فقد غدت مبادرة الحزام والطريق فكرة مفتوحة يمكن أن تمتد إلى أي مكان مناسب لها وتضم كل من يود المشاركة فيها.

وجاء رأى الخبير متفقا مع ما أشار إليه الكتاب الأصفر الصادر عن معهد دراسات أمريكا اللاتينية بأكاديمية الصين للعلوم الاجتماعية في العام الماضي، قائلا إن حقائق ومضامين الخطط الشاملة للتعاون بين الصين وأمريكا اللاتينية تتواصل وتعكس مبادرة الحزام والطريق بصورة جذرية.

وجاء في الكتاب الأصفر أيضا أن الحكومة الصينية تحول نظرها باتجاه الدول النامية والأسواق الناشئة التي لديها احتياجات كثيرة كامنة، وتسير مع الاتجاه التاريخي المتمثل في إعادة تشكيل سلاسل القدرة الإنتاجية العالمية والتعاون بين دول الجنوب، وهكذا ستسهم في دفع تحويل هيكل اقتصادها ونمطه ودفع التنمية الاقتصادية العالمية مستقبلا.

ورغم مرور أكثر من سبعة أعوام على الأزمة الاقتصادية العالمية التي اندلعت عام 2008، إلا أن عملية إدخال تعديلات على الوضع الاقتصادي العالمي ما زالت جارية، وتأمل جميع الدول في التربع على مكانة متفوقة ومتميزة في المنافسة المعقدة حسب ظروفها الخاصة عبر إجراء تعديلات عميقة تفرض تحديات وتتيح فرصا في آن واحد، وأيضا عبر التكيف المؤلم والمبادرة إلى الاختيار في نفس الوقت.

وأوضح الخبراء الصينيون أنه بالنسبة للصين، فإن الظروف الخارجية أمامها متغيرة ومعقدة، فيما تواجه داخليا مشكلة تزايد شيخوخة السكان وارتفاع أجور الأيدي العاملة وتحتاج احتياجا ملحا إلى تحسين هيكلها الصناعي، غير أنها تتمتع في الوقت ذاته بميزة وجود توافر نسبي في رؤوس الأموال داخل البلاد. وفي ظل هذه الظروف، أطلقت الصين مبادرة الحزام والطريق لايجاد منابع جديدة لتنمية الاقتصاد الصيني.

ومع أن الصين والدول النامية الأخرى تواجهان تحديات مختلفة في تعاونهما البيني، مع أخذ الصعوبات التي تعترض التعاون بين الصين وأمريكا اللاتينية كمثال على ذلك والمتمثلة في الأوضاع الجيوسياسية المعقدة للمنطقة وتباين مواقف كل دولة منها على حده تجاه التعاون مع الصين بالإضافة إلى التعقيدات البيئية أمام إقامة أنشطة أعمال في المنطقة وما شابه ذلك, إلا أن أسس التعاون متينة والرغبة في التعاون قوية، لهذا من المتوقع أن يشهد التعاون بين الصين والدول النامية الأخرى في إطار مبادرة الحزام والطريق قوة واستمرارية مستقبلا، هكذا أكد الخبراء الصينيون.

الصور

010020070790000000000000011101451358420431