((أهم الموضوعات الدولية)) خبراء صينيون: الاستقرار السياسي والإصلاح الاقتصادي عنوان المرحلة الجديدة في العالم العربي

12:34:03 14-01-2017 | Arabic. News. Cn

بكين 14 يناير 2017 (شينخوا) مع بداية عام 2017 تكون ستة أعوام قد مضت على وقوع أحداث "الربيع العربي" في رقعة هامة من الأرض حباها الله بموقع جغرافي متميز وحضارات عريقة وثقافات متنوعة وموارد هائلة، رقعة شهدت منذ ديسمبر 2010 موجة اضطرابات امتدت من تونس إلى بلدان عربية أخري من بينها مصر واليمن وليبيا وسوريا ومعها تأثرت الأوضاع الاقتصادية وتنامى التصارع الدولي وتصاعد خطر الإرهاب.

ويوما بعد يوم رصد الخبراء الصينيون المتابعين لقضايا العالم العربي والشرق الأوسط ما تركته التحولات السياسية والتغيرات الاجتماعية والاقتصادية التي عاشتها المنطقة خلال تلك الفترة من تأثيرات وكيف استطاعت بعض بلدان المنطقة التغلب على الصعوبات والتحديات وعبور مراحلها الانتقالية إلى بر الأمان، وتحدثوا خلال مقابلات أجرتها معهم وكالة أنباء ((شينخوا)) مؤخرا عن رؤاهم وتطلعاتهم تجاه الوضع في المرحلة الجديدة.

-- مرحلة جديدة

وقد سلط شيويه تشينغ قوه عميد كلية الدراسات العربية بجامعة الدراسات الأجنبية ببكين الضوء على الأوضاع الاقتصادية تحديدا، حيث أشار إلى أن مصر بدأت عقب تحقيق استقرارها السياسي في اعتماد إجراءات إصلاح اقتصادي بما فيها تحرير سعر صرف الجنيه واتخاذ خطوات ملموسة لإقامة مشروعات قومية كبرى من بينها مشروع تنمية محور قناة السويس والعاصمة الإدارية الجديدة، منوها إلى أن البرنامج الاقتصادي الذي وضعته الحكومة المصرية مؤخرا من شأنه أن يعمل على معالجة أوجه الخلل التي يعاني منها الاقتصاد المصري وتهيئة مناخ جاذب للاستثمارات وتعزيز دور القطاع الخاص وتنشيط قطاع السياحة الحيوي الذي تمثل إراداته أهمية بالغة في توفير العملة الصعبة.

واتفق داي شياو تشي الأستاذ بكلية الدراسات العربية في جامعة الدراسات الدولية ببكين مع شيويه، قائلا إن عائدات مصر من السياحة والصادرات النفطية وقناة السويس وكذا تحويلات المصريين العاملين في الخارج ستلعب دورا بارزا في زيادة الدخل القومي المصري، حيث أشار إلى ارتفاع صافي الاحتياطي من النقد الأجنبي لمصر خلال ديسمبر الماضي ليبلغ 24.265 مليار دولار، وهو أعلى مستوى للاحتياطي منذ أغسطس 2011. وذكر داي أن حقول الغاز المكتشفة في المياه العميقة شمالي الأسكندرية من المتوقع أن تعزز الإنتاج المحلي المصري وتساعد على خفض الاستيراد من الخارج وتحقيق الاكتفاء الذاتي تدريجيا.

كما أشار شيويه إلى أن الهجمات الإرهابية التي وقعت في مصر ومن بينها تلك التي شهدتها سيناء لم تكن واسعة النطاق ولم تؤثر على الاستقرار السياسي والاجتماعي في البلاد، قائلا إن التحديات التي تواجهها مصر ومن بينها تحقيق الانتعاش الاقتصادي والقضاء على خطر الإرهاب يمكن التغلب عليها ولكنها تتطلب وقتا وصبرا وجهودا حثيثة وقدرات مضاعفة.

ومن ناحية أخرى، تحدث داي عن انطباعاته عقب زيارته الأخيرة لمصر في أكتوبر الماضي، قائلا إنه استشعر من خلال أحاديثه مع المصريين من مختلف المجالات حبهم للحياة الهادئة والمستقرة وسعيهم إلى خلق مستقل أفضل بسواعدهم ، متوقعا أن تشهد مصر في ضوء ما تذخر به من ثروة بشرية ومقومات عديدة مزيدا من النهضة والتقدم في عام 2017 في ظل الإنجازات التي تتحقق على الصعيد الدبلوماسي وخاصة تعميق التعاون المصري- الصيني في إطار مبادرة "الحزام والطريق" القائمة على المنفعة المتبادلة والفوز المشترك.

أما تونس "فتسير على الدرب الصحيح في تحقيق إصلاحاتها مع استقرار أوضاعها السياسية رغم بعض الانتكاسات التي واجهتها على طريق التقدم"،هكذا قال داي شياو تشي، لافتا إلى الدور الهام الذي لعبه الحوار الوطني في هذا الصدد. وأضاف بقوله "ومع أن هناك مخاوف من تأثر تونس أمنيا بالأوضاع في الجوار الليبي، إلا أن الاقتصاد التونسي من المتوقع أن يتجاوز الصعوبات من خلال الإجراءات التي اتخذت مؤخرا ومن بينها المصادقة على قانون الاستثمار الجديد في سبتمبر الماضي والذي من شأنه أن يخرج الاقتصاد التونسي من دوامة التباطؤ وكذا انعقاد المؤتمر الدولي للاستثمار (تونس 2020) في نوفمبر الماضي والذي يهدف إلى إعادة البلاد إلى خارطة الاستثمار وتوفير فرص عمل".

وفي سوريا، بدأت الأزمة تأخذ مسارا مختلفا حيث تشكلت قناعة بأن الحل في سوريا سياسي في ظل وجود توافق دولي على ضرورة إيجاد تسوية للأزمة التي تركت آثارا سلبية على المستويين الإقليمي والدولي، ويتوقع شيويه "أن يدخل الوضع في سوريا مرحلة جديدة بعد استعادة النظام السوري السيطرة على حلب بشكل كامل في أواخر العام الماضي وأن تتخلى الدول الأوروبية المتأثرة بقضية اللاجئين وكذا الولايات المتحدة عن فكرة إسقاط نظام الأسد تدريجيا".

-- مواقف الدول الكبرى

ورغم التحركات المتواصلة للقوتين العالميتين المتصارعتين طوال السنوات الست الماضية في المنطقة العربية، إلا أن داي شياو تشي أعرب عن اعتقاده بأن الولايات المتحدة ستقلل من نفوذها في الشرق الأوسط بعد تولي الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب مهام منصبه في 20 من يناير الجاري، ولكن هذا لا يعني انسحابها انسحابا كاملا من هذه المنطقة وخاصة أنها تتبع إستراتيجية ترتكز على القيام بكل ما في وسعها لحماية مصالحها في الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن "روسيا -التي أبدت في السابق حرصها على أن تكون حاضرة دوما في الشرق الأوسط - من المحتمل ألا تتدخل في المنطقة بقدر ما تدخلت فيها من قبل نظرا لنجاحها في الفترة الأخيرة في حماية مصالحها الأساسية هناك".

ومن جانبه، قال شيويه تشينغ قوه إن تقارب العلاقات بين تركيا وروسيا سيسهم في تغيير خارطة التصارع بين الدول الكبرى في المنطقة وخاصة بعد محاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت في تركيا في يوليو 2016 وتدهورت على إثرها علاقات أنقرة مع واشنطن مع اتهام الحكومة التركية الداعية فتح الله غولن بالوقوف وراء محاولة الإنقلاب ومطالبتها الجانب الأمريكي بتسليمه.

وأكد شيويه أن موقف تركيا المتمثل في التحالف مع روسيا والابتعاد عن الغرب يزيد من عوامل عدم اليقين في الشرق الأوسط ويجعل الوضع في هذا الإقليم أشد غموضا.

كما عرض تانغ جي تسان الخبير الصيني في قضايا الشرق الأوسط رؤاه وتوقعاته بشأن التطورات التي ستشهدها حالة التصارع بين الدول الكبرى مستقبلا، قائلا إنه رغم انتهاء معركة حلب السورية واستعادة النظام السوري المدينة بشكل كامل، سيتواصل الصراع بين الولايات المتحدة وروسيا في ضوء وجود مصالح عدة لهما في هذه المنطقة، بيد أن حدة الصراع بينهما قد تهدأ عقب تنصيب ترامب الذي من المرجح أن يسعى إلى تحسين العلاقات مع روسيا.

ووسط هذا التصارع، مازالت المنطقة تكافح خطر الإرهاب، حيث لفت شيويه إلى أن مكافحة الإرهاب عملية مريرة وطويلة بسبب قدرة الإرهابيين على التسلل إلى كل أرجاء العالم، ولهذا يلزم بذل جهود مشتركة للتصدي له عبر تكثيف التوعية بمخاطره ونشر الأفكار السليمة والتركيز على دفع عجلة النمو الاقتصادي للحد من انتشاره.

ألصق عنوان البريد الإلكتروني لصديقك في الفراغ اليمين لإرساله هذه المقالة العودة الى الأعلى
arabic.news.cn

((أهم الموضوعات الدولية)) خبراء صينيون: الاستقرار السياسي والإصلاح الاقتصادي عنوان المرحلة الجديدة في العالم العربي

新华社 | 2017-01-14 12:34:03

بكين 14 يناير 2017 (شينخوا) مع بداية عام 2017 تكون ستة أعوام قد مضت على وقوع أحداث "الربيع العربي" في رقعة هامة من الأرض حباها الله بموقع جغرافي متميز وحضارات عريقة وثقافات متنوعة وموارد هائلة، رقعة شهدت منذ ديسمبر 2010 موجة اضطرابات امتدت من تونس إلى بلدان عربية أخري من بينها مصر واليمن وليبيا وسوريا ومعها تأثرت الأوضاع الاقتصادية وتنامى التصارع الدولي وتصاعد خطر الإرهاب.

ويوما بعد يوم رصد الخبراء الصينيون المتابعين لقضايا العالم العربي والشرق الأوسط ما تركته التحولات السياسية والتغيرات الاجتماعية والاقتصادية التي عاشتها المنطقة خلال تلك الفترة من تأثيرات وكيف استطاعت بعض بلدان المنطقة التغلب على الصعوبات والتحديات وعبور مراحلها الانتقالية إلى بر الأمان، وتحدثوا خلال مقابلات أجرتها معهم وكالة أنباء ((شينخوا)) مؤخرا عن رؤاهم وتطلعاتهم تجاه الوضع في المرحلة الجديدة.

-- مرحلة جديدة

وقد سلط شيويه تشينغ قوه عميد كلية الدراسات العربية بجامعة الدراسات الأجنبية ببكين الضوء على الأوضاع الاقتصادية تحديدا، حيث أشار إلى أن مصر بدأت عقب تحقيق استقرارها السياسي في اعتماد إجراءات إصلاح اقتصادي بما فيها تحرير سعر صرف الجنيه واتخاذ خطوات ملموسة لإقامة مشروعات قومية كبرى من بينها مشروع تنمية محور قناة السويس والعاصمة الإدارية الجديدة، منوها إلى أن البرنامج الاقتصادي الذي وضعته الحكومة المصرية مؤخرا من شأنه أن يعمل على معالجة أوجه الخلل التي يعاني منها الاقتصاد المصري وتهيئة مناخ جاذب للاستثمارات وتعزيز دور القطاع الخاص وتنشيط قطاع السياحة الحيوي الذي تمثل إراداته أهمية بالغة في توفير العملة الصعبة.

واتفق داي شياو تشي الأستاذ بكلية الدراسات العربية في جامعة الدراسات الدولية ببكين مع شيويه، قائلا إن عائدات مصر من السياحة والصادرات النفطية وقناة السويس وكذا تحويلات المصريين العاملين في الخارج ستلعب دورا بارزا في زيادة الدخل القومي المصري، حيث أشار إلى ارتفاع صافي الاحتياطي من النقد الأجنبي لمصر خلال ديسمبر الماضي ليبلغ 24.265 مليار دولار، وهو أعلى مستوى للاحتياطي منذ أغسطس 2011. وذكر داي أن حقول الغاز المكتشفة في المياه العميقة شمالي الأسكندرية من المتوقع أن تعزز الإنتاج المحلي المصري وتساعد على خفض الاستيراد من الخارج وتحقيق الاكتفاء الذاتي تدريجيا.

كما أشار شيويه إلى أن الهجمات الإرهابية التي وقعت في مصر ومن بينها تلك التي شهدتها سيناء لم تكن واسعة النطاق ولم تؤثر على الاستقرار السياسي والاجتماعي في البلاد، قائلا إن التحديات التي تواجهها مصر ومن بينها تحقيق الانتعاش الاقتصادي والقضاء على خطر الإرهاب يمكن التغلب عليها ولكنها تتطلب وقتا وصبرا وجهودا حثيثة وقدرات مضاعفة.

ومن ناحية أخرى، تحدث داي عن انطباعاته عقب زيارته الأخيرة لمصر في أكتوبر الماضي، قائلا إنه استشعر من خلال أحاديثه مع المصريين من مختلف المجالات حبهم للحياة الهادئة والمستقرة وسعيهم إلى خلق مستقل أفضل بسواعدهم ، متوقعا أن تشهد مصر في ضوء ما تذخر به من ثروة بشرية ومقومات عديدة مزيدا من النهضة والتقدم في عام 2017 في ظل الإنجازات التي تتحقق على الصعيد الدبلوماسي وخاصة تعميق التعاون المصري- الصيني في إطار مبادرة "الحزام والطريق" القائمة على المنفعة المتبادلة والفوز المشترك.

أما تونس "فتسير على الدرب الصحيح في تحقيق إصلاحاتها مع استقرار أوضاعها السياسية رغم بعض الانتكاسات التي واجهتها على طريق التقدم"،هكذا قال داي شياو تشي، لافتا إلى الدور الهام الذي لعبه الحوار الوطني في هذا الصدد. وأضاف بقوله "ومع أن هناك مخاوف من تأثر تونس أمنيا بالأوضاع في الجوار الليبي، إلا أن الاقتصاد التونسي من المتوقع أن يتجاوز الصعوبات من خلال الإجراءات التي اتخذت مؤخرا ومن بينها المصادقة على قانون الاستثمار الجديد في سبتمبر الماضي والذي من شأنه أن يخرج الاقتصاد التونسي من دوامة التباطؤ وكذا انعقاد المؤتمر الدولي للاستثمار (تونس 2020) في نوفمبر الماضي والذي يهدف إلى إعادة البلاد إلى خارطة الاستثمار وتوفير فرص عمل".

وفي سوريا، بدأت الأزمة تأخذ مسارا مختلفا حيث تشكلت قناعة بأن الحل في سوريا سياسي في ظل وجود توافق دولي على ضرورة إيجاد تسوية للأزمة التي تركت آثارا سلبية على المستويين الإقليمي والدولي، ويتوقع شيويه "أن يدخل الوضع في سوريا مرحلة جديدة بعد استعادة النظام السوري السيطرة على حلب بشكل كامل في أواخر العام الماضي وأن تتخلى الدول الأوروبية المتأثرة بقضية اللاجئين وكذا الولايات المتحدة عن فكرة إسقاط نظام الأسد تدريجيا".

-- مواقف الدول الكبرى

ورغم التحركات المتواصلة للقوتين العالميتين المتصارعتين طوال السنوات الست الماضية في المنطقة العربية، إلا أن داي شياو تشي أعرب عن اعتقاده بأن الولايات المتحدة ستقلل من نفوذها في الشرق الأوسط بعد تولي الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب مهام منصبه في 20 من يناير الجاري، ولكن هذا لا يعني انسحابها انسحابا كاملا من هذه المنطقة وخاصة أنها تتبع إستراتيجية ترتكز على القيام بكل ما في وسعها لحماية مصالحها في الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن "روسيا -التي أبدت في السابق حرصها على أن تكون حاضرة دوما في الشرق الأوسط - من المحتمل ألا تتدخل في المنطقة بقدر ما تدخلت فيها من قبل نظرا لنجاحها في الفترة الأخيرة في حماية مصالحها الأساسية هناك".

ومن جانبه، قال شيويه تشينغ قوه إن تقارب العلاقات بين تركيا وروسيا سيسهم في تغيير خارطة التصارع بين الدول الكبرى في المنطقة وخاصة بعد محاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت في تركيا في يوليو 2016 وتدهورت على إثرها علاقات أنقرة مع واشنطن مع اتهام الحكومة التركية الداعية فتح الله غولن بالوقوف وراء محاولة الإنقلاب ومطالبتها الجانب الأمريكي بتسليمه.

وأكد شيويه أن موقف تركيا المتمثل في التحالف مع روسيا والابتعاد عن الغرب يزيد من عوامل عدم اليقين في الشرق الأوسط ويجعل الوضع في هذا الإقليم أشد غموضا.

كما عرض تانغ جي تسان الخبير الصيني في قضايا الشرق الأوسط رؤاه وتوقعاته بشأن التطورات التي ستشهدها حالة التصارع بين الدول الكبرى مستقبلا، قائلا إنه رغم انتهاء معركة حلب السورية واستعادة النظام السوري المدينة بشكل كامل، سيتواصل الصراع بين الولايات المتحدة وروسيا في ضوء وجود مصالح عدة لهما في هذه المنطقة، بيد أن حدة الصراع بينهما قد تهدأ عقب تنصيب ترامب الذي من المرجح أن يسعى إلى تحسين العلاقات مع روسيا.

ووسط هذا التصارع، مازالت المنطقة تكافح خطر الإرهاب، حيث لفت شيويه إلى أن مكافحة الإرهاب عملية مريرة وطويلة بسبب قدرة الإرهابيين على التسلل إلى كل أرجاء العالم، ولهذا يلزم بذل جهود مشتركة للتصدي له عبر تكثيف التوعية بمخاطره ونشر الأفكار السليمة والتركيز على دفع عجلة النمو الاقتصادي للحد من انتشاره.

الصور

010020070790000000000000011101421359819941