غزة 21 ديسمبر 2016 (شينخوا) يجتهد المزارع الفلسطيني أيمن صبح في عمله ويغمره التفاؤل هذه الأيام في ظل تمكنه من زيادة كميات تصدير محصوله لهذا العام من التوت الأرضي (الفراولة) من قطاع غزة إلى الخارج.
ويشرف صبح (43 عاما) على مدار ساعات النهار على عمل 12 عاملا لديه في قطف ثمار التوت الأرضي وتجهيزها لنقلها إلى التصدير لأسواق الضفة الغربية وإسرائيل ودول أوروبية.
ويملك صبح مع ثلاثة شركاء له نحو 14 دونما في بلدة بيت لاهيا في شمال قطاع غزة، يزرع أكثر من نصفها بمحصول التوت الأرضي والباقي بأنواع مختلفة من الخضروات.
ويقول بينما كان يحمل كميات من التوت الأرضي لتجهيزها للتصدير لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن الأشهر الأخيرة من هذا العام حملت انفراجة في عملهم مع زيادة الكميات المسموح لهم بتصديرها ما سيحقق لهم عائدا ماليا يعوض ما تكبدوه من خسائر لسنوات.
ويوضح صبح، أنهم يصدرون نحو 200 كيلو من التوت الأرضي 3 مرات أسبوعيا بمبلغ دولارين ونصف لكل كيلو، علما أن التصدير كان مسموحا لهم في الأعوام العشرة الماضية ليوم واحد أسبوعيا فقط.
ويأمل صبح وشركاءه أن تزيد الفترة الزمنية المسموح لهم بالتصدير خلالها لتستوعب طوال فترة موسم حصاد التوت الأرضي التي عادة ما تبدأ في نوفمبر وتستمر حتى منتصف مارس الذي يليه.
وبحسب صبح ومزارعين آخرين، فإن السلطات الإسرائيلية كانت تحدد فترة تصدير محصول التوت الأرضي بشهر واحد فقط خلال الأعوام العشرة الماضية وهو ما كان يكبدهم خسائر مالية كبيرة.
ودفع ذلك إلى تراجع مساحة زراعة محصول التوت الأرضي في قطاع غزة من ألفين و700 دونم قبل عدة أعوام إلى 550 دونماً فقط حاليا بحسب رئيس جمعية الزهور والتوت الأرضي في القطاع محمود خليل.
ويقول خليل ل((شينخوا))، إنه يتم حاليا تصدير من 12 إلى 13 طنا من محصول التوت الأرضي بمعدل 3 مرات أسبوعيا وهو ما يحمل انتعاشة لإجمالي ما يتم تصديره من المحصول مقارنة بالأعوام الأخيرة.
ويوضح أنه تم خلال موسم قطف محصول التوت الأرضي الحالي تصدير نحو 70 طنا حتى الآن والرقم قابل للزيادة مقارنة مع 50 ألف طن فقط في الموسم الماضي.
وتفرض إسرائيل حصارا مشددا على قطاع غزة منذ يونيو 2007 إثر سيطرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على الأوضاع فيه بالقوة بعد جولات من القتال مع القوات الموالية للسلطة الفلسطينية.
وبموجب الحصار منعت إسرائيل كافة أشكال نقل البضائع من قطاع غزة إلى الضفة الغربية وتصديرها إلى الأسواق الخارجية بما فيها كافة المنتجات الزراعية وهو ما وجه ضربة قوية للمزارعين في القطاع.
وقررت إسرائيل إدخال تسهيلات على الحصار بسبب الانتقادات الدولية عقب مهاجمة قواتها البحرية سفن (أسطول الحرية 1) صيف العام 2010، وسمحت باستئناف التصدير لعدد محدود من المنتجات والسلع.
إلا أن دخول هذه التسهيلات حيز التنفيذ فيما يتعلق بتصدير المنتجات الزراعية ظل محدودا وبشكل تدريجي وفق ما يؤكده مسؤولون محليون في قطاع غزة.
ويقول مدير التسويق والمعابر في وزارة الزراعة في قطاع غزة جلال إسماعيل ل((شينخوا))، إن إجمالي ما تم تصديره من قطاع غزة خلال العام 2016 يقدر بنحو 19 ألف طن للمنتجات الزراعية.
ويوضح إسماعيل أن الرقم المذكور يحمل انتعاشة قياسية لصادرات قطاع غزة من المنتجات الزراعية كونها لم تزد عن 13 ألف طن خلال العام الماضي.
وإلى جانب التوت الأرضي يشير إسماعيل، إلى أن قطاع غزة يصدر حاليا محاصيل البندورة الشيري، والفلفل الحلو، والريحان، والنعناع، والبصل الأخضر، والخيار، والليمون، وأنواع أخرى من الخضار.
ويضيف أن قطاع غزة لديه اكتفاء ذاتي بنحو 97 في المائة من احتياجاته للاستهلاك المحلي للخضروات.
وتبلغ المساحة الكلية المزروعة في قطاع غزة 173 ألف دونم بمعدل 44 في المائة من إجمالي مساحة القطاع الساحلي.
وبحسب إسماعيل، فإن الإنتاج الزراعي في قطاع غزة يبلغ قرابة 400 ألف طن، موزعة على 330 ألف طن خضار، و70 ألف طن فواكه بما فيها الزيتون والحمضيات.
وسبق أن أظهر تقرير صادر عن الغرفة التجارية في قطاع غزة، أن إسرائيل سمحت طوال عام 2015 بنقل وتصدير 1269 شاحنة من القطاع إلى أسواق الضفة الغربية وإسرائيل والخارج.
وحسب التقرير، فإن هذا العدد يمثل 25 في المائة من عدد الشاحنات الصادرة من قطاع غزة قبل فرض إسرائيل حصارها المشدد على القطاع في منتصف عام 2007.