دمشق 4 ديسمبر 2016 (شينخوا) قال مصدر عسكري سوري يوم الأحد إن مسلحي المعارضة أصبحوا لا يسيطرون سوى على 18 كيلومترا مربعا من الجزء الجنوبي لشرقي حلب في ظل "انهيار كبير" بصفوفهم أمام التقدم السريع لقوات الجيش الحكومي في المدينة.
وواصل الجيش تقدمه وسيطر على بعض المناطق الوسطى في الاحياء الشرقية لحلب لتصبح نصف المسافة المؤدية الى مطار المدينة "مؤمنة" بحسب ما قال المصدر لوكالة أنباء ((شينخوا)) .
وقال المصدر، مفضلا عدم كشف هويته، إن "مقاتلي التنظيمات الإرهابية المسلحة باتت تسيطر على مساحة تقدر بحوالي 18 كيلو مترا مربعا من الجزء الجنوبي من شرق حلب".
وأكد المصدر أن حالة من "الانهيار الكبير" تسيطر على صفوف المسلحين فرضها التقدم السريع لوحدات الجيش السوري والقوات المتحالفة معه.
وذكر المصدر أن "الجيش السوري سيطر على مساحة 70 بالمائة من أحياء حلب الشرقية بعد التقدم الذي حققه في المدينة".
وألقت طائرات تابعة لسلاح الجو السوري منشورات تحث المسلحين على تسليم سلاحهم والخروج من الأحياء التي مازالت تحت سيطرتهم، وفقا للمصدر.
وفي سياق متصل، قال المصدر إن "الجيش السوري سيطر على بعض المناطق الوسطى في أحياء حلب الشرقية، وهي الواقعة إلى الجنوب من أوتوستراد مطار حلب".
وأوضح المصدر أن نصف مسافة طريق مطار حلب الدولي أصبحت "مؤمنة".
ويستخدم مطار حلب الدولي حاليا كقاعدة عسكرية بعد سيطرة المسلحين على الأحياء المحاذية للطريق المؤدي إليه وقيامهم بأعمال قنص عبره.
وسيطر الجيش السوري والقوات المتحالفة يوم الأحد على مناطق دوار الحلوانية ودوار الجزماتي في وسط حلب الشرقية.
وأوضح المصدر العسكري أن الجيش السوري يتقدم كذلك في حي الشعار.
من جانبها، نقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن مصدر عسكري قوله إن "وحدات من الجيش السوري بالتعاون مع القوات الرديفة أعادت الأمن والاستقرار لأحياء كرم الميسر وكرم الطحان ودوار قاضي عسكر ودوار الحاووظ في الأحياء الشرقية لمدينة حلب".
وأفاد المصدر أن وحدة من الجيش "قضت على آخر تجمعات الإرهابيين في مستشفى العيون بحي قاضي عسكر الذي حوله الإرهابيون إلى مقر لتخطيط أعمالهم القتالية".
بدوره، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره لندن اليوم إن "المعارك العنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جانب، والفصائل المقاتلة والإسلامية من جانب آخر لاتزال مستعرة في القسم الأوسط من أحياء حلب الشرقية".
وأضاف المرصد الذي يعتمد على ناشطين على الأرض ، أن "قوات النظام تمكنت من تحقيق تقدم في حي الميسر إضافة إلى السيطرة على أجزاء من ضهرة عواد، وسط قصف مكثف لقوات النظام على محاور الاشتباك".
وأشار المرصد الى أن قوات النظام تحاول من خلال تقدمها تنفيذ عملية تقسيم جديدة في القسم الشرقي من حلب، عبر التقدم في أحياء وسط حلب، من الميسر إلى كرم القاطرجي وصولا إلى قلعة حلب.
وأضاف أن قوات النظام بهذا التقدم ستفرض حصارها مجددا على أحياء وحارات كرم الجبل، الشعار، قارلق، المشاطية وغيرها في القسم الأوسط من أحياء حلب الشرقية، في محاولة منها لإجبار مقاتلي الفصائل على الانسحاب من هذه الجبهات، مثلما جرى في القسم الشمالي من أحياء حلب الشرقية.
وبين المرصد السوري أن عمليات التقسيم والتقطيع المتتالية التي تنفذها قوات النظام تهدف إلى استعادة كامل القسم الشرقي من حلب الذي لا يزال خارجا عن سيطرته.
ومن جانبه، أبلغ مقاتلو المعارضة السورية الولايات المتحدة أنها لن تترك حلب ردا على دعوة موسكو لإجراء محادثات مع واشنطن بشأن الانسحاب الكامل من الأحياء الشرقية المحاصرة في المدينة.
ونقلت وسائل إعلام غربية عن رئيس المكتب السياسي لتجمع "فاستقم" زكريا ملاحفجي قوله إن الرسالة وُجهت إلى المسؤولين الأمريكيين الذين جرى الاتصال بهم مساء يوم السبت الماضي بعد تصريح لروسيا حول حلب.
كان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قد كشف يوم السبت عن مسائل وخطوات تجري دراستها مع الجانب الأمريكي حول التسوية في حلب، مبدياً استعداد موسكو " لإجراء محادثات مع الولايات المتحدة عن انسحاب كامل لكل مقاتلي المعارضة "دون استثناء" من حلب.
ولم تعلق الولايات المتحدة بعد على الاقتراح الروسي.
وبدأ الجيش السوري في نوفمبر الماضي هجوما على شرق حلب، الواقع تحت سيطرة المعارضة وسط فرار الآلاف من المدنيين في ظل ظروف أمنية وإنسانية سيئة.