بيروت 17 يناير 2017 (شينخوا) دعا الرئيس اللبناني العماد ميشال عون اليوم (الثلاثاء) المجتمع الدولي الى ايجاد حلول لمشاكل منطقة الشرق الأوسط "لا تقوم على القوة بل على العدالة التي ترفع الظلم وتعطي الحقوق لأصحابها".

وقال الرئيس عون في كلمة ألقاها عون خلال استقباله ممثلي البعثات الدبلوماسية المعتمدة في لبنان لتهنئته بالسنة الجديدة "إذا أردتم السلام فعليكم أن تطفئوا النار في مصادر اشتعالها فالنار لا تنطفئ بنفسها طالما هناك حطب يوقد لها".

ورأى أن "السياسات الدولية هي التي أوصلت الوضع في منطقة الشرق الأوسط إلى ما هو عليه وأن اطفاء الحرائق صار حاجة عملية ومصلحة في آن لأن النيران بدأت تحرق أصابع من صنعها".

وشدد على ان "المسار الصحيح يرسم عبر إرادة دولية راغبة حقا بإنقاذ العالم من الإرهاب وإرساء السلام."

وانتقد مشروع ما سمي "الفوضى الخلاقة" في المنطقة مشيرا الى ان الحروب الداخلية اشتعلت في الدول العربية وسمي ذلك بـ"الربيع العربي".

وتساءل "ما أنتجته تلك الفوضى الخلاقة غير الحقد والكراهية والآلام والضحايا".

واعتبر أن "الدول التي تتجاهل حقوق الإنسان ولا تتذكرها إلا وفق مصالحها ، تسمي إرهابا كل ما يمس بأمنها وتسمي ثورة كل الإرهاب الذي يخدم مصالحها".

وأشار الى أن "لبنان من أوائل الدول التي ضربها الإرهاب والتي تصدت له ولا يزال حتى اليوم في خطوط المواجهة الأمامية ويتلقى النتائج والتبعات".

وشدد على أهمية "التعاون الأمني والمخابراتي لمكافحة الإرهاب الذي يتغذى من الأزمات المندلعة شرقا وغربا وينتشر ويتمدد بالفكر الظلامي التكفيري الرافض للآخر وينتعش بالدعم المالي واللوجستي والعسكري الذي يقدم له".

وحول القضية الفلسطينية أشار الى أن "فلسطين قسمت بقرار دولي من الأمم المتحدة يحمل الرقم 181 الى قسم لليهود وآخر للعرب ولكن الإسرائيليين طمعوا بالجزء العربي فطردوا الفلسطينيين منه بعد حرب تطهير عرقي".

وأضاف أن "قرارات الأمم المتحدة بشأن فلسطين لم تنفذ" مطالبا "المؤسسات الدولية أن تأخذ قرارا يلزم إسرائيل بإعادة الأرض المتفق عليها للفلسطينيين والاعتراف بهويتهم".

واتهم عون اسرائيل بأنها "تستغل انشغال العالم بأزمات المنطقة وفشل جهود السلام من أجل التمادي في سلب حقوق الفلسطينيين والاستمرار في التعدي على سيادة جيرانها وفرض أمر واقع لن يمكن العودة عنه في المستقبل".

واشار الى ان المجتمع اللبناني القائم على التعددية يجب أن يكون مثالا تعايشيا حيا لأن مستقبل العالم هو في المجتمعات التعددية بعدما سقطت الأحادية سواء كانت سياسية أو عرقية أو دينية".

وأكد أن برنامجه في الحكم هو "تأمين الاستقرار الأمني والسياسي والاقتصادي والاجتماعي والمالي وحماية سيادة الدولة وصيانة الوحدة الوطنية ومنع استجرار الفتن الى ساحتنا الداخلية واعادة لبنان الى دوره الايجابي في الساحة الدولية."

وشدد على أن من أولوياته "تنظيم انتخابات نيابية وفق قانون جديد يؤمن التمثيل الصحيح لكافة شرائح المجتمع اللبناني ما يوفر الاستقرار السياسي" مبديا تأييده لقانون يقوم على النسبية.

ولفت الى "تفاقم المشاكل الاقتصادية في لبنان في ظل أزمات دولية واضطرابات إقليمية أدت إلى زيادة الحرمان وتوسع الفقر لدى شرائح كبيرة من المجتمع اللبناني" مشيرا الى ماتعانيه بلاده من "تداعيات الأزمة السورية وأبرزها النزوح السوري الكثيف إلى لبنان."

وطالب "المجتمع الدولي بأن يعترف بخصوصية لبنان ويرفض أي فكرة لاندماج النازحين السوريين فيه ومساعدتهم في عودتهم الآمنة إلى بلدهم".

ورحب عون ب"كل مبادرة من شأنها أن تؤدي إلى حل سلمي سياسي للأزمة في سوريا" متمنيا أن "تأتي جميع المبادرات في سياق واحد، فتنسجم في ما بينها وتصبح بالتالي كفيلة بإرساء قواعد حل طويل الأمد للصراع في سوريا."

يذكر ان لبنان يستضيف قرابة 500 ألف لاجيء فلسطيني وأكثر من مليون ونصف مليون نازح سوري تعجز السلطات عن تأمين متطلباتهم على كافة المستويات بسبب نقص التمويل.

مبعوث الأمم المتحدة لمنطقة الشرق الأوسط "قلق" إزاء نقص الكهرباء في غزة

تقرير إخباري: مع وداع عام 2016 .. السلام ما يزال بعيد المنال في الشرق الأوسط