دمشق 21 ديسمبر 2016 (شينخوا) خرجت اليوم (الأربعاء) 5 حافلات من منطقة السكري بالجزء الجنوبي الغربي من الأحياء التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة المسلحة في شرق حلب، وعلى متنها أعداد من المسلحين وعائلاتهم باتجاه منطقة الراشدين، بالتزامن مع وصول دفعة جديدة من حافلات الفوعة وكفريا المحاصرتين بريف إدلب الثمانية المحتجزة في ريف حلب، بحسب التلفزيون الرسمي السوري، ومرصد حقوقي.
وأضاف التلفزيون الرسمي أنه تم تحرير أعداد من المخطوفين المحتجزين لدى التنظيمات الإرهابية في الأحياء الشرقية.
من جانبه، أكد مصدر عسكري سوري لوكالة أنباء (شينخوا) بدمشق " بدء تنفيذ اتفاق حلب كفريا الفوعة، وإجلاء مسلحين من داخل الأحياء الشرقية بالتوازي مع خروج حالات إنسانية من كفريا والفوعة ".
وبدورها، أفادت وكالة الأنباء السورية (سانا) بوصول 4 حافلات وسيارتي إسعاف تابعتين للهلال الأحمر العربي السوري تقل جرحى ومرضى ونساء وأطفالا من كفريا والفوعة إلى معبر الراموسة قبل توجهها إلى مركز الإقامة المؤقتة في جبرين حيث أعدت محافظة حلب أماكن لإقامتهم مزودة بجميع المواد والاحتياجات الأساسية.
وكان من المقرر أمس (الثلاثاء) وصول 8 حافلات تنقل عشرات الحالات الإنسانية والعائلات من بلدتي كفريا والفوعة إلى مدينة حلب بالتوازي مع إخراج 62 حافلة تقل المئات من الإرهابيين وعائلاتهم إلى ريف حلب الجنوبي.
من جانبه، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره لندن إنه وصلت قبل قليل 4 من الحافلات المحتجزة في مناطق سيطرة الفصائل بريف حلب الغربي والتي خرجت فجر أمس من بلدتي كفريا والفوعة اللتين يقطنهما مواطنون من الطائفة الشيعية، متجهة لمناطق سيطرة قوات النظام في حلب، مشيرا إلى أن الحافلات وصلت برفقة سيارتي إسعاف، وهي تقل مواطنين من البلدة وحالات مرضية، ضمن الاتفاق الروسي – التركي – الإيراني.
يذكر أنه ما تزال هناك 4 حافلات على الأقل ينتظر وصولها إلى مناطق سيطرة قوات النظام في حلب، بعد أن كانت قد أخرجت قبل قليل 5 حافلات على الأقل تحمل العشرات من المدنيين والمقاتلين من مربع سيطرة الفصائل بمدينة حلب نحو منطقة الراشدين الواقعة في ريفها الغربي، حيث أكدت مصادر أنه سيتم إخراج دفعات بشكل متبادل من حلب وكفريا والفوعة بين قوات النظام والفصائل.
وقال مصدر عسكري سوري لوكالة أنباء (شينخوا) إن " التنظيمات الإرهابية تحاول عرقلت تنفيذ الاتفاق عبر طرحها بنود غير قابلة للتحقيق "، مشيرا إلى أن الجانب السوري حريص على تنفيذ بنود الاتفاق كما متفق عليه.
ويشار إلى أن أسباب تعليق عملية الاجلاء وتوقفها ، تعود لعدم الوصول إلى صيغة حل نهائي جديد بين قوات الجيش السوري والفصائل حول عملية خروج الحافلات والمحاصرين من مربع سيطرة الفصائل بالقسم الجنوبي الغربي من مدينة حلب، ومن بلدتي كفريا والفوعة اللتين يقطنهما مواطنون من الطائفة الشيعية بالريف الشمالي الشرقي لمدينة إدلب، حيث تشترط الفصائل خروج كامل المحاصرين المتبقين في مربع الفصائل بحلب إلى منطقة الراشدين بريف حلب الغربي، وخروج عشرات السيارات الخاصة من المربع مروراً بمعبر العامرية – الراموسة، ومن ثم ستقوم الفصائل بفك احتجاز الحافلات الثمانية المحتجزة بعد خروجها فجر أمس من الفوعة وكفريا، وأن تسمح بعدها بخروج دفعة جديدة من الحافلات التي جرى تجهيزها داخل البلدتين إلى مناطق سيطرة النظام في حلب.
وعلى الصعيد ذاته، رفضت قوات النظام هذا الطرح، وتقدمت باقتراحها الذي يقوم على فك احتجاز الحافلات الثمانية من قبل الفصائل، مقابل إخراج دفعة تضم نحو نصف العدد المتبقى في المربع المحاصر بجنوب غرب القسم الشرقي من حلب، ومن ثم تسهيل مرور الدفعة الثانية من الحافلات من الفوعة وكفريا، مقابل السماح بإخراج الدفعة الأخيرة ممن تبقوا داخل المربع هذا، والبالغ إجمالي عددهم نحو 3 آلاف شخص غالبيتهم من المقاتلين، حيث كان دخل نحو 60 اتوبيسا يوم أمس لتحضيرها وصعود المواطنين إليها تمهيدا لانطلاقهم نحو ريف المدينة الغربي.
وتأتي عرقلة استكمال الاتفاق التركي – الروسي – الإيراني، وعدم إتمام عملية التهجير في حلب والإجلاء من كفريا والفوعة، مع الأحوال الجوية السيئة التي تشهدها مدينة حلب وريفها ومحافظة إدلب، مع موجة البرد القارس التي تشهدها المنطقتان، جنبا إلى جنب مع انعدام وقلة وسائل التدفئة والأغطية وعدم وجود مأوى للكثير من العائلات التي تفترش الطرقات في انتظار تهجيرها إلى ريف حلب الغربي.
واستؤنفت، يوم (الاثنين) الماضي، عمليات الإجلاء عقب ساعات من الانتظار، حيث غادرت عدد من الحافلات تقل مئات الأشخاص تم إجلاؤهم من قريتي الفوعة وكفريا بريف ادلب بالتوازي مع إجلاء المئات من شرق حلب إلى ريفها الغربي.
وكانت عمليات الاجلاء استؤنفت، بعد تعثرها، يوم (الأحد)، بسبب الإشكالات التي حصلت بما يخص احتراق الحافلات في ريف إدلب، حيث سمحت القوات النظامية بخروج اول دفعة من الحافلات فيها أكثر من 3 الاف مدني خرجوا من حلب المحاصرة إلى منطقة الراشدين، بالتوازي من خروج 10 حافلات من بلدتي كفريا والفوعة بريف إدلب.