القاهرة 29 يناير 2017 (شينخوا) واجه قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تعليق دخول مواطني سبع دول إسلامية إلى بلاده، موجة انتقادات من قبل العالم الإسلامي وأوروبا على السواء.
وبينما رأت الجامعة العربية القرار "نوعا من التمييز" ضد المسلمين، أكد الاتحاد الأوروبي دعمه واستقباله للمهاجرين بغض النظر عن الديانة والجنس والجنسية.
ووقع ترامب يوم الجمعة الماضي قرارا يعلق قدوم اللاجئين السوريين، ويمنع دخول مواطني سبع دول إسلامية إلى بلاده لمدة ثلاثة أشهر، بهدف حماية الولايات المتحدة من " الارهابيين الإسلاميين المتطرفين".
وبموجب هذا القرار، لن يتم إصدار أي تأشيرات دخول لمدة تسعين يوما لمهاجرين أو مسافرين من دول العراق وليبيا والصومال والسودان وسوريا واليمن، إلى جانب إيران.
وأعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد ابوالغيط اليوم (الأحد) عن" قلقه العميق" من " القيود غير المبررة" التي فرضتها الإدارة الأمريكية على دخول مواطني عدة دول عربية للأراضي الأمريكية.
واعتبر ابوالغيط في بيان أن "هذه القيود تتناقض مع التطورات الإيجابية التي شهدها العالم على مدار العقود الأخيرة، والتي اتسمت بالانفتاح بين الدول في السماح بحرية تنقل الأفراد في إطار حركة العولمة وتنامي التواصل بين المجتمعات الإنسانية، خاصة إذا لم تكن هناك مبررات أمنية أو ما يخل بسيادة الدول على نحو يمنع ذلك".
وأبدى "تطلعه لأن تقوم الإدارة الأمريكية بمراجعة موقفها، لما يمكن أن يؤدي إليه من آثار سلبية تتعلق بالحفاظ على وحدة الأسر واستمرار التواصل بين المجتمعات العربية والمجتمع الأمريكي في العديد من المجالات، على رأسها مجالات التعليم والبحث العلمي والتبادل الثقافي والتشغيل".
وتابع "أن تعليق قبول لاجئين سوريين في الولايات المتحدة، حتى ولو لفترة محددة، يمثل مصدر قلق خاصا بالنظر إلى عمق وفداحة المأساة التي يواجهها أبناء الشعب السوري، والتي نتج عنها تدفقات ضخمة من اللاجئين الذين يبحثون عن طوق النجاة لهم ولعائلاتهم من أتون الصراع الذي شهدته سوريا على مدار السنوات الأخيرة".
وأشار إلى " أن هناك التزاما أخلاقيا راسخا يقع على عاتق المجتمع الدولي بمخاطبة مشكلة اللاجئين السوريين، خاصة من جانب الدول المتقدمة، ومن بينها الولايات المتحدة، التي تمتلك الإمكانيات اللازمة لاستقبال أعداد ملموسة من هؤلاء اللاجئين".
وختم ابوالغيط قائلا "إن ما يبعث على القلق أيضا وجود مؤشرات على أن هناك توجها لكي يتم إعمال معيار ديني رسمي لتحديد مدى إمكانية قبول أو عدم قبول اللاجئين، وهو ما يمكن أن يمثل بدوره نوعا من التمييز الذي لا يتفق مع قواعد القانون الدولي لحقوق الإنسان واتفاقية جنيف للاجئين لعام 1951".
من جانبها، استدعت وزارة الخارجية السودانية اليوم القائم بالأعمال الأمريكي احتجاجا على قرار منع دخول السودانيين بلاده لمدة ثلاثة أشهر.
وذكرت وزارة الخارجية السودانية في بيان أنه "تم ظهر اليوم استدعاء القائم بأعمال سفارة الولايات المتحدة الأمريكية بالخرطوم ستيفن كوستيس.. بشأن الأمر التنفيذي الذي أصدره الرئيس دونالد ترامب".
وأبلغت وزارة الخارجية القائم بالأعمال الأمريكي "استياء حكومة السودان"، التي رأت أن هذه الإجراءات "رسالة سلبية"، داعية إلى إعادة النظر في القرار الذي قيد دخول السودانيين إلى الولايات المتحدة.
بدوره، عد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قرار ترامب "هدية للمتطرفين".
واعتبر في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر)، القرار "مؤشرا لمزاعم أمريكا الخاوية التي لا أساس لها" حول الصداقة مع الشعب الإيراني، حسب وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء (إرنا).
فيما قال رئيس مجلس الشورى الإسلامي علي لاريجاني إن القرار الأمريكي " يكشف عن ذعر أمريكا.. وأنها تخفى روح العنصرية العنيفة وراء الديمقراطية وحقوق الإنسان المزيفة".
واستدعت الخارجية الايرانية السفير السويسري بطهران، باعتباره راعي المصالح الامريكية في ايران، وسلمته مذكرة احتجاج على القرار الأمريكي.
وأشارت إلى أن ترامب استند في قراره لـ "حجج واهية وتمييزية"، مؤكدة أن " الشعب الايراني هو ضحية الارهاب المدعوم أمريكيا خلال العقود الماضية"، حسب (إرنا).
فيما اعتبرت إندونيسيا، أكبر دولة اسلامية من حيث عدد السكان، قرار ترامب سيؤثر سلبا على الجهود الدولية في مكافحة الإرهاب.
وعلق الناطق باسم وزارة الخارجية الإندونيسية ارماناثا ناصر على القرار الأمريكي، "رغم كون هذه المسألة من صلاحية الولايات المتحدة، إلا أن إندونيسيا تأسف بعمق لأننا نؤمن أن ذلك سيؤثر سلبا على الحرب ضد الإرهاب وعلى التعامل مع أزمة اللاجئين".
ورأى ناصر، الذي لم يشمل القرار بلاده، أنه من "الخطأ أن يتم ربط التطرف والإرهاب بديانة".
ولم تقتصر ردود الفعل على العالم الإسلامي فقط بل شملت أوروبا، حيث أكدت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني أن المهاجرين يستحقون الاحترام مهما كانت ديانتهم.
وكتبت موغيريني على مدونتها تحت عنوان " من خلال عيون الاطفال السوريين"، إن "الجميع يستحق الاحترام بمعزل عن الديانة والجنس والجنسية".
وتابعت "نحن الاوروبيين تعلمنا من تاريخنا الكبير والمأساوي أن جميع الأفراد هم أولا وقبل كل شيء ناس لهم حقوق راسخة".
وأضافت أن الأوروبيين "سيواصلون دعم من يفرون من الحرب واستقبالهم والاهتمام بهم" لأن " قلوبنا وضمائرنا تدرك أن هذا هو الخيار السليم"، ولأنها "وسيلة لنبقى أوفياء لإنسانيتنا المشتركة وفي الوقت نفسه لمصالحنا".
فيما أعربت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل عن "أسفها" للقرار الأمريكي، ووصفته بأنه "غير مبرر".
وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن سايبرت إن ميركل "مقتنعة بأنه حتى في إطار مكافحة الإرهاب التي لا بد منها، من غير المبرر تعميم الشكوك على أشخاص حسب أصولهم او معتقداتهم".
كما أدانت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، القرار الأمريكي، بينما قال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون في تغريدة إن "التمييز وفقا للجنسية أمر ضار ويسبب انقسامات".