بوينس آيريس 30 ديسمبر 2016 (شينخوا) سيُتاح في القريب الآجل الدفع مقابل الاستمتاع بحضور عرض لرقصة تانغو في الأرجنتين، أو شرب كوكتيل "كايبيرينها" في البرازيل، أو تناول طبق "تشيفيتشا" في بيرو، أو إمضاء عطلة نهاية الأسبوع في المكسيك، باستخدام أوراق نقدية من العملة الصينية الرنمينبي (اليوان) ذات الفئة 100.
ويأتي ذلك نتيجة الوجود المتزايد للعملة الصينية في أمريكا اللاتينية بفضل تعميق التعاون المالي في المنطقة مع الصين وتدويل اليوان.
في أول أكتوبر الماضي، أُدرج الرنمينبي (اليوان الصيني) في سلة حقوق السحب الخاصة لصندوق النقد الدولي، في تكملة لنقص في أصول احتياطي النقد الأجنبي المفضلة، وهما الذهب والدولار الأمريكي.
وساهم ذلك في نقل العملة الصينية إلى مستوى جديد من الشهرة العالمية، ولم يعد من غير المألوف أن نرى أصحاب المحلات التجارية في أسواق القطع الأثرية في بوينس آيريس يقبلون تقاضي اليوان من السياح الصينيين.
وكثيرا ما تُستخدم بالفعل الأوراق النقدية من فئة 100 يوان في المبادلات التجارية في الأرجنتين والبرازيل وشيلي وسورينام، وهي دول تجمعها مع الصين اتفاقيات لتبادل العملة.
كما يتيح التعاون المتنامي استخدام بطاقات (يونيون باي) المصرفية الصينية في 12 بلدا في أمريكا اللاتينية، بما في ذلك المكسيك والبرازيل والأرجنتين وبيرو.
وبما يتجاوز إضافة شعار (يونيون باي) إلى اللافتات التي ما برحت ترحب بشكل تقليدي باستخدام بطاقات (فيزا) و(ماستركارد) و(أمريكان إكسبريس)، فإن المنافس الصيني يسعى أيضا إلى إطلاق بطاقات (يونيون باي) في الأسواق المحلية.
ولدى حديثه مع وكالة أنباء ((شينخوا))، قال خورخي كاسترو، وهو خبير أرجنتيني في العلاقات الدولية، إن قرار صندوق النقد الدولي ترك أثرا إيجابيا في الأرجنتين.
وبالنسبة لكاسترو، الذي يرأس معهد التخطيط الإستراتيجي، فإن "استخدام الرنمينبي كعملة عالمية سيعجل تعزيز الصادرات الزراعية الأرجنتينية، وعلاوة على ذلك، فإن العملة ستلعب دورا أكبر في التمويل الصيني في الأرجنتين".
بدوره، قال خوان بابلو سكاسيرا، مدير التجارة الخارجية في فرع بنك (إتش إس بي سي) في الأرجنتين، في وقت سابق من هذا العام إن "التعامل بالرنمينبي يتيح للمصدرين والمستوردين الأرجنتينيين ظروفا أفضل للتفاوض مع نظرائهم الصينيين، وذلك من بين فوائد أخرى".
فيما قال غوستافو جيرادو، رئيس مؤسسة (آسيا والأرجنتين) الاستشارية، لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن "الأرجنتين والصين قد وصلتا إلى مستوى سياسي جديد في العلاقة بينهما، مما يجعل منهما شريكين إستراتيجيين متكاملين"، مضيفا أن انضمام الرنمينبي إلى نادي صندوق النقد الدولي لعملات الصفوة من شأنه أن يؤدي إلى المزيد من الفرص لكلا البلدين.
ووفقا لنائب رئيس بنك التنمية للبلدان الأمريكية، ألكسندر ميرا دا روزا، فإن البنك ينظر أيضا إلى تدويل اليوان في أمريكا اللاتينية باعتبارها خطوة إيجابية، حيث بوسعها أن تجعل التجارة أسهل وتسمح بفتح خطوط بديلة للتمويل.