رام الله 26 نوفمبر 2016 (شينخوا) نعى الفلسطينيون ، اليوم (السبت) ، القائد الكوبي فيديل كاسترو الذي توفي الليلة الماضية عن عمر ناهز 90 عاما.
وعزى الرئيس الفلسطيني محمود عباس نظيره الكوبي راوول كاسترو بوفاة شقيقه.
وقال عباس في برقية تعزية نشرتها وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) "باسم دولة فلسطين وشعبها، وباسمي شخصيا نتقدم لفخامتكم ومن خلالكم لشعب كوبا الصديق بصادق تعازينا بوفاة القائد فيديل كاسترو، بعد حياة قضاها مدافعا صلبا عن قضايا وطنه وشعبه، وعن قضايا الحق والعدل في العالم".
كما نعى المجلس الوطني الفلسطيني كاسترو "بعد حياة قضاها مدافعا صلبا عن قضايا وطنه وشعبه، وعن قضايا الحق والعدل في العالم".
ونوه المجلس في تصريح صحفي صدر عن رئيسه سليم الزعنون، بـ"المواقف المبدئية للقائد الاممي الراحل كاسترو تجاه القضية الفلسطينية، ودعمه لنضال شعبنا المشروع في سبيل حريته واستقلاله".
واشار إلى العلاقات التاريخية بين الثورة الفلسطينية وكوبا، وبالأخص العلاقات المتميزة التي ربطت بين الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات وكاسترو، لافتا إلى "الموقف المشرف الذي اتخذته كوبا عام 1973 بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل واعترافها بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الفلسطيني في تعبير عملي عن دعمها لفلسطين".
وأردف الزعنون، أن كوبا "لا تزال تؤمن بعدالة قضيتنا وتدعم حق شعبنا في تقرير مصيره وعودته لأرضه وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، ولا تزال تدعم نضاله لتحقيق كافة أهدافه، مؤكدا أن شعبنا لا يزال يحفظ لكوبا وقائدها الراحل كل تلك المواقف الداعمة له".
بدورها نعت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) كاسترو، واصفة إياه بالزعيم العالمي والصديق الكبير للشعب الفلسطيني.
وقال منير الجاغوب رئيس اللجنة الإعلامية للحركة في بيان صحفي تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه، "نشارك شعب كوبا وكل الأحرار في العالم أحزانهم برحيل مناضل وزعيم عالمي، وصديق عظيم وكبير للشعب الفلسطيني وزعيمه وقائد ثورته عرفات".
وأضاف الجاغوب في بيانه، أن "الزعيم كاسترو ضرب نموذجا إنسانيا قل مثيله بالتضحية والحكمة البصيرة والإبداع النضالي من أجل الانتصار لقضية الحرية والاستقلال لوطنه وللشعوب المظلومة، على رأسها الشعب الفلسطيني الذي يكن له الاحترام والتقدير والمحبة باعتباره نموذجا".
من جهتها قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في بيان صحفي لها، إن "كوبا وفلسطين وقارة أمريكا الجنوبية وحركة التحرر العالمية بل العالم أجمع فقد قائدا ثوريا كبيرا وملهما، واجه ورفاقه قوى الاستبداد العالمية المتمثلة بالإمبريالية والرأسمالية المتوحشة وأذنابها في كوبا".
وأضافت الجبهة، أن "كاسترو اتخذ موقفا متقدما من القضية الفلسطينية، مساندا دائما بالقول والفعل للثورة الفلسطينية المعاصرة وفصائلها، وظهر ذلك في مواقفه المتميزة من القضية الفلسطينية في الأمم المتحدة، ودول عدم الانحياز، وهو الذي اتخذ موقف العداء الدائم للصهيونية".
وكان كاسترو قاد كوبا لحوالي نصف قرن قبل أن يتنحى في عام 2006 لأسباب صحية وتولى بعده السلطة شقيقه راؤول.
وقضى كاسترو آخر أعوام في حياته بعيدا عن الأضواء وكتب افتتاحيات حول الشؤون العالمية لصحيفة ((جرانما)) الكوبية الرسمية اليومية واستقبل مسؤولين كبار في منزله في هافانا.
وكانت كوبا الدولة الأمريكية اللاتينية الوحيدة التي صوتت ضد قرار تقسيم فلسطين الصادر عام 1947، ومنذ ذلك الوقت وهي كانت بمثابة النصير لكل حركات التحرر الوطني في العالم، خاصة الثورة الفلسطينية التي وقفت معها في كل المحافل الدولية، وقدمت الكثير من المواقف والدعم للشعب الفلسطيني وثورته.
وفي سبتمبر عام 1973 أعلن كاسترو في مؤتمر القمة الرابع لدول عدم الانحياز الذي عقد في الجزائر قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، والاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية.