تقرير إخباري: خبراء يؤكدون التقارب التاريخي الكبير بين الحضارتين المصرية والصينية

23:50:13 11-02-2017 | Arabic. News. Cn

القاهرة 11 فبراير 2017 (شينخوا) أكد خبراء مصريون على التقارب الكبير بين الحضارتين المصرية والصينية، واسهاماتهما التاريخية العظيمة.

وكشف الخبراء عن اسهام الحضارتين المتميز بالكثير من المنجزات الحضارية في مختلف المجالات، بما يجعل البشرية مدينة لهما بالفضل.

جاء ذلك خلال الندوة التي عقدتها مؤسسة بيت الحكمة للثقافة والإعلام، تحت عنوان " التقارب التاريخي بين الحضارتين المصرية والصينية، ومنجزات الحضارتين في تاريخ البشرية"، والتي قامت بمناقشة كتاب "تيان قون كاي وو" أول موسوعة علمية صينية في التاريخ.

وقالت الدكتورة إسراء عبد السيد أستاذ اللغة الصينية بجامعة عين شمس، والقائمة على ترجمة الموسوعة الصينية للغة العربية، إن كتاب "تيان قون كاي وو" موسوعة علمية من كنوز التراث الثقافي الصيني، تم ترجمته إلى الإنجليزية والايطالية والإسبانية والفرنسية.

وأضافت عبد السيد أن الموسوعة الصينية صدرت في القرن السابع عشر الميلادي، لـ "سون ين سين"، الذي ولد عام 1587 وتوفي عام 1666، ويعني عنوانها بالعربية "سنة الطبيعة".

وتضم الموسوعة ثلاثة مجلدات كل مجلد منها يحتوي على عشرة فصول، وتضم نحو 123 صورة توضيحية، واستغرق ترجمته للعربية نحو ثلاث سنوات.

ويتناول المجلد الأول كل مايتعلق بالزراعة والأدوات الزراعية، وتناول المجلد الثاني الصناعة في الصين، وخاصة صناعة الطوب والعربات، أما المجلد الثالث فيضم كل ما يتعلق باستخراج وتشكيل الذهب والفضة والمعادن.

وأشارت إلى أن الموسوعة تكشف عن وجود تقارب كبير بين الحضارتين المصرية والصينية، وأن أقوال كونفوشيوس مشابهة لحد كبير لمعاني ومضمون الأحاديث النبوية الشريفة للنبي محمد وأقوال النبي عيسى.

من جانبه، أكد عماد الأزرق الخبير في الشئون الصينية، على التقارب الكبير بين الحضارتين المصرية والصينية، لدرجة تقترب من التشابه، مشيرا إلى دورهما المحوري في إثراء التراث الانساني، وتقديم الكثير جدا من المنجزات الحضارية في مختلف المجالات، يجعل البشرية مدينة لهما بالفضل.

وقال الأزرق، خلال الندوة، إن هذا التقارب الحضاري يعتبر بمثابة الاساس المتين الذي يمكن البناء عليه في اقامة علاقات استراتيجية شاملة بين البلدين.

وعزا التقارب بين الحضارتين المصرية والصينية إلى قيام الحضارتين العريقتين على ضفاف نهرين عظيمين وهما نهرا النيل والأصفر، ولما لذلك من تشابه كبير في التحديات التي تمثلت في ترويض النهر واستخدامه بما يحقق غريزة البقاء، وما تولد عنها من احتياجات على اعتبار أن الحاجة أم الاختراع.

وأشار الأزرق إلى أن سر بقاء التراث الإنساني الذي خلفته الحضارتين باقيا حتى الآن على خلاف الدول الأخرى، يرجع إلى تركيز الشعبين المصري والصيني على البناء الحضاري والانجاز التاريخي، مشيرا إلى أن التاريخ لم يسجل للبلدين نشاطا استعماريا توسعيا على عكس الأخرين، وأن اهتمامتهما العسكرية كانت منصبه فحسب على الدفاع عن النفس والوطن.

ونوه بأن الجانب الروحاني لعب دورا مهما في بناء الحضارتين ، ولذا كانت دائما ما تنزع الحضارة المصرية القديمة إلى البحث عن آله يدبرون الأمر ويوفرون مظلة الأمن والحماية الداخلية للانسان المصري وصولا إلى عقيدة التوحيد، فيما تشابهت اقوال فلاسفة وحكماء الصين إلى درجة كبيرة جدا مع مادعت إليه الأديان السماوية، وان كانت على لسان بشر.

وأكد أن هذا التقارب الكبير بين الحضارتين يزيد من اعتقاده أن تواصل ما ربما يكون قد حدث بين الحضارتين منذ ألاف السنين، مشيرا إلى أن ذلك التواصل قد يكون ابعد من الحقبة التي ترجع إليها الاثار الصينية التي عثر عليها بميناء رأس الراية بمدينة الطور بجنوب سيناء والتي ترجع إلى ألف سنة فقط.

وفي هذا الصدد، أشار الأزرق إلى أن الصين ومصر كان لهما نشاطا تجاريا قديما، فبينما عرفت الصين بطريق الحرير الذي ربطها بالعالم، فإن مصر امتلكت أقدم أسطول بحري تجاري جاب البحر الأحمر وزار الصومال حاليا وسواحل أسيا الغربية في عهد الملكة حتشبسوت، لافتا إلى أن هذا الاسطول قد يكون قد وصل إلى أبعد من ذلك، الأمر الذي يحتاج لمزيد من البحث.

وضرب عماد الأزرق أمثلة على تشابه المنجزات التاريخية بين الحضارتين المصرية والصينية في مجال التعليم والثقافة.

كما ضرب أمثله بتشابه المنجزات الحضارية في مجالات الفلك والهندسة والزراعة والصناعة والتعدين والتسليح والطب والتجميل والموروث الثقافي.

بدوره، أوضح الدكتور عبدالحليم منصور استاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، أن الحضارات الانسانية تتقارب وتتشابه كثيرا في الموروثات الثقافية.

واشاد منصور بالحضارة الصينية، مؤكدا أنها بلغت منزلة عالية خاصة في الأونة الأخيرة، مطالبا المصريين بالاقتداء التجربة الصينية.

ألصق عنوان البريد الإلكتروني لصديقك في الفراغ اليمين لإرساله هذه المقالة العودة الى الأعلى
arabic.news.cn

تقرير إخباري: خبراء يؤكدون التقارب التاريخي الكبير بين الحضارتين المصرية والصينية

新华社 | 2017-02-11 23:50:13

القاهرة 11 فبراير 2017 (شينخوا) أكد خبراء مصريون على التقارب الكبير بين الحضارتين المصرية والصينية، واسهاماتهما التاريخية العظيمة.

وكشف الخبراء عن اسهام الحضارتين المتميز بالكثير من المنجزات الحضارية في مختلف المجالات، بما يجعل البشرية مدينة لهما بالفضل.

جاء ذلك خلال الندوة التي عقدتها مؤسسة بيت الحكمة للثقافة والإعلام، تحت عنوان " التقارب التاريخي بين الحضارتين المصرية والصينية، ومنجزات الحضارتين في تاريخ البشرية"، والتي قامت بمناقشة كتاب "تيان قون كاي وو" أول موسوعة علمية صينية في التاريخ.

وقالت الدكتورة إسراء عبد السيد أستاذ اللغة الصينية بجامعة عين شمس، والقائمة على ترجمة الموسوعة الصينية للغة العربية، إن كتاب "تيان قون كاي وو" موسوعة علمية من كنوز التراث الثقافي الصيني، تم ترجمته إلى الإنجليزية والايطالية والإسبانية والفرنسية.

وأضافت عبد السيد أن الموسوعة الصينية صدرت في القرن السابع عشر الميلادي، لـ "سون ين سين"، الذي ولد عام 1587 وتوفي عام 1666، ويعني عنوانها بالعربية "سنة الطبيعة".

وتضم الموسوعة ثلاثة مجلدات كل مجلد منها يحتوي على عشرة فصول، وتضم نحو 123 صورة توضيحية، واستغرق ترجمته للعربية نحو ثلاث سنوات.

ويتناول المجلد الأول كل مايتعلق بالزراعة والأدوات الزراعية، وتناول المجلد الثاني الصناعة في الصين، وخاصة صناعة الطوب والعربات، أما المجلد الثالث فيضم كل ما يتعلق باستخراج وتشكيل الذهب والفضة والمعادن.

وأشارت إلى أن الموسوعة تكشف عن وجود تقارب كبير بين الحضارتين المصرية والصينية، وأن أقوال كونفوشيوس مشابهة لحد كبير لمعاني ومضمون الأحاديث النبوية الشريفة للنبي محمد وأقوال النبي عيسى.

من جانبه، أكد عماد الأزرق الخبير في الشئون الصينية، على التقارب الكبير بين الحضارتين المصرية والصينية، لدرجة تقترب من التشابه، مشيرا إلى دورهما المحوري في إثراء التراث الانساني، وتقديم الكثير جدا من المنجزات الحضارية في مختلف المجالات، يجعل البشرية مدينة لهما بالفضل.

وقال الأزرق، خلال الندوة، إن هذا التقارب الحضاري يعتبر بمثابة الاساس المتين الذي يمكن البناء عليه في اقامة علاقات استراتيجية شاملة بين البلدين.

وعزا التقارب بين الحضارتين المصرية والصينية إلى قيام الحضارتين العريقتين على ضفاف نهرين عظيمين وهما نهرا النيل والأصفر، ولما لذلك من تشابه كبير في التحديات التي تمثلت في ترويض النهر واستخدامه بما يحقق غريزة البقاء، وما تولد عنها من احتياجات على اعتبار أن الحاجة أم الاختراع.

وأشار الأزرق إلى أن سر بقاء التراث الإنساني الذي خلفته الحضارتين باقيا حتى الآن على خلاف الدول الأخرى، يرجع إلى تركيز الشعبين المصري والصيني على البناء الحضاري والانجاز التاريخي، مشيرا إلى أن التاريخ لم يسجل للبلدين نشاطا استعماريا توسعيا على عكس الأخرين، وأن اهتمامتهما العسكرية كانت منصبه فحسب على الدفاع عن النفس والوطن.

ونوه بأن الجانب الروحاني لعب دورا مهما في بناء الحضارتين ، ولذا كانت دائما ما تنزع الحضارة المصرية القديمة إلى البحث عن آله يدبرون الأمر ويوفرون مظلة الأمن والحماية الداخلية للانسان المصري وصولا إلى عقيدة التوحيد، فيما تشابهت اقوال فلاسفة وحكماء الصين إلى درجة كبيرة جدا مع مادعت إليه الأديان السماوية، وان كانت على لسان بشر.

وأكد أن هذا التقارب الكبير بين الحضارتين يزيد من اعتقاده أن تواصل ما ربما يكون قد حدث بين الحضارتين منذ ألاف السنين، مشيرا إلى أن ذلك التواصل قد يكون ابعد من الحقبة التي ترجع إليها الاثار الصينية التي عثر عليها بميناء رأس الراية بمدينة الطور بجنوب سيناء والتي ترجع إلى ألف سنة فقط.

وفي هذا الصدد، أشار الأزرق إلى أن الصين ومصر كان لهما نشاطا تجاريا قديما، فبينما عرفت الصين بطريق الحرير الذي ربطها بالعالم، فإن مصر امتلكت أقدم أسطول بحري تجاري جاب البحر الأحمر وزار الصومال حاليا وسواحل أسيا الغربية في عهد الملكة حتشبسوت، لافتا إلى أن هذا الاسطول قد يكون قد وصل إلى أبعد من ذلك، الأمر الذي يحتاج لمزيد من البحث.

وضرب عماد الأزرق أمثلة على تشابه المنجزات التاريخية بين الحضارتين المصرية والصينية في مجال التعليم والثقافة.

كما ضرب أمثله بتشابه المنجزات الحضارية في مجالات الفلك والهندسة والزراعة والصناعة والتعدين والتسليح والطب والتجميل والموروث الثقافي.

بدوره، أوضح الدكتور عبدالحليم منصور استاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، أن الحضارات الانسانية تتقارب وتتشابه كثيرا في الموروثات الثقافية.

واشاد منصور بالحضارة الصينية، مؤكدا أنها بلغت منزلة عالية خاصة في الأونة الأخيرة، مطالبا المصريين بالاقتداء التجربة الصينية.

الصور

010020070790000000000000011101421360496611