القاهرة 11 ديسمبر 2016 (شينخوا) استهدف الإرهاب اليوم (الأحد)، بعبوة ناسفة "الكنيسة البطرسية" أحد المعالم الكنسية الآثرية في مصر، وتلاصق الكاتدرائية المرقسية، مقر بابا الأقباط، في منطقة العباسية بالقاهرة.
وقتل 25 شخصا وأصيب 49 آخرون، في حصيلة مرشحة للزيادة، إثر انفجار عبوة ناسفة في مقاعد السيدات داخل قاعة الصلاة بالكنسية البطرسية، في هجوم لم تعلن أي جهة مسئوليتها عنه حتى الآن.
ويرجع تاريخ هذه الكنيسة إلى حوالي 105 أعوام، حين قامت عائلة بطرس غالي باشا ببنائها على نفقتها الخاصة، أعلى ضريحه في عام 1911، تخليدا لذكراه، حيث يوجد أسفل الكنيسة المدفن الخاص بالعائلة.
وبطرس غالي باشا هو رئيس وزراء مصر اعتبارا من 12 نوفمبر 1908، واغتيل على يد إبراهيم ناصف الورداني في 20 فبراير 1910.
والعائلة البطرسية هي عائلة مصرية قبطية سطر أبناؤها العديد من صفحات تاريخ مصر، منذ الثورة العرابية، مرورا بتوقيع اتفاقية السودان، وثورة 1919، واتفاقية 1936، وصولا إلي توقيع معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية.
وتولى واصف نجل بطرس غالي وزارة الخارجية عدة مرات في عهد الزعيم سعد زغلول ثم مصطفى النحاس، فيما تولى يوسف بطرس غالي وزارة المالية والاقتصاد في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك.
ولا يزال مدفن أسرة بطرس غالي باشا أسفل الكنيسة البطرسية، وآخر من دفن فيه كان الدكتور بطرس بطرس غالي الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة.
وقال ميشيل غالي نجل شقيقة الدكتور بطرس غالي، إن الجزء الخاص بمدفن العائلة أسفل الكنيسة لم يتضرر جراء الانفجار الذي وقع اليوم.
وأضاف إن صحن الكنيسة والقاعة الرئيسة للصلاة ومذبح الكنيسة تعرضوا لإضرار بالغة حيث تحطمت جميع النوافذ والأيقونات والتماثيل بها.
وبنيت الكنيسة البطرسية على الطراز الإيطالي، ويتوسطها صحن يفصل بينه وبين الممرات الجانبية صف من الأعمدة الرخامية.
ويعلو صف الأعمدة مجموعة من الصور رسمها الرسام الإيطالي بريمو بابتشيرولى، الذي أمضى خمس سنوات في تزيين الكنيسة بهذه اللوحات، التي تمثل فترات من حياة المسيح والقديسين.
فيما تولى تصميم مبنى الكنيسة البطرسية وزخارفها مهندس السرايات الخديوية أنطون لاشك بك.
وتضم الكنيسة عددا من لوحات الفسيفساء لانجيلو جيانيزى من فينسيا مثل فسيفساء التعميد، التي تمثل المسيح ويوحنا المعمدان في نهر الأردن، ويوجد أمامها حوض من الرخام يقف على أربعة أعمدة.
وأبدى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار الدكتور مصطفى أمين، استعداد وزارة الآثار للمشاركة في ترميم الأيقونات التي أصابها ضرر جراء الانفجار.