الصفحة الاولى الصين الشرق الاوسط الصين والعالم العربي العالم الاقتصاد الثقافة والتعليم العلوم الصحة
السياحة والبيئة الرياضة أهم الموضوعات الموضوعات الخاصة التقارير والتحليلات الصور مؤتمر صحفي للخارجية
 
((أهم الموضوعات الدولية)) تحقيق إخباري: عطر التراث يفوح عبر رحلة الصابون الحلبي إلى الصين
                 arabic.news.cn | 2017-01-26 15:42:41

بكين 26 يناير 2017 (شينخوا) لي جيان وي... تاجر صيني طموح في العقد الرابع من العمر ينحدر من أسرة في مدينة تيانجين الصينية ويملك شركة متخصصة في تجارة الشماغ مع الدول العربية، إنه يعشق التاريخ والتراث ويسعى إلى الاستفادة من هوايته المتمثلة في تعبئة وتغليف وحفظ الصابون الحلبي التقليدي عبر إقامة معرض خاص لهذا الصابون لتعريف الصينيين على هذا الإرث السوري العريق.

في الواقع، كان اختيار لي جيان وي لدراسة اللغة العربية في الجامعة عام 1989 خطوة البداية في مشوار عمله. ويسترجع لي ذكرياته، قائلا "تعودت في صغرى على قراءة قصص (ألف ليلة وليلة) ومعها تعمق تأثري بالثقافات العربية ومنها انطلقت رغبتي في تعلم العربية عندما بلغت المرحلة الجامعية".

وما إن تخرج لي في الجامعة حتى اتخذ من التجارة مهنة له وزاول أنشطة تجارية من بينها تجارة الشماغ. "وفي السنوات الأخيرة تحديدا، أخذت أعمالى التجارية تتقدم بخطى واسعة حيث صعدت شركتى إلى المرتبة الثالثة بين شركات منطقة نانكاي في مدينة تيانجين بل وتمكنت من وضع الشماغ الذي تصنعه على الأرفف في منفذ بالأسواق الحرة في مطار دبي"، هكذا قال لي عند حديثه عن إنجازات شركته التي لقى منتجها من الشماغ رواجا كبيرا وخاصة بين شخصيات عربية بارزة.

كانت أول مرة يسمع فيها لي عن الصابون الحلبي ويشاهده ويعرف مزاياه أثناء رحلة قام بها إلى سوريا قبل سنوات، حينها خطر بباله أن يتخصص في شراء هذا النوع من الصابون والترويج له داخل الصين. "جالت هذه الفكرة في خاطرى عندما وجدت العديد من أوجه التشابه بين الصابون الحلبي والشاي الصيني"، هكذا شرح لي، مشيرا إلى أنهما رمزان للأمتين العربية والصينية يعبران عن ذكاء ومهارة السلف ويمثلان اختبارا وتحديا للخلف.

ولكن هذا الطريق في التجارة الذي اختاره لي لا يخلو من المعوقات رغم سهولة الشحن في العصر الحديث مقارنة بقديم الزمان عندما كانت البضائع العربية تنتقل إلى الصين عبر البحر الأحمر فالمحيط الهندي ثم إلى بحر الصين الجنوبي والشرقي وصولا إلى تيانجين، وتتمثل أولى هذه التحديات في عدم معرفة الصينيين جيدا بهذا المنتج السوري القديم.

فـ"إذا كانت معرفة العرب بالصابون الحلبي ضئيلة، فناهيك عن الصينيين"، هكذا قال لي الذي سرعان ما كشفت نبرات صوته عن عزمه الكبير على مواصلة السير على الدرب في هذه التجارة عندما أشار إلى مصطلح "التجارة الإلكترونية".

فالتجارة الإلكترونية تشهد تطورا ملفتا للأنظار داخل الصين حيث بلغ عدد المشترين عبر الشبكات الإلكترونية فيها أكثر من 400 مليون في عام 2016، ويعقد لي العزم على الاستفادة منها للترويج للصابون الحلبي بين الصينيين وذلك من خلال إبراز مزاياه ولاسيما خلوه من المواد الكيميائية كونه مصنوعا من مزيج من زيت الغار وزيت الزيتون.

وتذكر لي أيضا تجربة مازالت تثير في نفسه القلق حتى الآن، قائلا إن "عبوة ناسفة انفجرت ذات مرة أثناء مرور شحنة صابون حلبي خاصة بشركتي وتناثرت شظاياها في كل اتجاه". ومع أن الشحنة نجت من الانفجار، إلا أن فحص قطع صابون الشحنة الواحدة تلو الأخرى قبل نقلها إلى الصين بالطائرة كشف عن وجود شظية صغيرة داخل إحدى القطع، وهذا يوضح حجم عبء العمل الواقع على عاتق شركة لي للتأكد من سلامة المنتج.

"قد تلحق تجارة الصابون بي بعض الخسائر، ولكن لم يخطر ببالي منذ البداية أن أجنى أرباحا من ورائها"، هكذا قال لي عند حديثه عن الهدف من إصراره على هذه التجارة، مؤكدا أنه يهدف إلى استيراد منتجات معبرة عن التراث الثقافي العربي إلى الصين مثل الصابون الحلبي وسيبحث عن المزيد من المواريث العربية ليتعرف عليها الصينيون.

ويتطلع لي في المستقبل إلى إقامة معرض خاص للصابون العربي بأنواعه المختلفة يكون بمثابة نافذة يتعرف من خلالها الصينيون على هذا الإرث الثقافي القديم. ويعرب عن مخاوفه من تضاءل هذا الإرث تدريجيا وسط نيران الحرب التي اندلعت في حلب مؤخرا ويأمل في المساهمة في حمايته من دمار الحرب. كما قال "على حد علمي، ما يباع في الأسواق السياحية من صابون حلبي دائما ما يكون منخفض الجودة وفي بعض الأحيان يكون صابونا مقلدا، إذ أن تزايد إقبال المستهلكين عليه يضطر المنتجين إلى اختصار خطوات عملية إنتاجه وتقليل الزمن اللازم لصناعته".

وإلى جانب مواصلته لرحلة الصابون الحلبي التي بدأها مؤخرا، كشف لي عن مشروعه القادم قائلا "أستعد خلال الأشهر المقبلة إلى فتح مطعم (الأندلس) للمأكولات العربية في تيانجين وقد استأجرت مكانا في وسط المدينة ودعوت صديقي السوري ناصر ليتولى مهام طهي الأطعمة اللذيذة فيه"، معربا عن أمله في أن يلقى المطعم بما سيقدمه من أطباق عربية أصيلة تتنوع بين الكفتة والمشاوى والسلطات والأرز بالمكسرات والفطائر والمخبوزات قبولا حسنا لدى العرب المقيمين في الصين.

 
الرئيس شى يدعو إلى جهود مستمرة لتخفيف الفقر
الرئيس شى يدعو إلى جهود مستمرة لتخفيف الفقر
(الدورتان السنويتان) وزير الخارجية الصيني: الصين تواصل مساهمتها في الاستقرار والنمو والسلام والحوكمة في العالم
(الدورتان السنويتان) وزير الخارجية الصيني: الصين تواصل مساهمتها في الاستقرار والنمو والسلام والحوكمة في العالم
رئيس هيئة الأركان في اليونيفيل يشيد بجهود الفرقة الصينية
رئيس هيئة الأركان في اليونيفيل يشيد بجهود الفرقة الصينية
7 فتيات كينيات يكملن دراستهن في الصين للعمل كمساعدات لسائق القطار على خط مومباسا - نيروبي
7 فتيات كينيات يكملن دراستهن في الصين للعمل كمساعدات لسائق القطار على خط مومباسا - نيروبي
الباندا تجذب الزوار خلال عطلة العيد الوطني الصيني
الباندا تجذب الزوار خلال عطلة العيد الوطني الصيني
الأعمال الزراعية في فصل الخريف
الأعمال الزراعية في فصل الخريف
أسبوع الموضة في نيويورك
أسبوع الموضة في نيويورك
اللاجئون الصغار فى دمشق بسوريا
اللاجئون الصغار فى دمشق بسوريا
العودة إلى القمة
الصفحة الاولى الصين الشرق الاوسط الصين والعالم العربي العالم الاقتصاد الثقافة والتعليم العلوم الصحة
السياحة والبيئة الرياضة أهم الموضوعات الموضوعات الخاصة التقارير والتحليلات الصور مؤتمر صحفي للخارجية
arabic.news.cn

((أهم الموضوعات الدولية)) تحقيق إخباري: عطر التراث يفوح عبر رحلة الصابون الحلبي إلى الصين

新华社 | 2017-01-26 15:42:41

بكين 26 يناير 2017 (شينخوا) لي جيان وي... تاجر صيني طموح في العقد الرابع من العمر ينحدر من أسرة في مدينة تيانجين الصينية ويملك شركة متخصصة في تجارة الشماغ مع الدول العربية، إنه يعشق التاريخ والتراث ويسعى إلى الاستفادة من هوايته المتمثلة في تعبئة وتغليف وحفظ الصابون الحلبي التقليدي عبر إقامة معرض خاص لهذا الصابون لتعريف الصينيين على هذا الإرث السوري العريق.

في الواقع، كان اختيار لي جيان وي لدراسة اللغة العربية في الجامعة عام 1989 خطوة البداية في مشوار عمله. ويسترجع لي ذكرياته، قائلا "تعودت في صغرى على قراءة قصص (ألف ليلة وليلة) ومعها تعمق تأثري بالثقافات العربية ومنها انطلقت رغبتي في تعلم العربية عندما بلغت المرحلة الجامعية".

وما إن تخرج لي في الجامعة حتى اتخذ من التجارة مهنة له وزاول أنشطة تجارية من بينها تجارة الشماغ. "وفي السنوات الأخيرة تحديدا، أخذت أعمالى التجارية تتقدم بخطى واسعة حيث صعدت شركتى إلى المرتبة الثالثة بين شركات منطقة نانكاي في مدينة تيانجين بل وتمكنت من وضع الشماغ الذي تصنعه على الأرفف في منفذ بالأسواق الحرة في مطار دبي"، هكذا قال لي عند حديثه عن إنجازات شركته التي لقى منتجها من الشماغ رواجا كبيرا وخاصة بين شخصيات عربية بارزة.

كانت أول مرة يسمع فيها لي عن الصابون الحلبي ويشاهده ويعرف مزاياه أثناء رحلة قام بها إلى سوريا قبل سنوات، حينها خطر بباله أن يتخصص في شراء هذا النوع من الصابون والترويج له داخل الصين. "جالت هذه الفكرة في خاطرى عندما وجدت العديد من أوجه التشابه بين الصابون الحلبي والشاي الصيني"، هكذا شرح لي، مشيرا إلى أنهما رمزان للأمتين العربية والصينية يعبران عن ذكاء ومهارة السلف ويمثلان اختبارا وتحديا للخلف.

ولكن هذا الطريق في التجارة الذي اختاره لي لا يخلو من المعوقات رغم سهولة الشحن في العصر الحديث مقارنة بقديم الزمان عندما كانت البضائع العربية تنتقل إلى الصين عبر البحر الأحمر فالمحيط الهندي ثم إلى بحر الصين الجنوبي والشرقي وصولا إلى تيانجين، وتتمثل أولى هذه التحديات في عدم معرفة الصينيين جيدا بهذا المنتج السوري القديم.

فـ"إذا كانت معرفة العرب بالصابون الحلبي ضئيلة، فناهيك عن الصينيين"، هكذا قال لي الذي سرعان ما كشفت نبرات صوته عن عزمه الكبير على مواصلة السير على الدرب في هذه التجارة عندما أشار إلى مصطلح "التجارة الإلكترونية".

فالتجارة الإلكترونية تشهد تطورا ملفتا للأنظار داخل الصين حيث بلغ عدد المشترين عبر الشبكات الإلكترونية فيها أكثر من 400 مليون في عام 2016، ويعقد لي العزم على الاستفادة منها للترويج للصابون الحلبي بين الصينيين وذلك من خلال إبراز مزاياه ولاسيما خلوه من المواد الكيميائية كونه مصنوعا من مزيج من زيت الغار وزيت الزيتون.

وتذكر لي أيضا تجربة مازالت تثير في نفسه القلق حتى الآن، قائلا إن "عبوة ناسفة انفجرت ذات مرة أثناء مرور شحنة صابون حلبي خاصة بشركتي وتناثرت شظاياها في كل اتجاه". ومع أن الشحنة نجت من الانفجار، إلا أن فحص قطع صابون الشحنة الواحدة تلو الأخرى قبل نقلها إلى الصين بالطائرة كشف عن وجود شظية صغيرة داخل إحدى القطع، وهذا يوضح حجم عبء العمل الواقع على عاتق شركة لي للتأكد من سلامة المنتج.

"قد تلحق تجارة الصابون بي بعض الخسائر، ولكن لم يخطر ببالي منذ البداية أن أجنى أرباحا من ورائها"، هكذا قال لي عند حديثه عن الهدف من إصراره على هذه التجارة، مؤكدا أنه يهدف إلى استيراد منتجات معبرة عن التراث الثقافي العربي إلى الصين مثل الصابون الحلبي وسيبحث عن المزيد من المواريث العربية ليتعرف عليها الصينيون.

ويتطلع لي في المستقبل إلى إقامة معرض خاص للصابون العربي بأنواعه المختلفة يكون بمثابة نافذة يتعرف من خلالها الصينيون على هذا الإرث الثقافي القديم. ويعرب عن مخاوفه من تضاءل هذا الإرث تدريجيا وسط نيران الحرب التي اندلعت في حلب مؤخرا ويأمل في المساهمة في حمايته من دمار الحرب. كما قال "على حد علمي، ما يباع في الأسواق السياحية من صابون حلبي دائما ما يكون منخفض الجودة وفي بعض الأحيان يكون صابونا مقلدا، إذ أن تزايد إقبال المستهلكين عليه يضطر المنتجين إلى اختصار خطوات عملية إنتاجه وتقليل الزمن اللازم لصناعته".

وإلى جانب مواصلته لرحلة الصابون الحلبي التي بدأها مؤخرا، كشف لي عن مشروعه القادم قائلا "أستعد خلال الأشهر المقبلة إلى فتح مطعم (الأندلس) للمأكولات العربية في تيانجين وقد استأجرت مكانا في وسط المدينة ودعوت صديقي السوري ناصر ليتولى مهام طهي الأطعمة اللذيذة فيه"، معربا عن أمله في أن يلقى المطعم بما سيقدمه من أطباق عربية أصيلة تتنوع بين الكفتة والمشاوى والسلطات والأرز بالمكسرات والفطائر والمخبوزات قبولا حسنا لدى العرب المقيمين في الصين.

الصور

010020070790000000000000011100001360147011