كاتماندو 31 ديسمبر 2016 (شينخوا) إن نيبال والصين بدأتا عهدا جديدا في عام 2016 حيث شهد البلدان تطورات كبيرة في علاقاتهما الثنائية، هكذا قال دبلوماسيون هنا مؤخرا.
وأشار الدبلوماسيون إلى أن عشرة اتفاقات هامة تشمل النقل والتجارة والطاقة والربط عبر الحدود والتعاون في تطوير البني التحتية المادية وقعت بين الحكومتين في عام 2016، ما ارتقى بالعلاقات الثنائية القديمة إلى مستوى جديد.
وقد تكللت الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء النيبالي كيه. بي شارما أولي إلى بكين في مارس من العام الجاري تكللت بنجاح كبير حيث أبرم خلالها الجانبان اتفاق النقل العابر الذي منح هذا البلد الحبيس الواقع في منطقة الهيمالايا فرصة الوصول إلى البحر من الصين.
وجاءت هذه الاتفاقات في أعقاب حظر تجاري فرضته الهند على نيبال أدى إلى وصول التجارة والعبور في نيبال إلى حالة توقف شبه تام في وقت سابق من العام الجاري، وذلك بعد ستة أشهر فقط من إعلان الدستور الجديد الذي طال انتظاره في سبتمبر 2015.
وصرح تانكا كاركي، الذي سبق أن عمل سفيرا لنيبال لدى الصين، لوكالة أنباء ((شينخوا)) بأن "هذه الاتفاقات الثنائية الهامة بحاجة إلى أن تنفذ بإخلاص من قبل الحكومة الحالية التي يقودها داهال والحكومات المستقبلية من أجل المصلحة طويلة الأجل للبلدين".
وفي ملاحظة تشاؤمية،أعرب كاركي عن تخوفه من عدم تنفيذ هذه الاتفاقات المبرمة بين نيبال والصين بسبب "ضغوط خارجية غير مبررة"، وخاصة من جارتها الجنوبية الهند.
أما التطور الهام الآخر الذي تحقق خلال زيارة أولي للصين فيكمن في اتفاق البلدين على تعزيز التعاون تحت إطار مبادرة الحزام والطريق التي طرحتها القيادة الصينية.
وذكر جزء من بيان مشترك صدر خلال زيارة رئيس الوزراء السابق للصين أنه "فيما يتعلق بالتعاون الثنائي بين نيبال والصين، اتفق الجانبان على العمل على تلاحم الخطط التنموية لكل منهما الآخر، وصياغة برامج مناسبة للتعاون الثنائي وتنفيذ مشروعات كبرى تحت إطار مبادرة الحزام والطريق"
وأضاف البيان أن "الجانبين اتفاق على تعزيز الترابط، ومواصلة تكثيف الروابط البرية والجوية، وتحسين البنية التحتية للنقل البري".
وأفادت تقارير إعلامية محلية بأن نيبال وقعت بالأحرف الأولى على مذكرة تفاهم مع الصين في ديسمبر 2014 رغم أنه لم يتم بعد وضع اللمسات الأخيرة على المشروعات التعاونية التي سيتم تطويرها في ظل هذه المبادرة، حسبما أفادت تقارير إعلامية محلية.
ويتمثل تطور كبير آخر شهدته العلاقات النيبالية- الصينية خلال عام 2016 في إقامة حفل وضع حجر الأساس للمطار الدولي بمنطقة بوخارا في إبريل، والذي سيتم إنشاؤه بمساعدات صينية في منطقة كاسكي الواقعة على بعد حوالي 200 كلم من العاصمة النيبالية كاتماندو.
وفي يونيو، اجتمع نائب رئيس دائرة الأركان المشتركة للجنة العسكرية المركزية الصينية سون جيان قوه مع وزير الدفاع آنذاك بهيم راوال ورئيس أركان الجيش راجيندرا شيتري حيث تعهدوا بمواصلة التعاون الدفاعي بين البلدين.
وثمة تطور كبير آخر هذا العام يتمثل في ربط الصين ونيبال بشبكة ألياف بصرية للمرة الأولى من خلال نقطة كيرونج- راسوجادهي الحدودية في يونيو، ما أنهى اعتماد نيبال على الهند فقط لربط هذا البلد الواقع في منطقة الهيمالايا بخدمات الاتصالات العالمية.
وفي شهر أكتوبر، وقع البلدان مذكرة تفاهم حول التبادل الثنائي للمعلومات في مجالات حماية حقوق المستهلك خلال زيارة قام بها تشانغ ماو وزير مصلحة الدولة الصينية للصناعة والتجارة لنيبال. وهدف هذا التحرك إلى المساعدة في خلق بيئة سوق تنافسي والتأكيد بشكل خاص على أهمية العلاقات التجارية بين الدولتين المتجاورتين.
وحتى أثناء تغيير القيادة في نيبال في أغسطس، واصل البلدان تنفيذ التزاماتهما السياسية رفيعة المستوى والتبادلات المتكررة للزيارات على مختلف المستويات.
فقد أكدت الحكومة التي يقودها بوشبا كمال داهال مجددا التزام بلادها بسياسة صين واحدة وقالت إنها تعطي أولوية قصوى لعلاقاتها مع الصين. ومن ناحية أخرى، واصلت الحكومة إنتهاج سياسة ترمي إلى تحقيق توازن بين أقرب جارتين لها وهما الصين والهند.
وقام رئيس الوزراء النيبالي بإيفاد نائب رئيس الوزراء كريشنا باهادور ماهارا كمبعوث خاص إلى الصين، حيث التقى بشكل منفصل رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ ووزير الخارجية وانغ يي وتعهد بمواصلة سياسات ودية وتعاونية تجاه الصين.
وكان اللقاء الذي تم بين الرئيس الصيني شي جين بينغ ورئيس الوزراء النيبالي داهال على هامش قمة مجموعة بريكس في غوا بالهند مناسبة هامة أخرى تبادل خلالها الزعيمان الآراء حول تعزيز الصداقة. وفي هذه المناسبة، ذكر الرئيس الصيني شي أن بلاده مستعدة للعمل على تلاحم إستراتيجياتها التنموية مع نيبال وأعرب عن أمله في بناء مجتمع ذي مصير مشترك بين البلدين.
ومن جانبه، ذكر داهال إن الصداقة النيبالية- الصينية متينة ووثيقة العرى، حيث تأسست ارتكازا على المبادئ الخمسة للتعايش السلمي وتتسم بالاحترام والثقة المتبادلين.
وأعرب داهال عن رغبة نيبال في المشاركة في بناء الترابط داخل إطاري مبادرة الحزام والطريق التي اقترحتها الصين والبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية.
وعلاوة على ذلك، فإنه من الجانب الصيني قام مسؤول صيني بارز بزيارة لنيبال في نهاية ديسمبر من العام الجاري حيث ساعدت هذه الزيارة في دفع تعزيز العلاقات الثنائية فضلا عن العلاقات الحزبية بين الأحزاب السياسية النيبالية والحزب الشيوعي الصيني.
ولفت عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ورئيس دائرة الدعاية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ليو تشي باو إلى أن العلاقات بين الصين ونيبال حققت تنمية مستمرة ومطردة منذ إقامة البلدين للعلاقات الدبلوماسية.
ومع اقتراب عام 2016 من نهايته، يعلق الدبلوماسيون النيباليون آمالا كبيرة على أن يكون العام المقبل حاسما بالنسبة للبلدين لاستكشاف مجالات جديدة للتعاون في قطاعات الطاقة الكهرومائية والربط والتجارة.
وذكر شانكر براساد باندي القنصل العام النيبالي السابق لدى لاسا بمنطقة التبت ذاتية الحكم في الصين لـ((شينخوا)) أن "الناس تعلق آمالا كبيرة على أن يكون العام القادم عام التبادلات المتكررة للزيارات رفيعة المستوى بين البلدين، مع إعطاء الأولوية لتنفيذ الاتفاقات التي أبرمت في وقت سابق حول مجالات عريضة النطاق مثل السكك الحديدية العابرة للحدود والربط البري".
وأشار الدبلوماسي إلى أن العلاقات الودية المتميزة بين البلدين شهدت تقدما مطردا في مختلف مجالات التعاون منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في عام 1955.
وقال باندي إن "الدعم السخي الذي قدمته الصين للتنمية الاجتماعية - الاقتصادية وإعادة الإعمار فيما بعد الزلزال في نيبال جدير دوما بالثناء"، مضيفا أن "الاستجابة السريعة للصين لعمليات الإغاثة والإنقاذ في نيبال عقب الزلزال المدمر الذي وقع عام 2015 تبرهن أيضا على أن الصين جارة حقة وجديرة بالثقة وخاصة خلال الأوقات الصعبة".
ورأى القنصل العام السابق أن البلدين بحاجة إلى تنشيط معبر تاتوباني- تشانغمو الحدودي التاريخي بين الصين ونيبال والذي شهد انخفاضا في حجم التبادل التجاري منذ أن ضرب زلزال نيبال في إبريل 2015.
وأكد الدبلوماسيون أن العلاقات الثنائية شهدت تطورا مطردا على مدى السنوات الـ60 الماضية فيما تم ترسيخ الشراكة التعاونية الشاملة المتسمة بالصداقة الأبدية.
وقال المسؤولون هنا في كاتماندو إن نيبال حكومة وشعبا تتطلع إلى زيارة رفيعة المستوى من الصين في المستقبل القريب لمواصلة توطيد العلاقات الودية.