تحقيق إخباري: بعض حدائق حلب العامة تتحول إلى مقابر في ظل الحرب المستعرة

00:30:34 22-12-2016 | Arabic. News. Cn

حلب ــ سوريا 21 ديسمبر 2016 (شينخوا) قبل نشوب الأزمة في سوريا، كانت محافظة حلب (شمال سوريا) تتميز بجمال حدائقها واتساعها، وتوزعها في كل الاتجاهات، وكانت تشكل متنفسا لأهالي حلب، ولكن مع اشتعال الحرب في حلب بدأ شبح الموت يحصد أرواح الأهالي المدنيين، وتحولت هذه الحدائق مع مرور الوقت إلى مقابر.

ومع استمرار سقوط القذائف على الاحياء السكنية الخاضعة تحت سيطرة الدولة، من قبل مقاتلي المعارضة المسلحة التي كانت تتمركز في الاحياء الشرقية تحولت أكثر من 20 حديقة في أحياء حلب الغربية إلى مقابر، مع ارتفاع الضحايا، لدرجة أن الناس لم يعد يجدوا مكانا لدفن مواتهم سوى الحدائق القريبة من احيائهم.

محمد فهيد رجل حلبي يبلغ من العمر 55 عاما وقف بالقرب من ضريح زوجته في حديقة بجوار منزله في حي الحميدية بحلب يتلو بعض آيات من القرآن الكريم، بعد ان تحرر قسم كبير من الاحياء الشرقية.

وقال فهيد، وهو يشير بيده إلى قبر في وسط الجزء السفلي من المفترض أن يكون حديقة، لوكالة أنباء (شينخوا) " إنه قبر زوجتي ".

وأضاف إن زوجته توفيت في عام 2013 إثر إصابتها بسكتة دماغية، وبعد البحث عن قبر لزوجته في ثلاثة مقابر رسمية، لم يجد مكانا لها لدفنها، ناهيك عن صعوبة الوصول إلى تلك المقابر التي كانت تسيطر عليها مقاتلو المعارضة المسلحة وعلى بعض طرقها أو تقع في المناطق الساخنة، لذلك قرر أن يدفنها بجوار منزلهم في الحديقة.

وتابع يقول " في كل يوم أستيقظ وأنا أتطلع إلى قبرها من الشرفة واتلو لها آيات من القرآن الكريم لراحة نفسها بينما اتذكر الأيام الجميلة التي جمعتنا لفترة من الزمن ".

في حي الحميدية بحلب، هناك حديقتين يقسمهما شارع عريض، مملؤة بالقبور والشواهد، لا يعرفها إلا الكبار، لكن الصغار ما يزالون يعتبرونها حديقة يلعبون فيها، رغم وجود شواهد الموتى.

وراح الأطفال اليوم (الأربعاء) وبعد تساقط الثلج بغزارة، يلعبون بكرات الثلج ويقذفون بعضهم بعضا كما لو ان القبور لم تكن موجودة، بل هي حدائق بالنسبة لهم.

كان مشهد لا يصدق في هذا المكان، كصورة من المقابر ترتبط عادة بالحزن، والخوف، وانتشار الغربان، ولكن في هذه الصورة في حلب تبدو طبيعية، مع وجود حركة المرور الكثيفة حول هذه الحديقة التي تحولت إلى قبور بفعل الحرب المستعرة، في حين أن الأطفال يلعبون بسعادة بالثلج.

من جانبه، قال علاء وهو صاحب مكتب عقارات بالقرب من حديقة الحميدية " منذ بداية الأزمة، لم يتمكن الناس من الحصول على أماكن لدفن مواتهم في المقابر الرسمية، فراحوا يدفنون أقاربهم المتوفين في الحدائق، وكانت هذه الحدائق مليئة بالأشجار وبعد الأزمة، أصبحت مقبرة ".

وقال جاره، محمد الأبيض، وهو بائع اقمشة الأطفال، هذه الحديقة كانت تسمى حديقة الحميدية، ولكن الآن تحول اسمها إلى مقبرة الشهداء لان غالبية الضحايا هم ضحايا الحرب.

وأضاف قائلا " خلال الأزمة ارتفع عدد القتلى ولم يعد هناك أماكن لدفن الموتى، فكانت الحدائق هي الحل الوحيد لدفن الموتى " .

وتابع يقول "أينما ذهبت الآن في حلب، ستجد كل الحدائق قد تحولت إلى مقابر".

يشار إلى أن حلب كانت بين المدن الأكثر تضررا في سوريا، وتحولت معظم احياؤها إلى خراب ودمار لشدة المعارك التي دارت خلال السنوات الماضية.

وقسمت الحرب المدينة إلى قسمين جزء شرقي من المدينة يسيطر عليه مقاتلو المعارضة المسلحة ويشكل مساحة كبيرة، وقسم غربي يخضع لسيطرة الجيش السوري.

وبعد الهجوم الأخير، الذي شنه الجيش السوري في منتصف شهر نوفمبر الماضي استعاد الجيش تقريبا كل الاحياء التي سيطر عليها مقاتلو المعارضة المسلحة في شرق حلب، فاستعادت هذه المدينة بعضا من الفرح الممزوج بالحزن لكثرة الضحايا الذين سقطوا قبل ان يروا حلب وقد تحررت.

ألصق عنوان البريد الإلكتروني لصديقك في الفراغ اليمين لإرساله هذه المقالة العودة الى الأعلى
arabic.news.cn

تحقيق إخباري: بعض حدائق حلب العامة تتحول إلى مقابر في ظل الحرب المستعرة

新华社 | 2016-12-22 00:30:34

حلب ــ سوريا 21 ديسمبر 2016 (شينخوا) قبل نشوب الأزمة في سوريا، كانت محافظة حلب (شمال سوريا) تتميز بجمال حدائقها واتساعها، وتوزعها في كل الاتجاهات، وكانت تشكل متنفسا لأهالي حلب، ولكن مع اشتعال الحرب في حلب بدأ شبح الموت يحصد أرواح الأهالي المدنيين، وتحولت هذه الحدائق مع مرور الوقت إلى مقابر.

ومع استمرار سقوط القذائف على الاحياء السكنية الخاضعة تحت سيطرة الدولة، من قبل مقاتلي المعارضة المسلحة التي كانت تتمركز في الاحياء الشرقية تحولت أكثر من 20 حديقة في أحياء حلب الغربية إلى مقابر، مع ارتفاع الضحايا، لدرجة أن الناس لم يعد يجدوا مكانا لدفن مواتهم سوى الحدائق القريبة من احيائهم.

محمد فهيد رجل حلبي يبلغ من العمر 55 عاما وقف بالقرب من ضريح زوجته في حديقة بجوار منزله في حي الحميدية بحلب يتلو بعض آيات من القرآن الكريم، بعد ان تحرر قسم كبير من الاحياء الشرقية.

وقال فهيد، وهو يشير بيده إلى قبر في وسط الجزء السفلي من المفترض أن يكون حديقة، لوكالة أنباء (شينخوا) " إنه قبر زوجتي ".

وأضاف إن زوجته توفيت في عام 2013 إثر إصابتها بسكتة دماغية، وبعد البحث عن قبر لزوجته في ثلاثة مقابر رسمية، لم يجد مكانا لها لدفنها، ناهيك عن صعوبة الوصول إلى تلك المقابر التي كانت تسيطر عليها مقاتلو المعارضة المسلحة وعلى بعض طرقها أو تقع في المناطق الساخنة، لذلك قرر أن يدفنها بجوار منزلهم في الحديقة.

وتابع يقول " في كل يوم أستيقظ وأنا أتطلع إلى قبرها من الشرفة واتلو لها آيات من القرآن الكريم لراحة نفسها بينما اتذكر الأيام الجميلة التي جمعتنا لفترة من الزمن ".

في حي الحميدية بحلب، هناك حديقتين يقسمهما شارع عريض، مملؤة بالقبور والشواهد، لا يعرفها إلا الكبار، لكن الصغار ما يزالون يعتبرونها حديقة يلعبون فيها، رغم وجود شواهد الموتى.

وراح الأطفال اليوم (الأربعاء) وبعد تساقط الثلج بغزارة، يلعبون بكرات الثلج ويقذفون بعضهم بعضا كما لو ان القبور لم تكن موجودة، بل هي حدائق بالنسبة لهم.

كان مشهد لا يصدق في هذا المكان، كصورة من المقابر ترتبط عادة بالحزن، والخوف، وانتشار الغربان، ولكن في هذه الصورة في حلب تبدو طبيعية، مع وجود حركة المرور الكثيفة حول هذه الحديقة التي تحولت إلى قبور بفعل الحرب المستعرة، في حين أن الأطفال يلعبون بسعادة بالثلج.

من جانبه، قال علاء وهو صاحب مكتب عقارات بالقرب من حديقة الحميدية " منذ بداية الأزمة، لم يتمكن الناس من الحصول على أماكن لدفن مواتهم في المقابر الرسمية، فراحوا يدفنون أقاربهم المتوفين في الحدائق، وكانت هذه الحدائق مليئة بالأشجار وبعد الأزمة، أصبحت مقبرة ".

وقال جاره، محمد الأبيض، وهو بائع اقمشة الأطفال، هذه الحديقة كانت تسمى حديقة الحميدية، ولكن الآن تحول اسمها إلى مقبرة الشهداء لان غالبية الضحايا هم ضحايا الحرب.

وأضاف قائلا " خلال الأزمة ارتفع عدد القتلى ولم يعد هناك أماكن لدفن الموتى، فكانت الحدائق هي الحل الوحيد لدفن الموتى " .

وتابع يقول "أينما ذهبت الآن في حلب، ستجد كل الحدائق قد تحولت إلى مقابر".

يشار إلى أن حلب كانت بين المدن الأكثر تضررا في سوريا، وتحولت معظم احياؤها إلى خراب ودمار لشدة المعارك التي دارت خلال السنوات الماضية.

وقسمت الحرب المدينة إلى قسمين جزء شرقي من المدينة يسيطر عليه مقاتلو المعارضة المسلحة ويشكل مساحة كبيرة، وقسم غربي يخضع لسيطرة الجيش السوري.

وبعد الهجوم الأخير، الذي شنه الجيش السوري في منتصف شهر نوفمبر الماضي استعاد الجيش تقريبا كل الاحياء التي سيطر عليها مقاتلو المعارضة المسلحة في شرق حلب، فاستعادت هذه المدينة بعضا من الفرح الممزوج بالحزن لكثرة الضحايا الذين سقطوا قبل ان يروا حلب وقد تحررت.

الصور

010020070790000000000000011101421359237071