تحقيق اخباري : أهالي أحياء حلب القديمة يتفقدون منازلهم ومحلاتهم المدمرة

05:46:13 11-12-2016 | Arabic. News. Cn

حلب 10 ديسمبر 2016 (شينخوا) في ساحة فرحات الشهيرة بحلب القديمة ، وقف الخمسيني ميشيل جرجيان ينظر بألم وحسرة الى متجره الذي دمر بالكامل تتقاطر على مخيلته مشريط سينمائي صور المدينة الأثرية قبل سيطرة مسلحي المعارضة عليها منذ أربع سنوات.

وترك ميشيل (55 عاما) محله ومنزله في حلب القديمة بعد اشتداد المعارك فيها ليستقر بأحد أحياء حلب الغربية الخاضعة لسيطرة السوري.

وما ان سمع ميشيل عن سماح الجيش للمواطنين بالعودة لتفقد بيوتهم ومحالهم التجارية ، لم يتردد ولو لحظة واحدة في اتخاذ القرار بالمجيء لرؤية أملاكه.

وقال ميشيل لوكالة أنباء ((شينخوا)) وهو يحمل بيده صندوقا خشبيا مطعما بالصدف الأبيض "هذا ما عثرت عليه في متجري الذي كنت ابيع فيها تحفا فنية ولوحات للسواح".

ويتذكر ميشيل كيف كان السائحون يأتون إلى حلب للتجول في أسواقها وشراء الهدايا التذكارية لمن يحبون في بلدانهم.

ورغم الدمار الذي أصاب المدينة،الا ان حالة من السعادة سيطرت على الخمسيني الحلبي بعد انسحاب مسلحي المعارضة من المنطقة.

وعن ذلك يقول ميشيل "رغم الخراب الذي لحق بمدينة حلب القديمة والاحياء المحيطة بها ، إلا إنني اشعر بالفرح ، لأننا تخلصنا من هؤلاء المجرمين الذين دمروا المدينة القديمة التي يعود عمرها الى اكثر من 400 عام".

وسيطر الجيش السوري على كافة انحاء حلب القديمة بعد انسحاب مسلحي المعارضة ، بحسب ما أفاد نشطاء الثلاثاء.

وجاء انسحاب المعارضة في خضم قتال عنيف يخوضه الجيش السوري منذ منتصف نوفمبر الماضي لطرد لاستعادة شرقي حلب من أيدى المسلحين.

وسمحت جولة لوسائل الاعلام الأجنبية والعربية ومن بينها ((شينخوا)) بالاطلاع على آثار الدمار التي بدت واضحة في أسواق المدينة القديمة.

وعكست المشاهد حدة المعارك التي اندلعت بين طرفي الصراع ، فملامح بعض الاثار تكاد معدومة والبعض الاخر لم يتبق منه الا بقايا.

وافتخرت حلب على الدوام بماضيها المجيد الذي يظهر في كل مكان في العمارة ، القلعة ، الاسواق والبيوت القديمة.

وأعلنت المدينة القديمة بحلب في عام 1986 جزءا من التراث العالمي من قبل منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو).

لكن بعض المناطق اصبحت أثرا بعد عين كساحة الحطب التي تعد أهم ساحات حلب القديمة.

وقال الاربعيني محمد إن "هذه المنطقة أعرفها كما أعرف اسمي" ،مشيرا الى انه كان يتجول فيها قبل اربع سنوات لينقل للتجار بضائع الى محلاتهم عبر الطرقات الضيقة بداخل احياء حلب القديمة.

ودخل محمد مع الصحفيين إلى سوق بوابة القصب مرورا بسوق المشربة وصولا إلى ساحة الحطب .

ووقف محمد ، وهو يرتدي ثياب العمل على رأس كومة من الأنقاض وراح يشير بيده شمالا "هنا كان حمام برهوم باشا ، وإلى الغرب ساحة الحطب التي كانت تعج بالسواح ، وفيها شجرة توت كبيرة ،معمرة يجلس تحتها السواح على كراس خشبية صغيرة".

وبينما كان القصف المدفعي يمزق صمت المكان كان الطيران الحربي يغير بكثافة على الجزء الجنوبي من حلب الشرقية المتبقية تحت سيطرة المسلحين .

وشوهد العشرات من السكان الحلبيين الذين جاءوا منذ ساعات الصباح الباكر إلى حلب القديمة لرؤية منازلهم وما تبقى فيها من أشياء.

في حين كانت لاتزال بعض الأسواق في حلب القديمة تعمل ولكن دون وجود حركة بداخلها ، بسبب قربها من الاحياء الشرقية التي هي الان ساحة حرب ، وسقوط قذائف هاون .

واعرب خالد (43 عاما) ، والذي يعمل دليلا سياحيا ، عن حزنه لما رآه من خراب ودمار لحق باحياء حلب القديمة ، مؤكدا انه لا يكاد يتعرف على معالم المدينة رغم أنه كان يوميا يزورها برفقة سواح أجانب قبل عام 2011 .

وأضاف "اشعر بالحزن والألم لما شاهدته اليوم " ، مؤكدا ان حلب المدينة الغنية بتراثها واثارها تعود اليوم الى عصور ما قبل التاريخ".

ودعا خالد المنظمات الدولية التي تعنى بشأن التراث الانساني العالمي الى ان تساهم في إعادة الالق لتلك الأسواق التي كانت لاتنام.

ألصق عنوان البريد الإلكتروني لصديقك في الفراغ اليمين لإرساله هذه المقالة العودة الى الأعلى
   الأخبار المتعلقة
9 قتلى و37 جريحا بسقوط قذائف صاروخية على أحياء سكنية غربي حلب
خروج أكثر من 4 الاف شخص من أحياء حلب اليوم
تقرير: روسيا والولايات المتحدة على وشك الوصول إلى تفاهم حول حلب
سوريا : 12 قتيلا وأكثر من 64 جريحا بسقوط قذائف على أحياء حلب
الأسد: حلب ستغير مجرى المعركة كلياً في كل سوريا
arabic.news.cn

تحقيق اخباري : أهالي أحياء حلب القديمة يتفقدون منازلهم ومحلاتهم المدمرة

新华社 | 2016-12-11 05:46:13

حلب 10 ديسمبر 2016 (شينخوا) في ساحة فرحات الشهيرة بحلب القديمة ، وقف الخمسيني ميشيل جرجيان ينظر بألم وحسرة الى متجره الذي دمر بالكامل تتقاطر على مخيلته مشريط سينمائي صور المدينة الأثرية قبل سيطرة مسلحي المعارضة عليها منذ أربع سنوات.

وترك ميشيل (55 عاما) محله ومنزله في حلب القديمة بعد اشتداد المعارك فيها ليستقر بأحد أحياء حلب الغربية الخاضعة لسيطرة السوري.

وما ان سمع ميشيل عن سماح الجيش للمواطنين بالعودة لتفقد بيوتهم ومحالهم التجارية ، لم يتردد ولو لحظة واحدة في اتخاذ القرار بالمجيء لرؤية أملاكه.

وقال ميشيل لوكالة أنباء ((شينخوا)) وهو يحمل بيده صندوقا خشبيا مطعما بالصدف الأبيض "هذا ما عثرت عليه في متجري الذي كنت ابيع فيها تحفا فنية ولوحات للسواح".

ويتذكر ميشيل كيف كان السائحون يأتون إلى حلب للتجول في أسواقها وشراء الهدايا التذكارية لمن يحبون في بلدانهم.

ورغم الدمار الذي أصاب المدينة،الا ان حالة من السعادة سيطرت على الخمسيني الحلبي بعد انسحاب مسلحي المعارضة من المنطقة.

وعن ذلك يقول ميشيل "رغم الخراب الذي لحق بمدينة حلب القديمة والاحياء المحيطة بها ، إلا إنني اشعر بالفرح ، لأننا تخلصنا من هؤلاء المجرمين الذين دمروا المدينة القديمة التي يعود عمرها الى اكثر من 400 عام".

وسيطر الجيش السوري على كافة انحاء حلب القديمة بعد انسحاب مسلحي المعارضة ، بحسب ما أفاد نشطاء الثلاثاء.

وجاء انسحاب المعارضة في خضم قتال عنيف يخوضه الجيش السوري منذ منتصف نوفمبر الماضي لطرد لاستعادة شرقي حلب من أيدى المسلحين.

وسمحت جولة لوسائل الاعلام الأجنبية والعربية ومن بينها ((شينخوا)) بالاطلاع على آثار الدمار التي بدت واضحة في أسواق المدينة القديمة.

وعكست المشاهد حدة المعارك التي اندلعت بين طرفي الصراع ، فملامح بعض الاثار تكاد معدومة والبعض الاخر لم يتبق منه الا بقايا.

وافتخرت حلب على الدوام بماضيها المجيد الذي يظهر في كل مكان في العمارة ، القلعة ، الاسواق والبيوت القديمة.

وأعلنت المدينة القديمة بحلب في عام 1986 جزءا من التراث العالمي من قبل منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو).

لكن بعض المناطق اصبحت أثرا بعد عين كساحة الحطب التي تعد أهم ساحات حلب القديمة.

وقال الاربعيني محمد إن "هذه المنطقة أعرفها كما أعرف اسمي" ،مشيرا الى انه كان يتجول فيها قبل اربع سنوات لينقل للتجار بضائع الى محلاتهم عبر الطرقات الضيقة بداخل احياء حلب القديمة.

ودخل محمد مع الصحفيين إلى سوق بوابة القصب مرورا بسوق المشربة وصولا إلى ساحة الحطب .

ووقف محمد ، وهو يرتدي ثياب العمل على رأس كومة من الأنقاض وراح يشير بيده شمالا "هنا كان حمام برهوم باشا ، وإلى الغرب ساحة الحطب التي كانت تعج بالسواح ، وفيها شجرة توت كبيرة ،معمرة يجلس تحتها السواح على كراس خشبية صغيرة".

وبينما كان القصف المدفعي يمزق صمت المكان كان الطيران الحربي يغير بكثافة على الجزء الجنوبي من حلب الشرقية المتبقية تحت سيطرة المسلحين .

وشوهد العشرات من السكان الحلبيين الذين جاءوا منذ ساعات الصباح الباكر إلى حلب القديمة لرؤية منازلهم وما تبقى فيها من أشياء.

في حين كانت لاتزال بعض الأسواق في حلب القديمة تعمل ولكن دون وجود حركة بداخلها ، بسبب قربها من الاحياء الشرقية التي هي الان ساحة حرب ، وسقوط قذائف هاون .

واعرب خالد (43 عاما) ، والذي يعمل دليلا سياحيا ، عن حزنه لما رآه من خراب ودمار لحق باحياء حلب القديمة ، مؤكدا انه لا يكاد يتعرف على معالم المدينة رغم أنه كان يوميا يزورها برفقة سواح أجانب قبل عام 2011 .

وأضاف "اشعر بالحزن والألم لما شاهدته اليوم " ، مؤكدا ان حلب المدينة الغنية بتراثها واثارها تعود اليوم الى عصور ما قبل التاريخ".

ودعا خالد المنظمات الدولية التي تعنى بشأن التراث الانساني العالمي الى ان تساهم في إعادة الالق لتلك الأسواق التي كانت لاتنام.

الأخبار المتعلقة

الصور

010020070790000000000000011100001358959201