تحقيق إخباري: الكتاب المطبوع في مصر يصارع من أجل البقاء في ظل ارتفاع الأسعار والنسخ الالكترونية

00:29:54 12-02-2017 | Arabic. News. Cn

القاهرة 11 فبراير 2017 (شينخوا) يصارع الكتاب المطبوع في مصر من أجل البقاء في ظل موجة ارتفاعات الأسعار الأخيرة وأيضا انتشار الكتب الالكترونية سواء كانت بشكل قانوني أم لا.

وشهد معرض القاهرة الدولي للكتاب الذي اختتم فعالياته أمس (الجمعة) اقبالا جماهيريا تجاوز ستة ملايين زائر، رغم تقلص عدد الناشرين المصريين المشاركين بالمعرض هذا العام مقارنة بالعام الماضي بنحو 100 ناشر نتيجة ارتفاع أسعار الورق والحبر بعد التعويم الأخير للعملة المحلية.

ومن بين 670 دار نشر يمثلون 35 دولة مشاركة بمعرض الكتاب فقط 451 ناشرا مصريا إشتركوا هذا العام مقارنة بـ 550 ناشرا شاركوا العام الماضي، وذلك بسبب ارتفاع سعر الورق والحبر والذي قيل إنه رفع أسعار الكتب بحوالي 150 %.

وأكد كريم مصطفى، مهندس مدني، أن ارتفاع أسعار الكتب أثر على مبيعاتها بشكل ملحوظ، مضيفا " لو أنني كنت أشتري 20 كتابا خلال فترة المعرض، فإنني أشتري الأن نصف هذا العدد بسبب اسعارها المرتفعة ".

وأعرب مصطفى لوكالة أنباء (شينخوا) عن اعتقاده بأن الكتب الالكترونية لن تؤثر على مبيعات الكتب المطبوعة، "لأن هؤلاء الذين يحبون القراءة لا يستمتعون بالقراءة عبر الانترنت، فأنا شخصيا عندما أريد كتاب أبحث عنه في مكتبات البيع واشتريه، فأنا لا أقرأ الكتب الالكترونية (أونلاين) ابدا ".

ويرى الكاتب الشاب أحمد خير الدين، أن الكتب الالكترونية المنتشرة على الانترنت أثرت بالطبع على مبيعات الكتب المطبوعة وجعلت الكثير من القراء يلجأوون للاطلاع على نسخ إلكترونية غير قانونية.

واضاف خير الدين لوكالة أنباء (شينخوا) أن "بعض دور النشر انتبهت لهذا الأمر وبدأت في انتاج كتب الكترونية لاستهداف هواة القراءة عبر الانترنت، وأتمنى أن يتم تفعيل ذلك في باقي دور النشر حتى تكون وسيلة موازية للربح".

وأوضح أن ارتفاع الأسعار اثر على مبيعات الكتب المطبوعة ، مستطردا "لكن بشكل أقل من المتوقع"، مرجعا ذلك إلى أن بعض الناشرين أدركوا المشكلة وقدموا عروضا على مجموعات من الكتب لتشجيع الاقبال عليها.

من جانبه، قال صبحي خميس عضو اتحاد الناشرين المصريين، إن الكثير من الناس ظنوا أن الكتب الالكترونية ستتفوق على الكتب المطبوعة، ولكن الاقبال الشديد على معرض الكتاب الأخير وكم المبيعات أثبتوا العكس.

وأضاف خليل لوكالة أنباء (شينخوا) أن "القراء لايستطيعون الاستغناء عن الكتاب المطبوع، وقد تكون الكتب الالكترونية مهمة في بعض الاحيان مثل استخدام أجزاء معينة منها في البحوث والدراسات، ولكن الكتاب المطبوع يظل خالدا بالنسبة لمحبي القراءة الذين يحبون اقتناء الكتب الثمينة وانشاء مكتباتهم الخاصة".

واستطرد عضو اتحاد الناشرين المصريين، أنه رغم الطفرة التي تشهدها الكتب الالكترونية فما زالت الكتب المطبوعة تحتفظ بقيمتها ورونقها، كما ثبت من زيارة الملايين لمعرض الكتاب، ولكن ارتفاع أسعار الورق ومواد الطباعة زادت من صعوبة الأمر على الناشرين.

وتابع قائلا " على أي حال ...الناشرون ليسوا تجارا فهم يعتبرون أنفسهم أصحاب رسالة لنقل أفكار الكتاب المبدعين للجمهور، ولذلك فهم لم يرفعوا أسعار الكتب بنفس القدر الذي ارتفعت به التكلفة، وانما كانت الزيادة بنسبة محدودة لتغطية التكاليف".

وكان وزير الثقافة المصري حلمي النمنم، قد أعلن أن معرض القاهرة الدولي للكتاب هذا العام حقق رقما قياسيا من حيث عدد الزوار، بلغ نحو ستة ملايين زائر.

وأوضح النمنم في ختام المعرض، ن مبيعات الدورة الـ 48 للمعرض بلغت 500 الف كتاب من بينها 250 ألف كتاب مبيعات هيئة الكتاب المصرية.

من جانبها، قالت هند عادل، طبيبة شابة، إنها شخصيا لا تفضل الكتب الالكترونية لأنها تحب حمل الكتاب بين يديها اثناء القراءة، واستطردت "ولكني أعرف الكثير من أصدقائي الذين ليس لديهم مشكلة في القراءة أونلاين خاصة في ظل ارتفاع أسعار الكتب".

وطالبت عادل باعادة طباعة الكتب الفاخرة باهظة الثمن طبعة اقتصادية باسعار تكون في متناول الجميع، وأن يتم انشاء مكتبات عامة في كل حي كي يستطيع المواطنون استعارة الكتب التي يرغبون في قراءتها وردها.

وأدى الكساد الاقتصادي في مصر خلال السنوات الست الماضية إلى أن تلجأ الحكومة لبرنامج اصلاح اقتصادي صارم يشمل اجراءات تقشفية منها رفع جزئي للدعم وتعويم العملة المحلية والذي أدى بدوره إلى ارتفاع الاسعار وزيادة معدلات التضخم، وفيما يتعلق بصناعة الكتاب فقد أدى ارتفاع الاسعار إلى انتشار مايسمى بـ "قرصنة الكتب".

بدوره، قال حازم ويفي صاحب أحد فروع مكتبة "أ" بالمعادي جنوب شرق القاهرة، إن النسخ الالكترونية المجانية هي فقط التي أثرت على مبيعات الكتب، بعكس النسخ الالكترونية القانونية مثل تطبيق "كتبي" فهي تعقد اتفاقا قانونيا مع الناشرين.

وأضاف ويفي لوكالة أنباء (شينخوا) إن " المشكلة الأكبر ليست في الكتب الالكترونية المجانية، وانما في تزوير الكتب الورقية والذي انتشر مؤخرا في ظل ارتفاع الأسعار".

وتابع "أحيانا يتم نشر الكتاب وبعد ساعات قليلة من صدوره يتم نشر نسخة ورقية مزورة منه تباع على الأرصفة بأسعار زهيدة مما يستهدف العملاء المباشرين".

في المقابل، أوضح الدكتور هيثم الحاج علي رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب أن معدلات بيع الكتب في الهيئة المصرية العامة للكتاب، باعتباره مقياس لمعرفة اثر الوضع الاقتصادي، تزيد عن ضعف معدلات العام الماضي".

واستطرد الحاج علي لوكالة أنباء (شينخوا) قائلا "بالتالي نستطيع القول إن تأثير الوضع الاقتصادي على نوعية معينة من الكتب تقتصر فقط على تلك التي يغالي فيها الناشر في أسعاره فقط".

وأردف " هيئة الكتاب لا تتلقى دعم حكومي يجعلها في موقف تنافسي مع الناشر الخاص، ولكن سياسة الهيئة تقوم على الطباعة الجيدة وبسعر التكلفة مع هامش ربح قليل للغاية، ولدينا أعمال تفوق في جودتها منتجات الناشر الخاص وتباع بـ 40 في المائة من سعر دور النشر الخاصة".

ولفت إلى أن تحرير سعر الجنيه المصري ربما يكون له تأثير على دور النشر الأجنبية والعربية، منوها بأن فتح باب التعاون بين قطاعات وزارة الثقافة والناشرين العرب والأجانب من شأنه أن يقلل فجوة الأسعار في الأعوام المقبلة.

واستبعد أن يمثل الكتاب الالكتروني تهديدا للكتاب الورقي المطبوع، مؤكدا أن كلا من الكتاب الورقي والالكتروني يعتبران جناحين لوسيط واحد نسعى لتوصيل الرسالة عن طريقه.

وقال "مهمتنا الاساسية أن نوصل الرسالة المعرفية بأي طريقة، وبالتالي إذا كان هناك انتشار أكبر للكتاب الالكتروني نسبيا في هذه الفترة، فعلينا أن ندخل في هذا المجال بشكل أكبر في الفترة القادمة، حتى يكون لدينا هذا الوسيط الجديد الذي نستطيع من خلاله مواصلة رسالتنا من خلاله".

وأضاف "نحن نعمل بالهيئة المصرية العامة للكتاب على إنشاء مشروع للنشر الالكتروني، ولدينا خطط للتسويق الالكتروني سواء للكتاب المطبوع أو الالكتروني".

ألصق عنوان البريد الإلكتروني لصديقك في الفراغ اليمين لإرساله هذه المقالة العودة الى الأعلى
arabic.news.cn

تحقيق إخباري: الكتاب المطبوع في مصر يصارع من أجل البقاء في ظل ارتفاع الأسعار والنسخ الالكترونية

新华社 | 2017-02-12 00:29:54

القاهرة 11 فبراير 2017 (شينخوا) يصارع الكتاب المطبوع في مصر من أجل البقاء في ظل موجة ارتفاعات الأسعار الأخيرة وأيضا انتشار الكتب الالكترونية سواء كانت بشكل قانوني أم لا.

وشهد معرض القاهرة الدولي للكتاب الذي اختتم فعالياته أمس (الجمعة) اقبالا جماهيريا تجاوز ستة ملايين زائر، رغم تقلص عدد الناشرين المصريين المشاركين بالمعرض هذا العام مقارنة بالعام الماضي بنحو 100 ناشر نتيجة ارتفاع أسعار الورق والحبر بعد التعويم الأخير للعملة المحلية.

ومن بين 670 دار نشر يمثلون 35 دولة مشاركة بمعرض الكتاب فقط 451 ناشرا مصريا إشتركوا هذا العام مقارنة بـ 550 ناشرا شاركوا العام الماضي، وذلك بسبب ارتفاع سعر الورق والحبر والذي قيل إنه رفع أسعار الكتب بحوالي 150 %.

وأكد كريم مصطفى، مهندس مدني، أن ارتفاع أسعار الكتب أثر على مبيعاتها بشكل ملحوظ، مضيفا " لو أنني كنت أشتري 20 كتابا خلال فترة المعرض، فإنني أشتري الأن نصف هذا العدد بسبب اسعارها المرتفعة ".

وأعرب مصطفى لوكالة أنباء (شينخوا) عن اعتقاده بأن الكتب الالكترونية لن تؤثر على مبيعات الكتب المطبوعة، "لأن هؤلاء الذين يحبون القراءة لا يستمتعون بالقراءة عبر الانترنت، فأنا شخصيا عندما أريد كتاب أبحث عنه في مكتبات البيع واشتريه، فأنا لا أقرأ الكتب الالكترونية (أونلاين) ابدا ".

ويرى الكاتب الشاب أحمد خير الدين، أن الكتب الالكترونية المنتشرة على الانترنت أثرت بالطبع على مبيعات الكتب المطبوعة وجعلت الكثير من القراء يلجأوون للاطلاع على نسخ إلكترونية غير قانونية.

واضاف خير الدين لوكالة أنباء (شينخوا) أن "بعض دور النشر انتبهت لهذا الأمر وبدأت في انتاج كتب الكترونية لاستهداف هواة القراءة عبر الانترنت، وأتمنى أن يتم تفعيل ذلك في باقي دور النشر حتى تكون وسيلة موازية للربح".

وأوضح أن ارتفاع الأسعار اثر على مبيعات الكتب المطبوعة ، مستطردا "لكن بشكل أقل من المتوقع"، مرجعا ذلك إلى أن بعض الناشرين أدركوا المشكلة وقدموا عروضا على مجموعات من الكتب لتشجيع الاقبال عليها.

من جانبه، قال صبحي خميس عضو اتحاد الناشرين المصريين، إن الكثير من الناس ظنوا أن الكتب الالكترونية ستتفوق على الكتب المطبوعة، ولكن الاقبال الشديد على معرض الكتاب الأخير وكم المبيعات أثبتوا العكس.

وأضاف خليل لوكالة أنباء (شينخوا) أن "القراء لايستطيعون الاستغناء عن الكتاب المطبوع، وقد تكون الكتب الالكترونية مهمة في بعض الاحيان مثل استخدام أجزاء معينة منها في البحوث والدراسات، ولكن الكتاب المطبوع يظل خالدا بالنسبة لمحبي القراءة الذين يحبون اقتناء الكتب الثمينة وانشاء مكتباتهم الخاصة".

واستطرد عضو اتحاد الناشرين المصريين، أنه رغم الطفرة التي تشهدها الكتب الالكترونية فما زالت الكتب المطبوعة تحتفظ بقيمتها ورونقها، كما ثبت من زيارة الملايين لمعرض الكتاب، ولكن ارتفاع أسعار الورق ومواد الطباعة زادت من صعوبة الأمر على الناشرين.

وتابع قائلا " على أي حال ...الناشرون ليسوا تجارا فهم يعتبرون أنفسهم أصحاب رسالة لنقل أفكار الكتاب المبدعين للجمهور، ولذلك فهم لم يرفعوا أسعار الكتب بنفس القدر الذي ارتفعت به التكلفة، وانما كانت الزيادة بنسبة محدودة لتغطية التكاليف".

وكان وزير الثقافة المصري حلمي النمنم، قد أعلن أن معرض القاهرة الدولي للكتاب هذا العام حقق رقما قياسيا من حيث عدد الزوار، بلغ نحو ستة ملايين زائر.

وأوضح النمنم في ختام المعرض، ن مبيعات الدورة الـ 48 للمعرض بلغت 500 الف كتاب من بينها 250 ألف كتاب مبيعات هيئة الكتاب المصرية.

من جانبها، قالت هند عادل، طبيبة شابة، إنها شخصيا لا تفضل الكتب الالكترونية لأنها تحب حمل الكتاب بين يديها اثناء القراءة، واستطردت "ولكني أعرف الكثير من أصدقائي الذين ليس لديهم مشكلة في القراءة أونلاين خاصة في ظل ارتفاع أسعار الكتب".

وطالبت عادل باعادة طباعة الكتب الفاخرة باهظة الثمن طبعة اقتصادية باسعار تكون في متناول الجميع، وأن يتم انشاء مكتبات عامة في كل حي كي يستطيع المواطنون استعارة الكتب التي يرغبون في قراءتها وردها.

وأدى الكساد الاقتصادي في مصر خلال السنوات الست الماضية إلى أن تلجأ الحكومة لبرنامج اصلاح اقتصادي صارم يشمل اجراءات تقشفية منها رفع جزئي للدعم وتعويم العملة المحلية والذي أدى بدوره إلى ارتفاع الاسعار وزيادة معدلات التضخم، وفيما يتعلق بصناعة الكتاب فقد أدى ارتفاع الاسعار إلى انتشار مايسمى بـ "قرصنة الكتب".

بدوره، قال حازم ويفي صاحب أحد فروع مكتبة "أ" بالمعادي جنوب شرق القاهرة، إن النسخ الالكترونية المجانية هي فقط التي أثرت على مبيعات الكتب، بعكس النسخ الالكترونية القانونية مثل تطبيق "كتبي" فهي تعقد اتفاقا قانونيا مع الناشرين.

وأضاف ويفي لوكالة أنباء (شينخوا) إن " المشكلة الأكبر ليست في الكتب الالكترونية المجانية، وانما في تزوير الكتب الورقية والذي انتشر مؤخرا في ظل ارتفاع الأسعار".

وتابع "أحيانا يتم نشر الكتاب وبعد ساعات قليلة من صدوره يتم نشر نسخة ورقية مزورة منه تباع على الأرصفة بأسعار زهيدة مما يستهدف العملاء المباشرين".

في المقابل، أوضح الدكتور هيثم الحاج علي رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب أن معدلات بيع الكتب في الهيئة المصرية العامة للكتاب، باعتباره مقياس لمعرفة اثر الوضع الاقتصادي، تزيد عن ضعف معدلات العام الماضي".

واستطرد الحاج علي لوكالة أنباء (شينخوا) قائلا "بالتالي نستطيع القول إن تأثير الوضع الاقتصادي على نوعية معينة من الكتب تقتصر فقط على تلك التي يغالي فيها الناشر في أسعاره فقط".

وأردف " هيئة الكتاب لا تتلقى دعم حكومي يجعلها في موقف تنافسي مع الناشر الخاص، ولكن سياسة الهيئة تقوم على الطباعة الجيدة وبسعر التكلفة مع هامش ربح قليل للغاية، ولدينا أعمال تفوق في جودتها منتجات الناشر الخاص وتباع بـ 40 في المائة من سعر دور النشر الخاصة".

ولفت إلى أن تحرير سعر الجنيه المصري ربما يكون له تأثير على دور النشر الأجنبية والعربية، منوها بأن فتح باب التعاون بين قطاعات وزارة الثقافة والناشرين العرب والأجانب من شأنه أن يقلل فجوة الأسعار في الأعوام المقبلة.

واستبعد أن يمثل الكتاب الالكتروني تهديدا للكتاب الورقي المطبوع، مؤكدا أن كلا من الكتاب الورقي والالكتروني يعتبران جناحين لوسيط واحد نسعى لتوصيل الرسالة عن طريقه.

وقال "مهمتنا الاساسية أن نوصل الرسالة المعرفية بأي طريقة، وبالتالي إذا كان هناك انتشار أكبر للكتاب الالكتروني نسبيا في هذه الفترة، فعلينا أن ندخل في هذا المجال بشكل أكبر في الفترة القادمة، حتى يكون لدينا هذا الوسيط الجديد الذي نستطيع من خلاله مواصلة رسالتنا من خلاله".

وأضاف "نحن نعمل بالهيئة المصرية العامة للكتاب على إنشاء مشروع للنشر الالكتروني، ولدينا خطط للتسويق الالكتروني سواء للكتاب المطبوع أو الالكتروني".

الصور

010020070790000000000000011101421360496731