القاهرة 30 يناير 2017 (شينخوا) أكد عدد من الخبراء على أهمية التعاون بين الصين و مصر في مجال الصحافة والنشر، واثارها الاقتصادية والثقافية على الجانبين.
وأوضحوا خلال ندوة "الصحافة والنشر في الصين ومصر ومجالات التعاون"، والتي عقدت ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب، أن التعاون بين القاهرة وبكين في مجال الصحافة والنشر، من شأنه أن ينعكس ايجابا على مجالات عدة مثل السياحة والتجارة والتعليم والبحث العلمي والتكنولوجيا والبيئة وغيرها من المجالات.
وقال أحمد السعيد مدير مؤسسة بيت الحكمة للثقافة والاعلام بالصين ومصر، إن التعاون بين البلدين في مجال الثقافة والاعلام والصحافة والنشر بصفة خاصة يمثل أهمية كبيرة للبلدين تصب في مصلحة شعبيهما.
وأشار السعيد إلى أن الصين لديها نحو ثلاثة ألاف و342 قناة تليفزيونية، وأكثر من ألف اذاعة، و2780 برنامجا اذاعيا على الرغم من أن الصين ليس بها وزارة للإعلام.
وأوضح الاهتمام الكبير الذي توليه الصين بمجال النشر، مدللا على ذلك بأنه خلال العام المنصرم صدر بالصين نحو367 ألف عنوان كتاب من بينها 3 ألاف و663 كتابا للاطفال.
ونوه بأن مبيعات الكتب في الصين تتعدى المليار كتاب في العام، وهو رقم ضخم للغاية،، بالاضافة إلى صدور نحو 100 ألف دورية في شتى مناحي الحياة.
وأكد أحمد السعيد أنه لا توجد في الصين مراقبة على الصحف والمجلات قبل النشر، وأن كل مؤسسة تعلم واجباتها تجاه الوطن وهناك مراقبة ذاتية، وهو نموذج يمكن الاقتداء به.
وافتتح رئيس الوزراء المصري شريف اسماعيل الدورة الـ 48 لمعرض القاهرة للكتاب الخميس الماضي، بمشاركة 35 دولة، منها 16 دولة عربية، و6 دول إفريقية، و13 دولة أجنبية من بينها الصين.
كما بلغ عدد الناشرين 670 ناشرا، منهم 200 ناشر عربي، و6 ناشرين أفارقة، و13 ناشرا أجنبيا، و451 ناشرا مصريا، منهم 7 مؤسسات صحفية، و31 مؤسسة حكومية، و119 كشكا بسور الأزبكية.
ولفت أحمد سلام المستشار الاعلامي السابق بسفارة مصر بالصين، على عمق وقوة العلاقات بين البلدين، مؤكد أن تلك العلاقات ازدادت قوة ومتانة في السنوات الأخيرة.
وأوضح سلام أن الصين حريصة على أن تكون على دراية كافية بالمنطقة، وتعمل جاهدة على اقامة جسور سياسية وثقافية معها، خاصة وأن لها مشروعات اقتصادية كبيرة بمنطقة الشرق الأوسط.
وأضاف أن هناك الكثير من الوفود الاعلامية المتبادلة بين الجانبين، بهدف تعزيز التعاون وتبادل الخبرات، وانفتاح كلا منهما على الأخر.
وأشار إلى وجود العديد من بروتوكولات التعاون الموقعة أخيرا بين البلدين لتعزيز التعاون بينهما في مختلف المجالات خاصة في مجالات الصحافة والاعلام والثقافة.
ونوه بتوقيع مذكرات تفاهم وبروتوكولات تعاون بين الهيئة العامة للاستعلامات في مصر وكلا من مكتب الاعلام لمجلس الدولة الصيني ووكالة أنباء (شينخوا).
كما اشار إلى توقيع بروتوكولات تعاون بين وكالة أنباء (شينخوا) وكلا من وكالة أنباء الشرق الاوسط الرسمية المصرية، ومؤسسة (الأهرام).
وخلال زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ للقاهرة في يناير الماضي تم توقيع مذكرات تفاهم بين الهيئة العامة للاستعلامات في مصر وكلا من مكتب الإعلام لمجلس الدولة الصيني ووكالة أنباء (شينخوا) بحضور الرئيس الصيني نظيره المصري عبدالفتاح السيسي.
من جانبه، أكد عماد الأزرق الخبير بالشئون الصينية أن التعاون بين مصر والصين في مجال الصحافة والنشر يمثل مصلحة للبلدين، ويخدم توجهاتهما وسياستهما القائمة على الانفتاح على الأخر.
وقال الأزرق "إن مصر تواجه أزمة شديدة في مجال الصحافة والنشر، وخاصة فيما يتعلق بتوفير الورق والأحبار والتي تعتمد مصر بشكل كبير على استيرادهما من الخارج، ولاسيما بعد تحرير سعر الصرف وتعويم الجنيه المصري".
وأضاف " إنه يمكن التغلب على هاتين المشكلتين من خلال التعاون مع الصين لإقامة مصانع لانتاج الورق خاصة من قش الأرز الذي يسبب أزمة بيئية سنوية بسبب اقدام الفلاحين على التخلص منه حرقا".
وأشار إلى أن الصين تمتلك تكنولوجيا متقدمة في مجال صناعة الورق والأحبار بجودة عالية وبأسعار منافسة، كما يمكن التعاون بينهما كذلك في مجال تطوير وتحديث المطابع بما يؤدي لرفع الكفاءة وتقليل الفاقد وبالتالي خفض التكلفة.
وطالب عماد الأزرق بالاستفادة بالتجربة الصينية في مجال الصناعات الثقافية والتي صارت تمثل 5 % من الناتج المحلي الاجمالي للصين، ومن بينها قطاع الصحافة والنشر.
وتستمر فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب حتى العاشر من شهر فبراير المقبل، ويشتمل على مئات الندوات الثقافية في مختلف المجالات.
ويعد معرض القاهرة الدولي للكتاب الأكبر من نوعه في الشرق الأوسط، والثاني عالميا بعد معرض فرانكفورت بألمانيا.
