دمشق 24 يناير 2017 (شينخوا) انتهت المفاوضات السورية في استانة بقازاقستان يوم الثلاثاء ببيان ختامي يدعم وقف إطلاق النار لمدة عام الذي تم التوصل إليه في سوريا مؤخرا، وجلب الخصمين لأول مرة منذ 6 سنوات وجها لوجه.
وأصدرت تركيا وروسيا وايران، الدول الراعية الثلاث للمحادثات السورية التي استمرت لمدة يومين، بيانا مشتركا في ختام الاجتماع أكد التزامها بسيادة واستقلال ووحدة وسلامة أراضي سوريا.
وأكد البيان دعم الدول الثلاث لإجراء محادثات بين الحكومة وفصائل المعارضة المسلحة كما أكد على أنه لا يوجد حل عسكري للصراع .
وجددت الأطراف التزامها بالتوصل إلى السلام ومحاربة تنظيم الدولة الإسلامية المصنف إرهابيا وجبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة وفصلهما عن بقية فصائل المعارضة المسلحة.
كما أكد البيان دعم رغبة المعارضة السورية في المشاركة في الجولة المقبلة من المفاوضات.
وأكدت الدول الثلاث أن الاجتماع الدولي في استانة هو منصة فعالة للحوار المباشر بين الحكومة السورية والمعارضة.
وقررت روسيا وتركيا وإيران "إقامة آلية ثلاثية لمراقبة وقف إطلاق النار في سوريا وضمان الإلتزام الكامل به، ومنع أي أعمال استفزازية وتحديد كافة سبل عملية وقف إطلاق النار"، وفقا للبيان.
باختصار، ثبت المؤتمر وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه يوم 29 ديسمبر ودخل حيز التنفيذ يوم 30 ديسمبر في سوريا. ووقع على وقف إطلاق النار الحكومة وجماعات المعارضة تحت رعاية روسية-تركية.
كما شددت محادثات استانة على ضرورة فصل جماعات المعارضة وخصوصا التي حضرت المؤتمر عن الجماعات المصنفة إرهابية من قبل الأمم المتحدة مثل النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية واستثنائهما من أي تسوية.
وقد كان هذا المطلب الرئيسي للحكومة السورية وقد ساعد المؤتمر في عزل جبهة النصرة وتنظيم الدولة اللذان يتمتعان بنفوذ كبير في العديد من المناطق السورية لاسيما في مدينة الرقة ، عاصمة تنظيم الدولة الإسلامية ، ومحافظة إدلب شمال غربي البلاد، المعقل الرئيسي لجبهة النصرة.
وقالت روسيا يوم الاثنين إن خرائط يجرى رسمها لمواقع تنظيم الدولة وجبهة النصرة في سوريا لاستهدافها.
وأشاد محللون في دمشق بنتائج مفاوضات استانة بيد أنهم أكدوا على أن كل شئ يعتمد على مصداقية تركيا والمعارضة.
وقال المحلل السياسي السوري أسامة دنورة إنه في حال التزم الجانب التركي والمعارضة الذي يدعمها بالخطة بشكل كامل " فإن ذلك سيكون نقطة تحول مهمة على سكة تسوية الصراع في سوريا".
وقال " الآن مصداقية تركيا والمعارضين الذين حضروا المؤتمر على المحك، لأنها ستكون في اختبار في الأيام القادمة".
وأضاف أن" جماعات المعارضة يجب أن تكون صادقة في مسألة فصل نفسها عن الجماعات الإرهابية"
وقال دنورة إن " نجاح هذا يعني تهاوي عقبة قديمة حول تداخل جماعات المعارضة مع الجماعات الإرهابية".
وأكد " كل الأمر يتعلق بمصداقية تركيا"، مشيرا إلى أن أنقرة لديها من الوسائل لضمان التزام المعارضة.
ومن جانبه، أشار المحلل السوري حميدي العبد الله الى عدد من الجوانب الجيدة في مفاوضات استانة.
وقال إن المفاوضات أكدت على مطالب أساسية مثل فصل المعارضين عن الإرهابيين وعلى نهج الدول الثلاث لمحاربة الجماعات الإرهابية في سوريا.
والجدير بالذكر أن تركيا وروسيا نفذتا أول ضربة جوية مشتركة ضد مواقع تنظيم الدولة في وقت سابق من هذا الأسبوع في سوريا في ترجمة للاتفاق بين البلدين.
في الوقت نفسه، قالت الصحافية والمحللة السورية زهرة فارس إن محادثات استانة حققت أشياء فشلت في تحقيقها محادثات سابقة بين الحكومة والمعارضة السياسية.
وقالت " أعتقد أنه تم تحقيق عدد من الاختراقات في المحادثات من حيث شكل المحادثات حيث جلست الحكومة والمعارضة لأول مرة وجها لوجه، ورأينا تركبا ضامنا وجزء من التحالف مع روسيا وإيران في مواجهة الجماعات الإرهابية".
كما أشارت فارس إلى شئ أخر جديد في تاريخ المحادثات السورية، قائلة " لأول مرة لم نر دورا رئيسيا للولايات المتحدة في هذه المحادثات"، حيث لم تشارك الولايات المتحدة في التنظيم للمؤتمر ولا التوصل إلى وقف إطلاق النار نظرا لانشغالها بالانتخابات الرئاسية.
وفيما يتعلق بالتوترات التي لوحظت في الجلسة الأولى، قالت فارس " حتى لو كان هناك توتر في المحادثات، فهذا طبيعي في ضوء أن الذين حضروا الاجتماع يقاتلون على الأرض ،وهذا أول اجتماع بينهم".