مقالة خاصة : ندوة تحتفي بذكرى مرور 35 عاما على رحلة "السفينة صحار" من عمان الى الصين

07:05:58 07-12-2016 | Arabic. News. Cn

مسقط 6 ديسمبر 2016 (شينخوا) على مدار يومين ، شكلت العلاقات الصينية العمانية عبر التاريخ وآفاقها محورا رئيسيا في ندوة خصصت للاحتفاء بمرور 35 عاما على ابحار "السفينة صحار" من ولاية صور الى مدينة كانتون الصينية.

وشارك في أعمال الندوة التي عقدت تحت عنوان "السفينة صحار دلالات واستشراف" نخبة من العلماء وأساتذة التاريخ والباحثين والمتخصصين من جمهورية الصين الشعبية وسلطنة عمان وإيرلندا واستراليا.

وفي ختام أعمالها مساء اليوم (الثلاثاء) ، أوصى المشاركون في الندوة ، التي نظمتها وزارة التراث والثقافة العمانية ، بضرورة زيادة تبادل الزيارات العلمية وتوثيق العلاقات الصينية العمانية لاسيما عبر التبادل الثقافي والأنشطة التجارية والسياحية البحرية.

وعقدت الجلسة الختامية للندوة بقاعة المحاضرات بجامع السلطان قابوس الأكبر وألقى توصياتها الدكتور عبدالكريم بن علي بن جواد مستشار وزير التراث والثقافة العماني للبحوث والدراسات عضو اللجنة المنظمة للندوة.

وتضمنت التوصيات الختامية ضرورة تضمين المناهج الدراسية العمانية مادة علمية عن رحلة السفينة صحار.

كما طالبت بأن ينقل المعرض المصاحب للندوة إلى أماكن أخرى في السلطنة وذلك للتعريف بأهمية العلاقات بين الصين وعمان منذ فترات بعيدة.

كما أوصت الندوة بإنشاء موقع إلكتروني خاص برحلة السفينة يتضمن صورا ووثائق عن الرحلة وربانها وطاقمها على ان يكون باللغة العربية والإنجليزية.

واكد المشاركون اهمية ترجمة المقالات والبحوث التي كتبت عن رحلة السفينة صحار والتي أشار إليها الباحثون من خلال أوراقهم ، إلى اللغة العربية وعدد من اللغات العالمية الحية وخاصة الصينية.

وأوصت الندوة أيضا بطباعة أوراق العمل المقدمة في الندوة في كتاب شامل يطبع من قبل وزارة التراث والثقافة العمانية على أن تكون هذه الندوة حافزا لمزيد من الندوات والملتقيات العلمية التي تسلط الضوء على تاريخ عمان لاسيما البحري والعلاقات الصينية العمانية.

وطالب المشاركون بضرورة إنشاء قاعة خاصة برحلة السفينة صحار في أحد المتاحف العمانية، كالمتحف البحري الجديد بولاية صور، بحيث تضم القاعة كل وثائق الرحلة والمقتنيات الخاصة بها وإنتاج فيلم وثائقي يسجل بصيغة فنية محترفة تفاصيل الرحلة وإحداثياتها ومنجزاتها على أن يترجم الفيلم إلى عدة لغات حية، وكذلك إنتاج فيلم كارتوني للأطفال.

وبحسب القائمين على الندوة ، فان الحدث استهدف ابراز تطور العلاقات التاريخية بين الصين والسلطنة في المجالات الثقافية والاقتصادية ، بالإضافة إلى إبراز إسهامات البحارة والتجار العمانيين في توطيد العلاقات بين عُمان والصين في العصور الإسلامية.

وناقشت الندوة في يومها الأول "العلاقات العمانية -الصينية عبر التاريخ" من خلال ثلاث أوراق عمل .

وفي اليوم الثاني والأخير تناولت الندوة محورين رئيسيين الأول بعنوان "رحلة السفينة صحار 1980-1981 الحوليات - المنجز" واشتمل على ثلاث أوراق عمل الأولى بعنوان "السفينة صحار: الفكرة والتصنيع" وقدمها توم فوسمر عالم الآثار البحرية بجامعة كارتن بيرث بأستراليا.

أما الورقة الثانية فكان عنوانها "رحلة صحار في عيون الباحثين الصينيين" قدمها الدكتور دينغ لونغ نائب عميد كلية الدراسات واللغات الأجنبية بجامعة الاقتصاد والتجارة الدولية في بكين.

وجاءت الورقة لثالثة بعنوان "تحديات وأسرار الرحلة" وقدمها الدكتور تيم سيفيرين قائد رحلة السفينة صحار.

أما المحور الثاني فكان عنوانه" آفاق العلاقات العمانية - الصينية عبر التاريخ" وضم ورقتي وهما "آفاق العلاقات الاقتصادية" وقدمها الدكتور عامر بن عوض الرواس من جمعية الصداقة العمانية الصينية.

اما الورقة الثانية فجاءت تحت عنوان "التبادلات التجارية بين الصين وعمان على طريق الحرير البحري .. ماضيها وحاضرها ومستقبلها" وقدمها الدكتور لوه لين عميد كلية الشرق الأوسط بجامعة اللغات والثقافة ببكين.

وعلى هامش الندوة، افتتح وزير التراث والثقافة العماني معرض الصور الفوتوغرافية الذي يحكي تفاصيل هذه الرحلة التاريخية.

كما شهدت الندوة عرض فيلم وثائقي موجز عن رحلة "السفينة صحار" التي استلهم بناؤها من مغامرات السندباد وسفن العصور الوسطى، حيث أشرفت الحكومة العمانية على تنظيم وتسيير هذه الرحلة بالرعاية المباشرة من سلطان عمان قابوس بن سعيد.

وقال حسن اللواتي مستشار وزير التراث والثقافة العماني رئيس اللجنة المنظمة للندوة لوكالة انباء ((شينخوا)) ان الجانبين العماني والصيني يعملان بجدية للإبقاء على زخم العلاقات الثنائية في كافة المجالات الثقافية والتعليمية والاقتصادية .

وأكد اللواتي أن الندوة لم تستحضر فقط رحلة السفينة صحار وإنما ذهبت الى آفاق أبعد حيث تناولت العلاقات الثقافية بين السلطنة والصين وامتدت إلى كثير من أوجه التعاون بين البلدين اللذين تربطهما علاقات تاريخية وطيدة.

من جهته ، اكد الدكتور بدر بن هلال العلوي رئيس قسم التاريخ بجامعة السلطان قابوس لـ ((شينخوا)) على قدم العلاقات البلدين مشيرا الى أنها تعود إلى ما قبل التاريخ.

وتحدث العلوي عن الآثار المكتشفة في منطقة صحار العمانية من قبل البعثات الأثرية والتي تضمنت قطعا خزفية صينية تعود إلى الفترة الساسانية، مشيرا الى ان هذه الأواني الخزفية تم استيرادها من الصين عن طريق التجار العمانيين.

والسفينة "صحار" تم بناؤها كما النسخ المماثلة لسفن القرن التاسع الميلادي العربية التي يبلغ طولها 87 قدما أي ما يقارب (26.5 متر) وذلك خلال سبعة أشهر من ألواح خشبية ضمت مع بعضها البعض بواسطة حبال ملفوفة تتكون من قشر جوز الهند.

وانطلقت السفينة "صحار" في صباح الثالث والعشرين من نوفمبر 1980، وعلى ظهرها عشرون بحارا معظمهم من العمانيين تحت قيادة المغامر الايرلندي تيم سيفرن.

وواصلت السفينة "صحار" إبحارها حتى وصولها إلى ميناء قوانغتشو الصيني بعد ان قطعت 6000 ميل بحري ، ولقيت السفينة ترحيبا حارا من قبل الشعب الصيني وأقيمت مراسم ترحيب رسمية في يوم 11 يوليو من العام 1981.

وبقيت السفينة صحار بعض أيام في قوانغتشو ثم أبحرت إلى هونغ كونغ ومن هناك عادت إلى العاصمة مسقط حيث وضعت في مكان قريب من فندق قصر البستان .

وأبحرت السفينة دون استخدام وسائل المساعدة الحديثة في الإبحار، وقد استغرقت رحلتها عاما.

ألصق عنوان البريد الإلكتروني لصديقك في الفراغ اليمين لإرساله هذه المقالة العودة الى الأعلى
arabic.news.cn

مقالة خاصة : ندوة تحتفي بذكرى مرور 35 عاما على رحلة "السفينة صحار" من عمان الى الصين

新华社 | 2016-12-07 07:05:58

مسقط 6 ديسمبر 2016 (شينخوا) على مدار يومين ، شكلت العلاقات الصينية العمانية عبر التاريخ وآفاقها محورا رئيسيا في ندوة خصصت للاحتفاء بمرور 35 عاما على ابحار "السفينة صحار" من ولاية صور الى مدينة كانتون الصينية.

وشارك في أعمال الندوة التي عقدت تحت عنوان "السفينة صحار دلالات واستشراف" نخبة من العلماء وأساتذة التاريخ والباحثين والمتخصصين من جمهورية الصين الشعبية وسلطنة عمان وإيرلندا واستراليا.

وفي ختام أعمالها مساء اليوم (الثلاثاء) ، أوصى المشاركون في الندوة ، التي نظمتها وزارة التراث والثقافة العمانية ، بضرورة زيادة تبادل الزيارات العلمية وتوثيق العلاقات الصينية العمانية لاسيما عبر التبادل الثقافي والأنشطة التجارية والسياحية البحرية.

وعقدت الجلسة الختامية للندوة بقاعة المحاضرات بجامع السلطان قابوس الأكبر وألقى توصياتها الدكتور عبدالكريم بن علي بن جواد مستشار وزير التراث والثقافة العماني للبحوث والدراسات عضو اللجنة المنظمة للندوة.

وتضمنت التوصيات الختامية ضرورة تضمين المناهج الدراسية العمانية مادة علمية عن رحلة السفينة صحار.

كما طالبت بأن ينقل المعرض المصاحب للندوة إلى أماكن أخرى في السلطنة وذلك للتعريف بأهمية العلاقات بين الصين وعمان منذ فترات بعيدة.

كما أوصت الندوة بإنشاء موقع إلكتروني خاص برحلة السفينة يتضمن صورا ووثائق عن الرحلة وربانها وطاقمها على ان يكون باللغة العربية والإنجليزية.

واكد المشاركون اهمية ترجمة المقالات والبحوث التي كتبت عن رحلة السفينة صحار والتي أشار إليها الباحثون من خلال أوراقهم ، إلى اللغة العربية وعدد من اللغات العالمية الحية وخاصة الصينية.

وأوصت الندوة أيضا بطباعة أوراق العمل المقدمة في الندوة في كتاب شامل يطبع من قبل وزارة التراث والثقافة العمانية على أن تكون هذه الندوة حافزا لمزيد من الندوات والملتقيات العلمية التي تسلط الضوء على تاريخ عمان لاسيما البحري والعلاقات الصينية العمانية.

وطالب المشاركون بضرورة إنشاء قاعة خاصة برحلة السفينة صحار في أحد المتاحف العمانية، كالمتحف البحري الجديد بولاية صور، بحيث تضم القاعة كل وثائق الرحلة والمقتنيات الخاصة بها وإنتاج فيلم وثائقي يسجل بصيغة فنية محترفة تفاصيل الرحلة وإحداثياتها ومنجزاتها على أن يترجم الفيلم إلى عدة لغات حية، وكذلك إنتاج فيلم كارتوني للأطفال.

وبحسب القائمين على الندوة ، فان الحدث استهدف ابراز تطور العلاقات التاريخية بين الصين والسلطنة في المجالات الثقافية والاقتصادية ، بالإضافة إلى إبراز إسهامات البحارة والتجار العمانيين في توطيد العلاقات بين عُمان والصين في العصور الإسلامية.

وناقشت الندوة في يومها الأول "العلاقات العمانية -الصينية عبر التاريخ" من خلال ثلاث أوراق عمل .

وفي اليوم الثاني والأخير تناولت الندوة محورين رئيسيين الأول بعنوان "رحلة السفينة صحار 1980-1981 الحوليات - المنجز" واشتمل على ثلاث أوراق عمل الأولى بعنوان "السفينة صحار: الفكرة والتصنيع" وقدمها توم فوسمر عالم الآثار البحرية بجامعة كارتن بيرث بأستراليا.

أما الورقة الثانية فكان عنوانها "رحلة صحار في عيون الباحثين الصينيين" قدمها الدكتور دينغ لونغ نائب عميد كلية الدراسات واللغات الأجنبية بجامعة الاقتصاد والتجارة الدولية في بكين.

وجاءت الورقة لثالثة بعنوان "تحديات وأسرار الرحلة" وقدمها الدكتور تيم سيفيرين قائد رحلة السفينة صحار.

أما المحور الثاني فكان عنوانه" آفاق العلاقات العمانية - الصينية عبر التاريخ" وضم ورقتي وهما "آفاق العلاقات الاقتصادية" وقدمها الدكتور عامر بن عوض الرواس من جمعية الصداقة العمانية الصينية.

اما الورقة الثانية فجاءت تحت عنوان "التبادلات التجارية بين الصين وعمان على طريق الحرير البحري .. ماضيها وحاضرها ومستقبلها" وقدمها الدكتور لوه لين عميد كلية الشرق الأوسط بجامعة اللغات والثقافة ببكين.

وعلى هامش الندوة، افتتح وزير التراث والثقافة العماني معرض الصور الفوتوغرافية الذي يحكي تفاصيل هذه الرحلة التاريخية.

كما شهدت الندوة عرض فيلم وثائقي موجز عن رحلة "السفينة صحار" التي استلهم بناؤها من مغامرات السندباد وسفن العصور الوسطى، حيث أشرفت الحكومة العمانية على تنظيم وتسيير هذه الرحلة بالرعاية المباشرة من سلطان عمان قابوس بن سعيد.

وقال حسن اللواتي مستشار وزير التراث والثقافة العماني رئيس اللجنة المنظمة للندوة لوكالة انباء ((شينخوا)) ان الجانبين العماني والصيني يعملان بجدية للإبقاء على زخم العلاقات الثنائية في كافة المجالات الثقافية والتعليمية والاقتصادية .

وأكد اللواتي أن الندوة لم تستحضر فقط رحلة السفينة صحار وإنما ذهبت الى آفاق أبعد حيث تناولت العلاقات الثقافية بين السلطنة والصين وامتدت إلى كثير من أوجه التعاون بين البلدين اللذين تربطهما علاقات تاريخية وطيدة.

من جهته ، اكد الدكتور بدر بن هلال العلوي رئيس قسم التاريخ بجامعة السلطان قابوس لـ ((شينخوا)) على قدم العلاقات البلدين مشيرا الى أنها تعود إلى ما قبل التاريخ.

وتحدث العلوي عن الآثار المكتشفة في منطقة صحار العمانية من قبل البعثات الأثرية والتي تضمنت قطعا خزفية صينية تعود إلى الفترة الساسانية، مشيرا الى ان هذه الأواني الخزفية تم استيرادها من الصين عن طريق التجار العمانيين.

والسفينة "صحار" تم بناؤها كما النسخ المماثلة لسفن القرن التاسع الميلادي العربية التي يبلغ طولها 87 قدما أي ما يقارب (26.5 متر) وذلك خلال سبعة أشهر من ألواح خشبية ضمت مع بعضها البعض بواسطة حبال ملفوفة تتكون من قشر جوز الهند.

وانطلقت السفينة "صحار" في صباح الثالث والعشرين من نوفمبر 1980، وعلى ظهرها عشرون بحارا معظمهم من العمانيين تحت قيادة المغامر الايرلندي تيم سيفرن.

وواصلت السفينة "صحار" إبحارها حتى وصولها إلى ميناء قوانغتشو الصيني بعد ان قطعت 6000 ميل بحري ، ولقيت السفينة ترحيبا حارا من قبل الشعب الصيني وأقيمت مراسم ترحيب رسمية في يوم 11 يوليو من العام 1981.

وبقيت السفينة صحار بعض أيام في قوانغتشو ثم أبحرت إلى هونغ كونغ ومن هناك عادت إلى العاصمة مسقط حيث وضعت في مكان قريب من فندق قصر البستان .

وأبحرت السفينة دون استخدام وسائل المساعدة الحديثة في الإبحار، وقد استغرقت رحلتها عاما.

الصور

010020070790000000000000011101421358857791