بكين 14 يناير 2017 (شينخوا) كيف سيكون مستقبل الاقتصاد العالمي اذا انهار نمو الصين؟ انه سيناريو توقعه الكثير من المتشائمين بشأن نمو الصين.
ومع إشارة الارقام رسمية وكذا الصادرة عن القطاع الخاص هذا الشهر إلى ان الاقتصاد الصيني أقوى، سيحبط هؤلاء المتشائمون مجددا.
ومع ذلك، لا يصب سيناريو "انهيار الصين" فى مصلحة أحد نظرا لثقل اقتصاد البلاد.
منذ حدوث الازمة المالية العالمية، ظلت الصين محرك النمو الاقتصادي العالمي والتعافي التجاري وكذا المساعد فى استقرار وضع النمو والتعافي التجاري.
وأظهرت بيانات صندوق النقد الدولي ان الصين أسهمت بأكثر من ربع النمو العالمي كل عام خلال الفترة من 2009 الى 2015.
ورغم حدوث تباطؤ مخطط له، فان اسهام الصين فى النمو العالمي في 2016 احتل الصدارة مجددا بين جميع الدول الاخرى، بل انه تجاوز اسهامات الاقتصادات المتقدمة مجتمعة.
وتوقع الصندوق ان تصل نسبة نمو الصين إلى 6.6 بالمئة والنمو العالمي إلى 3.1 بالمئة في 2016.
وبالاخذ في الاعتبار مشاركة الصين في الاقتصاد العالمي بنسبة 17.3 بالمئة في 2015، سيكون اسهام البلاد نحو 1.1 نقطة مئوية -- أكثر من ثلث -- من النمو الاقتصادي العالمي في 2016.
الا ان نمو الصين العام الماضي سجل نسبة نمو بلغت 6.7 بالمئة وهي النسبة نفسها في الارباع الثلاثة الاولى من 2016 لتتخطى توقعات صندوق النقد الدولي. وبتحقيق هذه النسبة، ستمثل الصين 1.2 نقطة مئوية من النمو العالمي.
وفي الوقت ذاته، سيكون اسهام الولايات المتحدة نحو 0.3 نقطة مئوية فقط واسهام العالم المتقدم اجمع 0.8 نقطة مئوية فقط.
ومستشهدا ببيانات البنك الدولي، قال المكتب الوطني للاحصاءات في مقال امس الجمعة ان اسهام الصين فى النمو العالمي في 2016 سيكون الثلث تقريبا، أيضا الاكبر بين جميع الدول.
وفي مواجهة ضغوط ضعف التعافي العالمي وصعود سياسة الحماية التجارية وتراكم الديون المحلية والقدرات الزائدة، هل سينهار النمو الصيني إلى رقم أحادي منخفض أو حتى إلى نمو سلبي؟
رد الخبير الاقتصادي الامريكي ستيفن روتش بالنفي على هذا السؤال.
وقال "تتمتع الصين باستراتيجية ووسائل والتزامات لتحقيق تحول هيكلي دراماتيكي الى مجتمع استهلاكي يعتمد على الخدمات مع تجنب التقلبات الدورية المحبطة.
وتوقع ملياردير امريكي يعمل في مجال الاستثمار العام الماضي انه "لا يمكن تجنب حدوث هبوط صعب عمليا". وتوقع بنك اجنبي تراجع نمو اجمالي الناتج المحلي الصيني إلى 3 بالمئة، فيما توقع مركز أبحاث انهيار الاقتصاد الصيني. وتجلى بوضوح ان كل تلك التوقعات خاطئة.
ولكن ماذا لو كان المتشائمون على حق؟ بدون نمو الصين في 2016، ما الذى كان سيحدث للاقتصاد العالمي؟
على الفور، سيتلاشى اكثر من ثلث النمو العالمي وسيتراجع توقع صندوق النقد الدولي لنمو 2016 من 3.1 الى 1.9 بالمئة، أقل حتى من النسبة المتوقعة حالة حدوث ركود عالمي.
ولن يتوقف الضرر عند هذا الحد، فمنذ فتح ابواب اقتصادها، اصبحت الصين في علاقة مترابطة بشكل وثيق مع بقية دول العالم في قطاعي التجارة والاستثمار.
وفي تقريره لشهر اكتوبر حول التوقعات الاقتصادية العالمية، توقع صندوق النقد الدولي ان يضيف التأثير العالمي لتباطؤ الصين الى التأثيرات المباشرة، ما قال عنه المحللون انه قد يتسبب في زيادة تراجع النمو العالمي ليبلغ 1.6 بالمئة وهو معدل نادرا ما شاهدناه فى العقود الاخيرة وكابوس للعديد من البلدان.
وسيواجه الاقتصاد العالمي ما بعد الازمة بدون نمو الصين مشكلات فادحة، لذلك على المتشائمين بشأن نمو الصين توخي الدقة عند اصدار توقعات بشأن البلاد، بحسب روتش.
ونظرا لحجمه وسرعته، فالاقتصاد الصيني مهم للغاية بدرجة لا يمكن تجاهلها.
وتهدف البلاد إلى تحقيق النمو السنوي بأكثر من 6.5 بالمئة ودفع الاقتصاد في طريق الجودة والاستدامة خلال الفترة من 2016 الى 2020، ويمكن للعالم الاعتماد على الصين للمساعدة في استدامة التعافي والنمو العالميين.