تحقيق إخبارى: الجرب يضرب مخيمات النازحين السوريين في جنوب وشرق لبنان

19:54:06 14-01-2017 | Arabic. News. Cn

جنوب وشرق لبنان 14 يناير 2017 (شينخوا) داخل خيمة نزوحهم البالية التي تتهادى مع رياح شهر يناير الباردة في سهل بلدة "المجيدية" في القطاع الشرقي من جنوب لبنان يجلس النازح السوري من ادلب سمير شحاذة بجانب 3 من اطفاله تتراوح اعمارهم بين 4 و 10 سنوات يجهد في اشعال موقد من الحطب لتأمين الدفء لهم.

يقول شحاذة لوكالة أنباء (شينخوا) إن "وباء الجرب ضربهم منذ اكثر من اسبوع ونحاول عزلهم وعدم اختلاطهم مع اشقائهم الآخرين لحمايتهم من عدوى هذا المرض الجلدي".

ويوضح ان اطباء عاينوا المصابين في المخيم بالجرب الذي بدأ بالانتشار فيه منذ اسابيع نتيجة الظروف السيئة التي يعيشها المخيم مع فصل الشتاء حيث الوحول الممزوجة بالنفايات ومياه الصرف الصحي تطوق الخيم والممرات المؤدية اليها، إضافة إلى عدم القدرة على الاستحمام دوريا لعدم توفر المياه الكافية.

والجرب هو من أقدم ما عرفه الإنسان من الأمراض الجلدية وتتسبب به طفيليات عثية تعيش داخل جحور في الطبقة العلوية للجلد وتؤدي إلى حكة شديدة وطفح جلدي.

والمناطق الأكثر عرضة لاحتمال انتشار الجرب هي حيث ظروف العيش المكتظة التي تعاني من قلة المياه أما العلاج فيقتضي قتل الطفيليات المسببة للمرض بواسطة دهانات موضعية مع عزل المصاب وعدم مشاركته في استخدام الأغطية والمقتنيات الشخصية.

ويشير رئيس "مؤسسة عامل" الدكتور كامل مهنا إلى أن العديد من الأمراض الجلدية وخاصة الجرب منتشرة لدى نسبة كبيرة من النازحين بحسب عيادات المؤسسة النقالة الناشطة في تجمعات النازحين ومخيماتهم .

ويوضح أن نسبة كبيرة من النازحين ومعظمهم من الأطفال الذين تتراوح اعمارهم ما بين عام واحد و15 عاما، اضافة إلى آخرين من اعمار مختلفة اصيبوا بمرض الجرب وأنه في مخيم سهل بلدة "مرجعيون" في الجنوب الذي يقطنه حوالي 1500 نازح سجلت الطواقم الطبية أكثر من 100 حالة خلال اسبوع.

ويلفت إلى أن النازحين لا يبلغون عن كل الحالات وخصوصا من يظنون بامكانية الشفاء من دون طبيب عبر استخدام علاجات من الأعشاب أو زيت الزيتون، مشيرا إلى أن هؤلاء يساهمون في تفشي المرض.

ويحكي النازح من الدب جمال الجارودي أن بقعا حمراء متعددة ظهرت على جسد طفله سليم (سنتان) يرافقها حكة شديدة وأن عيادة نقالة تابعة لجمعية اطباء بلا حدود عاينته وقدمت له العلاج في مخيم نزوحه في محيط بلدة "بر الياس" البقاعية.

ويشير إلى أن "العشرات من الأطفال في المخيم اصيبوا بالجرب وأن المرض انتشر بسرعة ونأمل في أن تتمكن الفرق الطبية من السيطرة عليه".

أما احسان العويناتي النازح من ريف حلب إلى مخيم بلدة "جب جنين" في البقاع الأوسط بشرق البلاد فقد أصاب الجرب 3 من أطفاله ويقول إنه نقلهم إلى مستشفى خاص لمعاينتهم غير آبه بالتكلفة بسبب " ما اصاب اجسادهم النحيلة من بقع حمراء بدا بعضها ملتهبا وتسببت لهم بأوجاع وحكاك على مدار الساعة".

وفي مخيم سهل بلدة "بلاط" حيث تقوم عيادة نقالة تابعة لجمعية "الصليب الأحمر اللبناني" بمعاينة مصابي الجرب تقول نايلة ابو حمد العاملة في طاقم العيادة " نطوف على مخيمات النازحين لتقديم المعاينة والعلاج من الأمراض الجليدية التي باتت في انتشار سريع في محاولة لمحاصرة هذا الوباء قبل استفحاله".

وتضيف إن " نسبة المصابين بالجرب وفق التقديرات الأولية تتراوح بين 10 و 18 في المائة في تجمعات النازحين ".

وتشرح أن "حملتنا مستمرة وهناك تجاوب مقبول من النازحين مما يساعدنا في القضاء على هذا الوباء وهو الأمر الذي يلزمه فترة شهرين تقريبا".

وتوضح انه "لا يوجد حتى الان احصاء رسمي حول عدد المصابين علما انه يتم تسجيل اسماء المصابين الذين نقدم اليهم الدواء مجانا، اضافة الى النصائح والتوجيهات التي تحد من دائرة انتشار المرض ".

من جهة ثانية وفي اطار اجراءات الوقاية من العدوى منعت ادارات المدارس الطلاب المصابين بالجرب من الحضور حتى شفائهم بشكل تام ويقول المفتش التربوي سمير عليمي ل((شينحوا)) إنه "تم ابلاغ كافة المدارس بضرورة الكشف على الطلاب من قبل اطباء الأقضية او "جمعية الصليب الأحمر".

ويشير إلى أن "نسبة 4 إلى 8 في المائة من طلاب عشرات المدارس البقاعية التي تستقبل طلاب نازحين قد اصيبوا بالجرب وان الوضع الوقائي في المدارس يعتبر تحت السيطرة".

أما على صعيد اجراءات العلاج فتقول النازحة من ريف حلب شيماء القادري "خيمنا ضيقة ونضطر إلى عزل جانب منها بمساحة متر ونصف إلى مترين، لابنائنا المصابين بالجرب".

وتضيف "هذا العزل الذي طلبته الطواقم الطبية لعدم انتشار المرض يبقى غير فعال لكننا نواجه المرض بما تيسر في ظل عدم القدرة على تأمين المياه والدفء اللازم لمواجهة مثل هذه الحالة التي ضربتنا لتزيد من صعوبة وقساوة ظروف معيشتنا في نزوحنا الظالم".

يذكر أن لبنان يستضيف أكثر من مليون ونصف مليون نازح سوري بينهم 60 في المائة من الأطفال، بحسب إحصائيات الأمم المتحدة التي تعجز والسلطات اللبنانية عن تأمين متطلباتهم على كافة المستويات بسبب نقص التمويل.

ألصق عنوان البريد الإلكتروني لصديقك في الفراغ اليمين لإرساله هذه المقالة العودة الى الأعلى
arabic.news.cn

تحقيق إخبارى: الجرب يضرب مخيمات النازحين السوريين في جنوب وشرق لبنان

新华社 | 2017-01-14 19:54:06

جنوب وشرق لبنان 14 يناير 2017 (شينخوا) داخل خيمة نزوحهم البالية التي تتهادى مع رياح شهر يناير الباردة في سهل بلدة "المجيدية" في القطاع الشرقي من جنوب لبنان يجلس النازح السوري من ادلب سمير شحاذة بجانب 3 من اطفاله تتراوح اعمارهم بين 4 و 10 سنوات يجهد في اشعال موقد من الحطب لتأمين الدفء لهم.

يقول شحاذة لوكالة أنباء (شينخوا) إن "وباء الجرب ضربهم منذ اكثر من اسبوع ونحاول عزلهم وعدم اختلاطهم مع اشقائهم الآخرين لحمايتهم من عدوى هذا المرض الجلدي".

ويوضح ان اطباء عاينوا المصابين في المخيم بالجرب الذي بدأ بالانتشار فيه منذ اسابيع نتيجة الظروف السيئة التي يعيشها المخيم مع فصل الشتاء حيث الوحول الممزوجة بالنفايات ومياه الصرف الصحي تطوق الخيم والممرات المؤدية اليها، إضافة إلى عدم القدرة على الاستحمام دوريا لعدم توفر المياه الكافية.

والجرب هو من أقدم ما عرفه الإنسان من الأمراض الجلدية وتتسبب به طفيليات عثية تعيش داخل جحور في الطبقة العلوية للجلد وتؤدي إلى حكة شديدة وطفح جلدي.

والمناطق الأكثر عرضة لاحتمال انتشار الجرب هي حيث ظروف العيش المكتظة التي تعاني من قلة المياه أما العلاج فيقتضي قتل الطفيليات المسببة للمرض بواسطة دهانات موضعية مع عزل المصاب وعدم مشاركته في استخدام الأغطية والمقتنيات الشخصية.

ويشير رئيس "مؤسسة عامل" الدكتور كامل مهنا إلى أن العديد من الأمراض الجلدية وخاصة الجرب منتشرة لدى نسبة كبيرة من النازحين بحسب عيادات المؤسسة النقالة الناشطة في تجمعات النازحين ومخيماتهم .

ويوضح أن نسبة كبيرة من النازحين ومعظمهم من الأطفال الذين تتراوح اعمارهم ما بين عام واحد و15 عاما، اضافة إلى آخرين من اعمار مختلفة اصيبوا بمرض الجرب وأنه في مخيم سهل بلدة "مرجعيون" في الجنوب الذي يقطنه حوالي 1500 نازح سجلت الطواقم الطبية أكثر من 100 حالة خلال اسبوع.

ويلفت إلى أن النازحين لا يبلغون عن كل الحالات وخصوصا من يظنون بامكانية الشفاء من دون طبيب عبر استخدام علاجات من الأعشاب أو زيت الزيتون، مشيرا إلى أن هؤلاء يساهمون في تفشي المرض.

ويحكي النازح من الدب جمال الجارودي أن بقعا حمراء متعددة ظهرت على جسد طفله سليم (سنتان) يرافقها حكة شديدة وأن عيادة نقالة تابعة لجمعية اطباء بلا حدود عاينته وقدمت له العلاج في مخيم نزوحه في محيط بلدة "بر الياس" البقاعية.

ويشير إلى أن "العشرات من الأطفال في المخيم اصيبوا بالجرب وأن المرض انتشر بسرعة ونأمل في أن تتمكن الفرق الطبية من السيطرة عليه".

أما احسان العويناتي النازح من ريف حلب إلى مخيم بلدة "جب جنين" في البقاع الأوسط بشرق البلاد فقد أصاب الجرب 3 من أطفاله ويقول إنه نقلهم إلى مستشفى خاص لمعاينتهم غير آبه بالتكلفة بسبب " ما اصاب اجسادهم النحيلة من بقع حمراء بدا بعضها ملتهبا وتسببت لهم بأوجاع وحكاك على مدار الساعة".

وفي مخيم سهل بلدة "بلاط" حيث تقوم عيادة نقالة تابعة لجمعية "الصليب الأحمر اللبناني" بمعاينة مصابي الجرب تقول نايلة ابو حمد العاملة في طاقم العيادة " نطوف على مخيمات النازحين لتقديم المعاينة والعلاج من الأمراض الجليدية التي باتت في انتشار سريع في محاولة لمحاصرة هذا الوباء قبل استفحاله".

وتضيف إن " نسبة المصابين بالجرب وفق التقديرات الأولية تتراوح بين 10 و 18 في المائة في تجمعات النازحين ".

وتشرح أن "حملتنا مستمرة وهناك تجاوب مقبول من النازحين مما يساعدنا في القضاء على هذا الوباء وهو الأمر الذي يلزمه فترة شهرين تقريبا".

وتوضح انه "لا يوجد حتى الان احصاء رسمي حول عدد المصابين علما انه يتم تسجيل اسماء المصابين الذين نقدم اليهم الدواء مجانا، اضافة الى النصائح والتوجيهات التي تحد من دائرة انتشار المرض ".

من جهة ثانية وفي اطار اجراءات الوقاية من العدوى منعت ادارات المدارس الطلاب المصابين بالجرب من الحضور حتى شفائهم بشكل تام ويقول المفتش التربوي سمير عليمي ل((شينحوا)) إنه "تم ابلاغ كافة المدارس بضرورة الكشف على الطلاب من قبل اطباء الأقضية او "جمعية الصليب الأحمر".

ويشير إلى أن "نسبة 4 إلى 8 في المائة من طلاب عشرات المدارس البقاعية التي تستقبل طلاب نازحين قد اصيبوا بالجرب وان الوضع الوقائي في المدارس يعتبر تحت السيطرة".

أما على صعيد اجراءات العلاج فتقول النازحة من ريف حلب شيماء القادري "خيمنا ضيقة ونضطر إلى عزل جانب منها بمساحة متر ونصف إلى مترين، لابنائنا المصابين بالجرب".

وتضيف "هذا العزل الذي طلبته الطواقم الطبية لعدم انتشار المرض يبقى غير فعال لكننا نواجه المرض بما تيسر في ظل عدم القدرة على تأمين المياه والدفء اللازم لمواجهة مثل هذه الحالة التي ضربتنا لتزيد من صعوبة وقساوة ظروف معيشتنا في نزوحنا الظالم".

يذكر أن لبنان يستضيف أكثر من مليون ونصف مليون نازح سوري بينهم 60 في المائة من الأطفال، بحسب إحصائيات الأمم المتحدة التي تعجز والسلطات اللبنانية عن تأمين متطلباتهم على كافة المستويات بسبب نقص التمويل.

الصور

010020070790000000000000011100001359825411