جنيف 19 يناير 2017 (شينخوا) دعا الرئيس الصيني شي جين بينغ يوم الأربعاء إلى بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية وتحقيق تنمية تشاركية ومربحة للجميع في ظل التحديات والمخاطر المتنامية.
ولدى توضيح رؤيته لمستقبل البشرية في خطاب رئيسي بمقر الأمم المتحدة في جنيف، دافع رئيس ثاني أكبر اقتصاد في العالم عن عالم يتمتع بالسلام الدائم، والأمن المشترك للجميع، والازدهار المشترك، بالإضافة إلى عالم منفتح وشامل وعالم نظيف وجميل.
وسلط الرئيس الضوء على مبدأ المساواة في إقامة نظام دولي عادل ونزيه، قائلا إنه في عصر جديد، يتعين على المجتمع الدولي التمسك بالمساواة في السيادة والعمل من أجل تحقيق المساواة في الحقوق والفرص والقواعد لجميع الدول.
وأضاف الرئيس" يتعين علينا دفع الديمقراطية في العلاقات الدولية ورفض الهيمنة من جانب دولة أو عدد من الدول. ويتعين على كافة الدول بشكل مشترك أن ترسم مستقبل العالم، وتكتب اللوائح الدولية، وتدير الشؤون العالمية، وتضمن تقاسم ثمار التنمية من قبل الجميع".
-- مستقبل مشترك
وفي خطابه الذي ألقاه بقصر الأمم، حدد شي قائمة من الأولويات مثل الشراكة والأمن والنمو والتبادلات بين الحضارات والنظام البيئي في بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية.
وقال "يتعين علينا أن نظل ملتزمين ببناء عالم ينعم بالسلام الدائم من خلال الحوار والتشاور"، داعيا الدول إلى تعزيز شراكات بناء على الحوار وعدم المواجهة وبعيدا عن التحالفات.
وأضاف الرئيس أن "الأسلحة النووية، سيف ديموقليس المسلط على رقاب البشرية، يجب أن تحظر تماما وتدمر كليا مع الوقت من أجل إقامة عالم خال من السلاح النووي".
وحث المجتمع الدولي على بناء عالم للأمن المشترك للجميع من خلال القيام بجهود مشتركة، قائلا إنه يتعين على جميع الدول أن تسعى إلى الأمن المشترك والشامل والتعاوني والمستدام.
وأعلن أن الصين قررت توفير مساعدة إنسانية إضافية بقيمة 200 مليون يوان )حوالي 29 مليون دولار أمريكي( للاجئين والنازحين في سوريا.
وفي رؤيته لبناء عالم للازدهار المشترك من خلال التعاون المربح للجميع، دافع شي عن بناء اقتصاد عالمي منفتح وحذر من الحمائية.
وقال "لن يستفيد أي أحد من الحمائية التجارية والانعزال الذاتي"، وتابع "يتعين علينا تعزيز التنسيق وتحسين الحوكمة من أجل ضمان النمو السليم للعولمة الاقتصادية وجعلها منفتحة وشاملة ومتوازنة ومفيدة للجميع".
واقترح شي أيضا على المجتمع الدولي أن يبني عالما منفتحا وشاملا من خلال التبادلات والتعلم المتبادل وجعل العالم نظيفا وجميلا من خلال السعي إلى التنمية الخضراء ومنخفضة الكربون.
وقال الرئيس "يتعين علينا أن نتبع طريقة خضراء ومنخفضة الكربون ودائرية ومستدامة للحياة والإنتاج، ودفع أجندة 2030 للتنمية المستدامة بطريقة متوازنة، واستكشاف نمط سليم للتنمية يضمن النمو وحياة أفضل وبيئة جيدة".
-- التزام صيني
وفي خطابه، تعهد الرئيس شي بأن الصين ستظل ثابتة على التزامها إزاء دعم السلام العالمي.
وقال شى "لآلاف عديدة من السنوات ظل السلام يسري فى دمنا نحن الصينيين وهو جزء من حمضنا النووى".
واقتبس عن كونفوشيوس حكيم الصين القديم الأكبر قوله"لا تفعل للآخرين ما لا تريد للآخرين أن يفعلوه لك".
وأشار إلى أن الصين نمت من دولة فقيرة وضعيفة إلى ثانى أكبر اقتصاد فى العالم ليس بالتوسع العسكرى أو النهب الاستعمارى، بل بالعمل الشاق لأفراد شعبها وجهودهم لدعم السلام.
وتعهد بأن "الصين لن تتهاون فى مسعاها وراء التنمية السلمية. ومهما كانت قوة نمو اقتصادها، فإن الصين لن تسعى أبدا للهيمنة والتوسع ومجال النفوذ. إن التاريخ قد برهن على هذا وسيظل يفعل ذلك".
وتعهد الزعيم الصينى بأن الصين ستظل ثابتة على التزامها بالسعي وراء التنمية المشتركة.
وقال "إن تنمية الصين كانت ممكنة بسبب العالم، وقد أسهمت الصين في تنمية العالم. وسوف نواصل إتباع إستراتيجية الانفتاح المربحة للجميع، ونتقاسم فرصنا التنموية مع الدول الأخرى، ونرحب بالتحاقها بالقطار السريع لتنمية الصين".
ووفقا لشى فإن الصين قد قدمت للدول الأجنبية أكثر من 400 مليار يوان )نحو 58.4 مليار دولار أمريكى( من المساعدات ما بين عامي 1950 و2016 وأسهمت منذ بداية الأزمة المالية العالمية بأكثر من 30 بالمائة من النمو العالمي كل عام في المتوسط.
وتابع أن الصين في السنوات الخمس المقبلة سوف تستورد بما قيمته 8 تريليونات دولار أمريكى من السلع وتجذب 600 مليار دولار من الاستثمار الخارجى وتقدم 750 مليار دولار للاستثمار في الخارج. وأضاف أن السائحين الصينيين سيقومون بـ700 مليون رحلة في الخارج.
وقال فى خطابه إن "الصين ستظل ثابتة على التزامها بتعزيز الشراكات".
وأوضح أن الصين تتبع سياسة خارجية مستقلة للسلام وأنها مستعدة لتعزيز الصداقة والتعاون مع كل الدول الأخرى على أساس المبادئ الخمسة للتعايش السلمي.
وتابع أن الصين شكلت شراكات بمختلف الأشكال مع أكثر من 90 دولة ومنظمة إقليمية وسوف تبنى دائرة من الأصدقاء عبر العالم.
وقال الرئيس الصيني إن الصين ستكافح من أجل بناء نموذج جديد من علاقات الدول الكبرى مع الولايات المتحدة، وشراكة إستراتيجية شاملة للتنسيق مع روسيا، وشراكة من أجل السلام والنمو والإصلاح وبين الحضارات مع أوروبا، وشراكة للوحدة والتعاون مع دول مجموعة بريكس.
وأكد أن الصين ستظل ثابتة على تمسكها أيضا بالتعددية.
ورحب بالتعددية باعتبارها طريقة فعالة لصون السلام وتعزيز التنمية، قائلا إنه على مدى عقود قدمت الأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى إسهاما معترفا به عالميا للحفاظ على السلام العالمي وتعزيز التنمية.
وأضاف أن الصين ستدعم بقوة النظام الدولي وفى قلبه الأمم المتحدة والقواعد الأساسية الحاكمة للعلاقات الدولية الواردة في مقاصد ميثاق الأمم المتحدة ومبادئه وسلطة الأمم المتحدة ومكانتها ودورها الجوهرى في الشئون الدولية.
وفي اليوم نفسه، أهدت الحكومة الصينية مزهرية مزخرفة لمقر الجمعية العامة للأمم المتحدة كشف عنها الرئيس شي والأمين العام للأمم المتحدة انتوتي غوتيريس.
الخبر المتعلق:
شى يقول إن الصين متمسكة بدعم السلام العالمىقال الرئيس الصينى شى جين بينغ يوم الأربعاء ان الصين تظل ثابتة على التزامها بدعم السلام العالمى.