القاهرة 18 يناير2017 (شينخوا) افتتح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم (الأربعاء)، متحف الفن الإسلامي بالقاهرة، بعد ثلاث سنوات من غلقه للترميم، إثر تعرضه للتدمير الجزئي بعد هجوم إرهابي.
وقام السيسي بجولة تفقدية داخل المتحف، يرافقه رئيس الوزراء شريف إسماعيل ووزيرا الداخلية اللواء مجدي عبد الغفار، والآثار الدكتور خالد العناني، وعدد من كبار رجال الدولة وممثلي الدول والهيئات التي شاركت في أعمال ترميم المتحف.
واعتبر وزير الآثار خالد العناني، إعادة افتتاح المتحف الإسلامي " قصة انتصار جديدة للدولة المصرية على الإرهاب الغاشم الذي حاول النيل من عظمة الحضارة المصرية العريقة".
وقال العناني، خلال كلمته في افتتاح المتحف، إن " الإرهاب تعرض بشكل مباشر لمتحفين، هما متحف ملوي (الذي تعرض للاقتحام والسرقة في) يوم 14 أغسطس 2013، وتم افتتاحه في يوم 22 سبتمبر الماضي، والمتحف الإسلامي يوم 24 يناير 2014 عندما انفجرت سيارة مفخخة أمام مديرية أمن القاهرة (المجاورة للمتحف) فهشمت واجهة المتحف و179 قطعة أثرية".
وأشار إلى أن المتحف الإسلامي يعد " أكبر متحف فنون إسلامية في العالم حيث يضم حوالي مائة ألف قطعة أثرية".
وأكد أن هذا المتحف " يعد المرجعية الأساسية للفن الإسلامي في العالم"لاسيما أنه يضم قطع أثرية متنوعة من الفنون الإسلامية من الهند والصين وإيران مرورا بفنون الجزيرة العربية والشام ومصر وشمال أفريقيا والأندلس.
ونوه بأن المتحف شهد عمليات تطوير وترميم عدة مرات منذ افتتاحه في عام 1903، أشهرها كان في عام 1983، في حين كان التطوير الأكبر والأهم في عام 2010.
وأوضح أنه لولا الدعامات الحديدية التي تم وضعها لكان المتحف تعرض لأذى أكبر بكثير في تفجير يناير 2014.
واستغرقت عملية الترميم التي جرت للمتحف في 1983 عاما واحدا، وفي عام 2003 أتضح أن المتحف بحاجة لتطوير أكبر بسبب تكدس الاثار فتم غلقه سبع سنوات لحين انتهاء أعمال التطوير، وتم افتتاحه فى أكتوبر 2010 .
ولفت العناني إلى أن الكثير من الدول الصديقة شاركت في أعمال تطوير المتحف الإسلامي، على رأسها الإمارات التي قدمت منحة قدرها 50 مليون جنيه، ومركز البحوث الأمريكي بالقاهرة الذي قدم بالتعاون مع الحكومة السويسرية مبلغا ماليا للمساهمة في تأهيل واجهة المتحف.
وأوضح أن منظمة اليونسكو قدمت هى الأخرى منحة بقيمة 100 ألف دولار لترميم المتحف.
وقررت وزارة الآثار فتح متحف الفن الاسلامي للجمهور المصري والعربي والأجنبي بالمجان ابتداء من بعد غد "الجمعة" وحتى يوم السبت الموافق 28 يناير الجاري، وذلك بمناسبة إعادة افتتاحه.
ومن المقرر أن تنظم الوزارة مساء يوم غد " الخميس" احتفالية كبرى بمناسبة إعادة افتتاح المتحف، تبدأ بجولة إرشادية باللغتين العربية والإنجليزية داخل المتحف للتعرف علي أعمال ترميمه يعقبها حفلا موسيقيا بالبهو الأمامي للمتحف.
وقام بترميم المتحف فريق من المرممين المصريين على أعلى مستوى من الخبرة والمهنية، حيث نجحوا فى ترميم 160 من إجمالي 179 قطعة تضررت من الانفجار.
وقال الدكتور أحمد الشوكى المشرف العام على المتحف، إن فكرة المتحف تقوم على نشر الفنون الإسلامية والتقارب بين الحضارات والفهم الجيد لإسهامات الحضارة الإسلامية، مشيرا إلى أن مدخل المتحف مفاجأة لكل الزوار ، حيث يضم لوحتين الأولى على الجانب الأيمن وبها المعلومات عن عالمية الحضارة الإسلامية، واللوحة الثانية على الجانب الأيسر وتشمل شكل المتحف منذ عام 1881 وحتى الآن.
وأوضح أن المدخل يتصدره مصحف كبير، ومشكاة، وأقدم مفتاح للكعبة المشرفة، وإناء قاجارى " فارسي" ، وباب خشبي صنعه يهودا أصلان لمسجد السيدة زينب ما يؤكد مساهمة غير المسلمين فى الحضارة الإسلامية.
وأضاف إن المتحف سيضم لأول مرة مقتنيات من أسرة محمد على، وقاعة للأطفال، وأخرى للحياة اليومية، وثالثة مخصصة لأعمال ترميم التحف التي تعرضت للتلف أثناء التفجير الإرهابي الذى وقع فى ٢٠١٤.
وتم وضع حجر الأساس للمتحف في عام 1899، وانتهي البناء عام 1902 ليكون ثاني مبنى شيد بالخرسانة المسلحة بعد المتحف المصري، وافتتحه الخديوي عباس حلمي الثاني في 28 ديسمبر 1903.