دمشق 12 ديسمبر 2016 (شينخوا) قال محللون إن سيطرة الجيش السوري على مدينة حلب التي كان يسيطر عليه المتمردون قد تكون الدافع وراء عودة تنظيم الدولة الإسلامية إلى مدينة تدمر الأثرية.
وانتزعت حلب المدينة الاستراتيجية في شمال سوريا عناوين الصحف في الأونة الأخيرة فضلا عن اهتمام وجهود الدول الغربية وروسيا.
وبالتعاون مع موسكو، طردت قوات الحكومة السورية تقريبا المتمردين من الجزء الشرقي من المدينة، وفقا لما ذكرته تقارير إعلامية محلية يوم الاثنين.
ويأتي ذلك بعد شهر من المعارك المحتدمة والمفاوضات بين موسكو وواشنطن، حيث تأمل الأخيرة في أن يوقف الجيش السوري هجماته في حلب ويرسخ وقفا لإطلاق النار.
واقترح مبعوث الأمم المتحدة لسوريا ستيفان دي ميستورا مؤخرا السماح بأن يواصل المتمردون الإدارة المحلية في شرق حلب، جنبا الى جنب مع تأسيس وقف لإطلاق النار في المدينة، ودخول المساعدات إلى الجزء المحاصر.
لكن رُفض مقترح المبعوث من قبل دمشق التي قال مسؤولوها إن قرار إعادة السيطرة على حلب قد أتخذ بالفعل.
وبعد ذلك، استخدمت روسيا والصين حق الفيتو ضد مشروع قرار اقترحته دولة غربية بمجلس الأمن حول هدنة في حلب.
وقالت إن مشروع قرار الهدنة يهدف إلى إعطاء المتمردين فرصة لتجميع صفوفهم وتقوية أنفسهم ضد الهجوم العسكري للجيش السوري.
وقدمت الحكومة السورية للمتمردين في شرق حلب عددا من الفرص لتسليم أسلحتهم ومغادرة المدينة لكن دون جدوى.
والآن، بينما يقترب الجيش السوري من إعلان خلو حلب من المتمردين، قفزت مدينة تدمر الأثرية القديمة في وسط سوريا إلى صدارة العناوين مجددا.
وشن تنظيم الدولة الإسلامية هجوما كبيرا على المدينة يوم الخميس نجح من خلاله في الاستيلاء عليها يوم الأحد.
وكان التنظيم قد دخل المدينة في وقت سابق في عام 2015 لكنه فقدها أمام الجيش السوري في مارس عام 2016.
وقال ماهر إحسان المحلل السياسي والصحفي السوري لوكالة ((شينخوا)) إن الولايات المتحدة لم تفعل الكثير لمنع تنظيم الدولة من دخول تدمر مرة أخرى.
وأضاف " اعتقد أنهم (التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب بقيادة الولايات المتحدة) أرادوا تشتيت انتباه الجيش السوري عن المعارك في حلب من خلال اغوائه بإرسال تعزيزات الى تدمر. إنهم أرادوا تجريد الحكومة من نشوة الانتصار في حلب".
وقال أحمد الإشقر وهو محلل سياسي أيضا إن الهجوم الواسع النطاق الذي شنه تنظيم الدولة على تدمر هو نتيجة دفع أمريكي-تركي لتقويض تداعيات انتصار الجيش السوري في حلب.
واستدرك بقوله" لكن اعتقد أن التحول الكبير في حلب يشير إلى أن الجيش السوري لديه الامكانية لإستعادة تدمر سريعا".
ومن جانبه، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن هجوم تنظيم الدولة على تدمر "مدبر" لصرف انتباه قوات الحكومة السورية عن حلب ولإعطاء المسلحين المتحصنين في أحياء شرق حلب فرصة للتنفس.
وأوضح "إن قدوم المسلحين، وعلى ما يبدو من جهة الموصل بالعراق، والهجوم على تلك الأراضي التي يقوم فيها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة بتنفيذ طلعاته الجوية، كل هذا يقود إلى فكرة، وأتمنى أن أكون مخطئا فيها، أن كل هذه الأعمال والحركات موجهة لإعطاء المسلحين المتحصنين في أحياء شرق حلب فرصة للتنفس".
واتهم لافروف واشنطن بأنها تتعامل بمعايير مزدوجة مع قضية الجماعات الإرهابية في سوريا.