ليما 21 نوفمبر 2016 (شينخوا) حث الرئيس الصيني شي جين بينغ يوم الأحد الأعضاء فى منتدى التعاون الاقتصادى لآسيا- الباسيفيك (الأبيك) على مواصلة الالتزام بدفع العولمة الاقتصادية إلى الأمام بإجراءات نشطة بالرغم من تزايد النكسات فى أرجاء العالم.
وفى حديثه خلال اجتماع القادة الاقتصاديين للأبيك رقم 24 هنا فى بيرو سلط شي الضوء على دور الأبيك كرائد وقيادي فى التعاون الاقتصادى فى منطقة آسيا- الباسيفيك والعالم بأسره, ودعا أعضاء الأبيك إلى رفع فعالية دور الأبيك كمحرك للنمو والعمل من أجل اقتصاد عالمى شامل ومترابط ونشط وابتكارى.
وفى الاجتماع عالى المستوى للقادة الاقتصاديين للأبيك، حث شي اقتصادات الأبيك على مواصلة الالتزام بدفع العولمة الاقتصادية الى الامام وزيادة الانفتاح فى اقتصاد آسيا- الباسيفيك والتخلص من الاختناقات فى الترابط الاقليمى والقيام بدور ريادى فى الإصلاح والابتكار.
وقال شي إن الاقتصاد العالمى فى الوقت الحاضر لا يزال يجد نفسه فى مرحلة تعديل عميق مع انتعاش ضعيف ونمو أكثر تباينا, وأضاف أن العولمة الاقتصادية واجهت نكسات كما تجلى فى تباطؤ التجارة والاستثمار الدوليين وارتفاع درجة الحمائية.
ومشيرا إلى مخطط النمو الاقتصادى العالمى الشامل والمتوازن والمستدام والقوى الذى صدر عن قمة هانغتشو لمجموعة العشرين فى سبتمبر الماضي، قال الرئيس الصيني انه يضم روح الشراكة للتصدى سويا للتحديات فضلا عن الالتزام بالتنمية المشتركة.
وقال "بدلا من التوقف بسبب المصاعب المؤقتة فإننا فى حاجة الى مواصلة مشاركتنا فى العولمة الاقتصادية. ومن المهم الجمع بين ذلك وممارسات التنمية لكل دولة والسعى بجدية من أجل ضمان المساواة والعدل وقيادتها إلى اتجاه أكثر شمولية ومنفعة متبادلة".
وحول بناء منطقة للتجارة الحرة لمنطقة آسيا- الباسيفيك تم إطلاقها فى اجتماع بكين للأبيك عام 2014، أشاد شي بالاستكمال السلس للدراسة الاستراتيجية الجماعية هذا العام، قائلا انها تشكل مرحلة جديدة من تطوير منطقة التجارة الحرة لآسيا- الباسيفيك.
وقال الرئيس الصيني "اننا بحاجة إلى التمسك بأجندتنا واتخاذ المزيد من الإجراءات الفاعلة من أجل تحقيق منطقة التجارة الحرة لآسيا- الباسيفيك فى أقرب وقت ممكن وبذلك نبني اقتصادا لآسيا- الباسفيك مع الانفتاح الأكبر".
وفى دعوته أعضاء الأبيك لاتخاذ المزيد من الإجراءات الجماعية والفردية لتنفيذ مخطط الترابط للفترة من 2015 إلى 2025 الذى تم إقراره فى بكين وتعزيز الترابط فى مجالات البنية الأساسية والمؤسسات وتدفق الأفراد، أكد شي على الحاجة إلى شبكة ترابط متعددة الأبعاد ومجموعة آسيا- الباسيفيك جيدة الترابط.
وقال إن الصين تحقق تقدما فى مبادرة الحزام والطريق. وأضاف ان المبادرة التى تتسم بالتشاور المكثف والمشاركة المشتركة والمنافع التى يشترك فيها الشركاء فى المنطقة، سوف تسهم فى تعزيز الترابط فى آسيا- الباسيفيك وتعهد بالسعى الى التضافر بين استراتيجيات التنمية ومبادرات التعاون مع الشركاء المعنيين.
وتشير مبادرة الحزام والطريق إلى الحزام الاقتصادى لطريق الحرير وطريق الحرير البحرى للقرن الحادى والعشرين التى اقترحها شي فى عام 2013. وتجمع المبادرة سويا دولا فى آسيا واوروبا وافريقيا عبر شبكات برية وبحرية.
واستذكر شي أن الصين منحت اولوية للانفتاح فى آسيا- الباسيفيك خلال ال25 عاما الماضية منذ ان انضمت الى الأبيك، وتعهد بالعمل مع الأطراف الأخرى لزيادة الانفتاح ومتابعة التكامل الاقتصادى الاقليمى والترابط ودفع الاصلاح والابتكار وكتابة فصل مثير للتعاون فى آسيا-الباسيفيك سويا.
وقد استمر اجتماع القادة الاقتصاديين فيما بعد الظهر وألقى الرئيس شي خطابا يدعو اعضاء الأبيك الى تعزيز التنمية المستدامة والشاملة والخضراء والمترابطة.
وقال ان الصين أصدرت خطتها الخاصة بتنفيذ أجندة 2030 للتنمية المستدامة وان الدولة سوف تواصل المضى على طريق التنمية الابتكارية والمنسقة والخضراء والمنفتحة والتشاركية لمواصلة تقديم إسهامات فى التنمية العالمية وتنمية آسيا- الباسيفيك.
يذكر ان القادة الاقتصاديين للابيك اتفقوا على بناء اقتصاد منفتح فى المنطقة ومعارضة الحمائية وتقدم عملية منطقة التجارة الحرة لاسيا الباسفيك وتعزيز الترابط وبذلك يتم ضخ قوة دفع جديد فى النمو لاسيا الباسفيك والنمو العالمى.
واتفق القادة أيضا على أن نتائج الاجتماعات السابقة ينبغى أن تنفذ بجدية مع التخطيط جيدا للتعاون المستقبلى من أجل تحقيق الرخاء طويل الأجل فى منطقة آسيا- الباسيفيك.
وصدر بيان بعد الاجتماع السنوى للقادة الاقتصاديين.
كما حضر الرئيس شي يوم الأحد مع القادة الاقتصاديين الآخرين حوارا مع مديرة صندوق النقد الدولى كريستين لاجارد التى عقدت مؤتمر صحفيا عن الوضع الاقتصادى العالمى.
وقد عرض شي وجهة نظر الصين بشأن الاقتصاد العالمى وأكد مجددا إصرار الصين على تعزيز الاصلاح وثقتها فى آفاق التنمية.
وكان الرئيس الصيني قد وصل الى بيرو يوم الجمعة الماضي لحضور اجتماع القادة الاقتصاديين للأبيك والقيام بأول زيارة دولة الى تلك الدولة التى تقع فى امريكا اللاتينية.
وعقد اجتماع الأبيك الذى استضافه الرئيس البيروفي بيدرو بابلو كوزينسكى فى يومى السبت والأحد فى ليما عاصمة بيرو تحت اسم "النمو ذو الجودة والتنمية البشرية".
