بكين 29 ديسمبر 2016 (شينخوا) اختتمت فعاليات الدورة التاسعة للمفاوضات بشأن منطقة التجارة الحرة بين الصين ومجلس التعاون لدول الخليج العربية في مدينة الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية في الأسبوع الماضي، حيث أنهى الجانبان المفاوضات للتعاون في مجال التكنولوجيا الاقتصادية وقررا إقامة الدورة التالية قبل نهاية مارس من العام القادم.
وتعتبر الدورة أحدث خطوة تقوم بها الصين ودول الخليج العربية لتعزيز التعاون الثنائي.
وبهذا الصدد، أشار لي وي، مدير مركز الدراسات التنموية التابع لمجلس الدولة الصيني إلى أن تحويل نمط النمو الاقتصادي يوفر فضاء رحبا للتعاون بين الجانبين، إذ تعلق الصين ودول الخليج العربية آمالا كبيرة على التعاون الثنائي.
وشهد التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين ودول الخليج العربية تطورا سريعا في السنوات الأخيرة، إذ وصلت قيمة التجارة الثنائية إلى 175.2 مليار دولار أمريكي في عام 2014، ما يعادل 20 ضعفا عما كانت في عام 2001، وبلغت نسبة الزيادة السنوية 25.7 بالمائة.
ورغم انخفاض سعر النفط الخام وانكماش نشاط التجارة العالمية في عام 2015، إلا أن قيمة التجارة الثنائية تجاوزت 130 مليار دولار أمريكي، بينما ازداد حجم الواردات الصينية من النفط الخام من دول الخليج العربية من 105 ملايين طن في عام 2014 إلى 109 ملايين طن في عام 2015.
وأصبحت دول الخليج العربية سابع أكبر شريك لتجارة السلع للصين وأكبر سوق للصين في مجال مقاولة مشاريع البناء. وفي المقابل، احتلت الصين المكانة الثانية بين الشركاء التجاريين لدول الخليج العربية وأهم مقصد لصادراتها من النفط الخام.
والآن تسنح أمام الجانبين فرصة جديدة، فبسبب التطورات المتسارعة في مجال تكنولوجيا الطاقة الجديدة وتكنولوجيا استخراج الغاز الطبيعي غير العادية، تتأثر هيكلة الطاقة العالمية ومنطقة الخليج على وجه الخصوص. لذا طرحت الدول في هذه المنطقة خطة تنموية جديدة تستهدف تنوع الهيكلة الاقتصادية وتطوير نمط جديد للنمو الاقتصادي .
وفي الوقت نفسه، شهدت الصين تغيرات في البيئة الخارجية والتفوقات التنافسية الذاتية وفقا لما ذكر لي وي. فأولا؛ تحول مركز التعاون الاقتصادي الخارجي للصين من الدول المتقدمة إلى الدول النامية والاقتصادات الناشئة في آسيا وإفريقيا، وثانيا؛ صارت القوة العاملة العالية الجودة تحل محل القوة العاملة المنخفضة التكلفة وبدأ الإبداع يلعب دورا جديدا في التنمية الاقتصادية الصينية. وثالثا، فإن عدد سكان المدن الصينية الضخم وتحديث الهيكلة الاستهلاكية سيدفعان ازدياد الطلب على المنتجات المتوسطة والعالية والطاقة أيضا.
وكان الرئيس الصيني شي جين بينغ قد أشار في أثناء زيارته إلى السعودية في أوائل عام 2016، إن مجلس التعاون لدول الخليج العربية هي أكثر منظمة حيوية في منطقة الشرق الأوسط . ويحظى التعاون بين الصين ومجلس التعاون الخليجي بأساس ثابت وآفاق مشرقة مع نضج العلاقات الثنائية بعد 35 عاما على إنشائها. كما عبر الأمين العام للمجلس عبد اللطيف الزياني عن تطلع المجلس إلى توثيق العلاقات الاقتصادية والتجارية مع الصين وتعزيز التعاون في إطار مبادرة " الحزام والطريق ".
بدوره نصح لي وي الصين ودول الخليج العربية بدفع ترابط الاستراتيجية التنموية الثنائية ودفع تقدم المفاوضات بشأن منطقة التجارة الحرة بينهما، والتباحث في إنشاء آلية تعاونية دائمة في المجالات الرئيسية بالإضافة إلى تعزيز التعاون والتبادل بين بنوك المعلومات بين الجانبين.