واشنطن 22 يناير 2017 (شينخوا) على الرغم من أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ما يزال يمضي أولى أيامه في منصبه الجديد بعد مراسم التنصيب التي جرت يوم الجمعة الماضية، بيد أنه يتوجب عليه التعامل مع عدد من القضايا التي يقول خبراء بأنها ستمثل تحديا خاصا له.
ويتفاوت نطاق هذه القضايا ما بين تعزيز فرص العمل انتقالا إلى السياسة الخارجية وإصلاح نظام الهجرة المتصدع في البلاد.
وقال دان ماهافي، وهو محلل في مركز دراسات مختص بشؤون الرئاسة ومجلس الشيوخ، لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن "جزءا كبيرا من جدول أعمال ترامب خلال الـ 100 يوم الأولى له في المنصب سوف يكون منصبا على الوفاء بوعود حملته الانتخابية. وهذا يشمل التركيز بصورة أكبر على الحفاظ على الوظائف وزيادتها، وكذلك الإنفاق على البنية التحتية، وإنتاج الطاقة، وتخفيف الأنظمة الحكومية".
في الواقع، في الأسابيع الأخيرة قبل حتى توليه مهام منصبه، هدد ترامب عددا من الشركات المصنعة الأمريكية بفرض ضرائب حدود ضخمة عليها في حال قامت ببناء مصانع في المكسيك المجاورة، وفي رد على ذلك، قامت عدة شركات بإلغاء خطط لبناء منشآت لها خارج البلاد، لصالح إجراء بعض التوسع داخل الولايات المتحدة.
وقال داريل ويست، وهو زميل بارز في معهد "بروكينغز"، لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن ترامب يريد من الشركات الأمريكية الحفاظ على وظائفها في البلاد وعدم إرسالها إلى الخارج، من خلال التهديد بفرض ضريبة حدود على الشركات التي تصدر الوظائف إلى خارج البلاد. إلا أن رئيس مجلس النواب بول ريان يعارض ذلك.
وعبر سبر قائمة طويلة من الأعمال، قال ويست إن الأولويات المحلية للرئيس الجديد ستكون "التخفيضات الضريبية وإزالة القيود وإلغاء أوباماكير"، وأوباماكير هو قانون الرعاية الصحية الإصلاحي المثير للجدل، الذي أقره سلفه باراك أوباما.
وفي سبيل الوفاء بأحد وعوده الانتخابية الرئيسية، وقع ترامب بالفعل أمرا تنفيذيا بتجميد برنامج "أوباماكير" مباشرة بعد انتهاء حفل تنصيبه يوم الجمعة.
وقال ويست إن السياسة الخارجية ستعطي أولوية لإعادة ضبط العلاقات مع روسيا، وكذلك التوسط في اتفاق مختلف مع المكسيك بما يخص التجارة.
وأوضح أنه "فيما يخص السياسة الخارجية، فإن ترامب يريد إعادة التفاوض بشأن اتفاقية نافتا والتوصل إلى علاقة أوثق مع روسيا"، في إشارة إلى اتفاق أمريكا الشمالية للتجارة الحرة "نافتا"، وهو الاتفاق التجاري الذي يجمع الولايات المتحدة مع الجارتين كندا والمكسيك، والذي انتقده ترامب كونه يقدم فوائدا اقتصادية للمكسيك، ويترك العمال الأمريكيين دون غطاء.
كما أشار ويست إلى العلاقات الحالية الفاترة مع موسكو.
وقال إن "المسعى الأخير سيضعه في مواجهة مباشرة مع أعضاء حزبه الذين يريدون منه أن يكون حازما مع (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين".
كما تعهد ترامب خلال حملته الانتخابية ببناء جدار على الحدود مع المكسيك لمنع الملايين من المهاجرين غير الشرعيين من دخول الولايات المتحدة، وذلك لأن وجود الكثير من العمالة غير القانونية تؤدي إلى انخفاض أجور الطبقة العاملة الأمريكية، على حد قوله.
ولكن هذا الأمر قد يستغرق بعض الوقت للقيام به، كما يحتاج ترامب إلى اعتماد مخصصات في الكونغرس لبناء مثل هذا الجدار، حسبما أشار ويست.
في ذات السياق، قال استطلاع للرأي أجرته مؤسسة ((غالوب)) إن مع تنصيب ترامب ليصبح الرئيس الأمريكي الـ 45، فإنه يواجه الأمة مع عدة مشاكل مهيمنة. ويرى خبراء أن ذلك يتطلب من البيت الأبيض أن يتعامل مع عدد من القضايا في ذات الوقت.
وخلص استطلاع "غالوب" إلى أن ما بين 8 و11 في المائة من الأمريكيين، عندما طُلب منهم تسمية المشكلة الأكثر أهمية في البلاد، قاموا بذكر مجموعة من القضايا، بما في ذلك الاقتصاد وعدم الرضا عن الحكومة والعلاقات العرقية والرعاية الصحية والبطالة وإصلاح النظام الانتخابي.
وكان الاقتصاد هو المشكلة المهيمنة عندما تولى أوباما المنصب في عام 2009، مع قيام 57 في المائة من الأمريكيين بوضع هذه القضية على رأس قائمة شواغلهم.
وهيمنت الشواغل الاقتصادية أيضا على القائمة في عام 1981 عند تولي الرئيس الأسبق رونالد ريغن، عندما قال 70 في المائة إن التضخم وتكاليف المعيشة هي القضية الرئيسية. وفي أغسطس 1974، حينما تولى الرئيس الأسبق جيرالد فورد المنصب، فإن 77 في المائة اعتبر أن التضخم وتكاليف المعيشة هي المشكلة رقم 1 في البلاد.
وفي حين أن شعار حملة ترامب كان "لنجعل أمريكا بلدا عظيمة مرة أخرى"، فإنه لا يوجد هناك قضية واحدة رئيسية تخوله معالجتها على تحقيق ذلك، ومع شعور 26 في المائة فقط من الأمريكيين بالرضا إزاء الاتجاه الذي تسلكه البلاد، فإن مقدرة ترامب على الوفاء بشعار حملته يمثل كما يبدو أمرا صعبا.
قوى فلسطينية: تنصيب ترامب شأن داخلي أمريكي ونقل سفارة بلاده في إسرائيل للقدس سيشعل المنطقة
الرئيس التركي يقول إنه متحمس لمعرفة سياسات ترامب حول الشرق الاوسط