دمشق 24 يناير 2017 (شينخوا) أكد خبراء ومحللون سياسيون في سوريا اليوم (الثلاثاء) أن اجتماع الاستانة الذي بدأ اعماله امس في العاصمة الكازاخستانية، نجح في تشكيل هيئة للإشراف على وقف اطلاق النار، لافتين إلى أن الاجتماع شكل خطوة إيجابية نحو الحل السياسي.
واختتم اجتماع الاستانة اعماله اليوم بالتوصل إلى اتفاق على وضع آلية ثلاثية لتطبيق ومراقبة وقف القتال في سوريا، وسط ضغط إعلامي من قبل وفد الجماعات المسلحة بهدف إقصاء إيران.
وتلا وزير الخارجية الكازاخي خيرات عبد الرحمانوف البيان الختامي للدول الراعية للمحادثات بحضور ممثليها والمبعوث الخاص للأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا.
وتضمن البيان الختامي أن فود روسيا وتركيا وإيران توصلت إلى اتفاق حول إنشاء آلية ثلاثية لمراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار في سوريا، مؤكدا على تثبيت كل آليات وقف إطلاق النار في سوريا.
وشدد البيان على ضرورة محاربة الجماعات الإرهابية في سوريا ومن بينها ( داعش ) و ( جبهة النصرة ) وأن الحل الوحيد للأزمة السورية هو الحل السياسي، معتبراً أن اجتماع أستانة هو منصّة فعالة لحوار مباشر بين الحكومة والمعارضة.
وأكدت الدول الثلاث روسيا وإيران وتركيا قناعتها بالحاجة الملحة لزيادة الجهود لإطلاق عملية المفاوضات بما يتوافق مع قرار مجلس الأمن.
ورفض البيان الحل العسكري لانهاء الازمة السورية ، مؤكدا على تسويتها بالوسائل السياسية.
واضاف البيان ان الأطراف كلها أكدت سيادة ووحدة الأراضي السورية في ظل الديمقراطية.
اما مستشار وزير الخارجية الإيراني حسين شيخ الإسلام فقال إنّ طهران تعتبر لقاء أستانة حول سوريا "ناجحاً".
وحمل البيان الختامي تواقيع الدول الراعية فقط إذ إن الحكومة السورية كانت استبقت المشاركة في اللقاء برفضها أن تحمل أي ورقة توقيعها إلى جانب توقيع أنقرة، كما أن الجماعات المسلّحة لن توقع عليه.
من جهته، قال المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا في مؤتمر صحفي عقب انتهاء محادثات أستانة إنه "سيجري مباحثات لتحديد الأطراف الذين سيشاركون في محادثات جنيف وأن محادثات أستانة ستشكل الركيزة التي ستنطلق منها المفاوضات في جنيف الشهر المقبل".
وأضاف في كلمة له في أعقاب مباحثات أستانة أن "عند تطبيق وقف إطلاق النار سيتمّ إيصال المساعدات الإنسانية الى الذين يحتاجون إليها في سوريا".
من جانبه، رفض رئيس وفد الفصائل المسلحة السورية إلى أستانة محمد علوش اليوم، التوقيع على البيان الختامي لمفاوضات أستانا بصيغته المقترحة ، مشيرا الى ان الهدف الاساسي هو "تثبيت وقف النار"، قبل مناقشة آليات الحل السياسي.
وأوضح علوش، في تصريحات نشرتها وسائل اعلام ، أن "وفده قدم ورقة تتضمن آليات لتطبيق وقف إطلاق النار في سوريا واقترح وضع محاور أساسية في المراقبة".
وأضاف إنه " غير راض على البيان الختامي لأنه تجاهل دور إيران العسكري".
وقالت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية إن "وفد المجموعات السورية المسلحة حاول عرقلة التوصل لاتفاق بشأن البيان الختامي في أستانة" ، مشيرة إلى تصريح المتحدث باسم وفد المجموعات المسلحة يحيى العريضي صباح الثلاثاء بعدم استعداد هذه المجموعات للتوقيع على البيان الختامي الذي تعده كل من إيران وتركيا وروسيا.
وقال الكاتب والمحلل السياسي السوري حميدي العبد الله لوكالة أنباء (شينخوا) بدمشق إن " النقطة الوحيدة والجوهرية التي تحققت بالمقارنة مع الاتفاق العسكري بين روسيا وتركيا وإعلان موسكو ، هو تشكيل هيئة المتابعة او الاشراف على تثبيت وقف اطلاق النار بين الدول الثلاثة " .
وأضاف المحلل السياسي العبد الله إن " اجتماع الاستانة هو خطوة إيجابية منذ البداية كان واضحا ان هذا الاجتماع ليس له طابع سياسي مباشر على الأقل " ، مشيرا إلى أن هذا الاتفاق يعتبر" خطوة نحو الامام ، وفيها توزان لجهة ضم ايران الى اللجنة التي ستراقب الية وقف اطلاق النار " .
وبدوره، قال شريف شحادة، وهو محلل سياسي سوري آخر في تصريحات مماثلة إن " البيان الذي صدر عن اجتماع الاستانة متوازن لجهة تحقيق وقف اطلاق النار الذي يمهد لحوار سياسي قادم " ، مؤكدا أن البيان " تحدث عن ثلاث دول ضامنة وتراقب وقف العمليات العسكرية ، وهذا امر إيجابي " .
وتابع شحادة يقول إن " الشيء الإيجابي الاخر هو ان الجميع متفق على مكافحة الإرهاب ، وخاصة في ظل وجود تركيا بهذا المؤتمر كونها كانت تقدم الدعم للمجموعات المسلحة " ، لافتا إلى أن تركيا وجدت نفسها الآن راعية لوقف العمليات العسكرية ، وبالتالي الجميع بات يتحمل مسؤولياته تجاه المجتمع الدولي " .
وانتهت الجلسة الافتتاحية لمحادثات السلام السورية السورية، الاثنين، في استانة، والتي جمعت لأول مرة منذ بدء الصراع في البلاد أطراف الصراع إلى طاولة مفاوضات، برعاية روسية تركية إيرانية، بحضور الأمم المتحدة وأمريكا وكازاخستان, لكن حيثيات هذه الجلسة، اقتصرت على الإدلاء بتصريحات رسمية، ولم يحدث خلالها أي اتصالات مباشرة بين الوفدين.
يشار إلى أن وقف إطلاق النار في سوريا، على رأس أجندة مباحثات أستانا ، الرامية لتثبيت وقف إطلاق النار, الذي دخل حيز التنفيذ منذ 30 ديسمبر الماضي، بضمان كل من تركيا وروسيا، ومنع الخروقات لهذا الاتفاق.