الصفحة الاولى الصين الشرق الاوسط الصين والعالم العربي العالم الاقتصاد الثقافة والتعليم العلوم الصحة
السياحة والبيئة الرياضة أهم الموضوعات الموضوعات الخاصة التقارير والتحليلات الصور مؤتمر صحفي للخارجية
 
تحقيق: حرفي من غزة يتحدى الحصار الإسرائيلي بمجسمات خشبية مميزة
                 arabic.news.cn | 2017-02-12 20:10:50

غزة 12 فبراير 2017 (شينخوا) وسط ورشة قديمة في مدينة غزة يقف الحرفي الفلسطيني هشام كحيل (57 عاما) أمام آلة جمع قطعها بنفسه، ليضع اللمسات الأخيرة على آنية صنعها من الخشب كتحفة فنية بغرض البيع لتوفير دخل مادي في ظل الحصار الإسرائيلي .

وبعد أن انتهى كحيل من صنع القطعة الجديدة وضعها على أحد الرفوف التي تملأ ورشته إلى جانب مجسمات أخرى صنعت أيضا من الخشب، لكنها تتفاوت في الحجم وتختلف في الشكل فيما يجمعها الجمال والتميز.

ويقول كحيل لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن صناعة تلك القطع الفنية تستهويه، إضافة إلى أنها توفر له ولعائلته دخلا ماديا في ظل الحصار الاقتصادي الإسرائيلي الذي يخنق قطاع غزة منذ عشرة أعوام تقريبا.

وتفرض إسرائيل حصارا مشددا على قطاع غزة الذي يقطنه زهاء مليوني نسمة منذ منتصف عام 2007 إثر سيطرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على الأوضاع فيه بالقوة.

ودفع الحصار نسبة البطالة في أوساط سكان قطاع غزة بشكل عام لتصبح من بين الأعلى في العالم، حيث وصلت إلى حوالي 42.7 في المائة من إجمالي السكان، بحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.

ويمتهن كحيل النجارة منذ نحو 38 عاما بعد أن درسها وتعلمها في مركز مهني محلي، وظلت أعماله تركز على صناعة الأثاث بأنواعه المختلفة لبيعها في السوق المحلية في قطاع غزة، حسب ما يقول.

ويضيف أن سنوات الحصار وما خلفته من ركود اقتصادي أدت إلى تراجع كبير لأعماله ما دفعه إلى البحث عن مجال آخر ضمن مهنته ليجد في صناعة المجسمات الفنية الخشبية ضالته.

ويعرض كحيل في ورشته عشرات المجسمات الخشبية، منها الصغيرة والكبيرة، لكن غالبيتها صنعت على أشكال تعبر عن التراث الفلسطيني.

وكان الرجل موهوبا في الرسم منذ صغره، ما ساعده على تطوير مجال عمله لاحقا.

ويعرض كحيل منتجاته بطريقة فنية جذابة بعد أن صنع أرففا صغيرة مستطيلة الشكل مرتبة أسفل بعضها البعض، فيما تتقدمها معلقات لمجسمات أصغر حجما.

ومما يعرضه كحيل في ورشته قطع زينة خشبية مثل "المهباج" أو "الهون" المستخدم في طحن الحبوب، وهو عبارة عن وعاء خشبي مجوف توضع بداخله الحبوب بأنواعها، وبواسطة قطعة خشبية أخرى عمودية الشكل تتم عملية الطحن.

كما يعرض مجسمات مختلفة لأوان فخارية من الخشب مثل "الإبريق والجرة والصفرية والكرمية والعسلية والشربة".

ويقول كحيل إنه يستخدم في صناعة جميع تلك المجسمات الخشب الطبيعي من أشجار السرو واللوز والليمون والزيتون.

وتلفت هذه المجسمات أنظار زبائن ورشة كحيل لندرتها في الأسواق المحلية، لكنه يقول إن الإقبال على الشراء يبقى محدودا نظرا لصعوبة الأوضاع المعيشية للسكان.

ويعتقد كحيل أن ورشته هي الوحيدة التي تصنع مثل هذه المجسمات الخشبية على مستوى قطاع غزة.

واللافت أن جميع أعماله تتم بواسطة آلة يدوية تدعى "المخرطة" جمع كحيل قطعها بنفسه لتتناسب مع عمله وتمكنه من عمل التحف والأشكال التي يريد.

وبجانب تلك الآلة يستخدم كحيل "الإزميل" لتشكيل القطع أثناء صناعتها.

ويطلي كحيل منتجاته بألوان مختلفة حسب طلب زبائنه، منها البني أو الأسود أو الطلاء الشفاف الذي يمنح المنتج بريقا مميزا مع الحفاظ على لون الخشب الطبيعي.

وبينما كان ينفض ما علق في يديه من نشارة الخشب، قال كحيل ، إن تعامله مع الخشب وتشكيله يثير لديه شعورا بالسعادة خاصة وهو ينحته يدويا كما يريد بسهولة ويسر.

ويطمح كحيل إلى تصدير منتجاته إلى خارج قطاع غزة، لكن الحصار الإسرائيلي يمنعه من ذلك.

كما أنه يواجه عقبات في توفير ما يحتاجه من مواد خام لمنتجاته مثل ألواح الخشب كبيرة الحجم، إلى جانب أزمة تفاقم انقطاع التيار الكهربائي الذي يعتمد عمله كليا على توفره.

ومهنة النجارة هي مصدر الدخل الوحيد لكحيل الذي يعيل عائلة مكونة من تسعة أفراد، ويقول إنه يحرص على توريثها لابنيه حتى يضمن تخليد أعماله مستقبلا.

 
احتفال بعيد الفوانيس في وسط الصين
احتفال بعيد الفوانيس في وسط الصين
الإيرانيون يحيون ذكرى الثورة الإسلامية في البلاد
الإيرانيون يحيون ذكرى الثورة الإسلامية في البلاد
افتتاح مهرجان المصابيح الملونة بمناسبة عيد الفوانيس في تشونغتشينغ الصينية
افتتاح مهرجان المصابيح الملونة بمناسبة عيد الفوانيس في تشونغتشينغ الصينية
مقتل ثمانية وإصابة 20 في هجوم انتحاري جنوب أفغانستان
مقتل ثمانية وإصابة 20 في هجوم انتحاري جنوب أفغانستان
الباندا تجذب الزوار خلال عطلة العيد الوطني الصيني
الباندا تجذب الزوار خلال عطلة العيد الوطني الصيني
الأعمال الزراعية في فصل الخريف
الأعمال الزراعية في فصل الخريف
أسبوع الموضة في نيويورك
أسبوع الموضة في نيويورك
اللاجئون الصغار فى دمشق بسوريا
اللاجئون الصغار فى دمشق بسوريا
العودة إلى القمة
الصفحة الاولى الصين الشرق الاوسط الصين والعالم العربي العالم الاقتصاد الثقافة والتعليم العلوم الصحة
السياحة والبيئة الرياضة أهم الموضوعات الموضوعات الخاصة التقارير والتحليلات الصور مؤتمر صحفي للخارجية
arabic.news.cn

تحقيق: حرفي من غزة يتحدى الحصار الإسرائيلي بمجسمات خشبية مميزة

新华社 | 2017-02-12 20:10:50

غزة 12 فبراير 2017 (شينخوا) وسط ورشة قديمة في مدينة غزة يقف الحرفي الفلسطيني هشام كحيل (57 عاما) أمام آلة جمع قطعها بنفسه، ليضع اللمسات الأخيرة على آنية صنعها من الخشب كتحفة فنية بغرض البيع لتوفير دخل مادي في ظل الحصار الإسرائيلي .

وبعد أن انتهى كحيل من صنع القطعة الجديدة وضعها على أحد الرفوف التي تملأ ورشته إلى جانب مجسمات أخرى صنعت أيضا من الخشب، لكنها تتفاوت في الحجم وتختلف في الشكل فيما يجمعها الجمال والتميز.

ويقول كحيل لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن صناعة تلك القطع الفنية تستهويه، إضافة إلى أنها توفر له ولعائلته دخلا ماديا في ظل الحصار الاقتصادي الإسرائيلي الذي يخنق قطاع غزة منذ عشرة أعوام تقريبا.

وتفرض إسرائيل حصارا مشددا على قطاع غزة الذي يقطنه زهاء مليوني نسمة منذ منتصف عام 2007 إثر سيطرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على الأوضاع فيه بالقوة.

ودفع الحصار نسبة البطالة في أوساط سكان قطاع غزة بشكل عام لتصبح من بين الأعلى في العالم، حيث وصلت إلى حوالي 42.7 في المائة من إجمالي السكان، بحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.

ويمتهن كحيل النجارة منذ نحو 38 عاما بعد أن درسها وتعلمها في مركز مهني محلي، وظلت أعماله تركز على صناعة الأثاث بأنواعه المختلفة لبيعها في السوق المحلية في قطاع غزة، حسب ما يقول.

ويضيف أن سنوات الحصار وما خلفته من ركود اقتصادي أدت إلى تراجع كبير لأعماله ما دفعه إلى البحث عن مجال آخر ضمن مهنته ليجد في صناعة المجسمات الفنية الخشبية ضالته.

ويعرض كحيل في ورشته عشرات المجسمات الخشبية، منها الصغيرة والكبيرة، لكن غالبيتها صنعت على أشكال تعبر عن التراث الفلسطيني.

وكان الرجل موهوبا في الرسم منذ صغره، ما ساعده على تطوير مجال عمله لاحقا.

ويعرض كحيل منتجاته بطريقة فنية جذابة بعد أن صنع أرففا صغيرة مستطيلة الشكل مرتبة أسفل بعضها البعض، فيما تتقدمها معلقات لمجسمات أصغر حجما.

ومما يعرضه كحيل في ورشته قطع زينة خشبية مثل "المهباج" أو "الهون" المستخدم في طحن الحبوب، وهو عبارة عن وعاء خشبي مجوف توضع بداخله الحبوب بأنواعها، وبواسطة قطعة خشبية أخرى عمودية الشكل تتم عملية الطحن.

كما يعرض مجسمات مختلفة لأوان فخارية من الخشب مثل "الإبريق والجرة والصفرية والكرمية والعسلية والشربة".

ويقول كحيل إنه يستخدم في صناعة جميع تلك المجسمات الخشب الطبيعي من أشجار السرو واللوز والليمون والزيتون.

وتلفت هذه المجسمات أنظار زبائن ورشة كحيل لندرتها في الأسواق المحلية، لكنه يقول إن الإقبال على الشراء يبقى محدودا نظرا لصعوبة الأوضاع المعيشية للسكان.

ويعتقد كحيل أن ورشته هي الوحيدة التي تصنع مثل هذه المجسمات الخشبية على مستوى قطاع غزة.

واللافت أن جميع أعماله تتم بواسطة آلة يدوية تدعى "المخرطة" جمع كحيل قطعها بنفسه لتتناسب مع عمله وتمكنه من عمل التحف والأشكال التي يريد.

وبجانب تلك الآلة يستخدم كحيل "الإزميل" لتشكيل القطع أثناء صناعتها.

ويطلي كحيل منتجاته بألوان مختلفة حسب طلب زبائنه، منها البني أو الأسود أو الطلاء الشفاف الذي يمنح المنتج بريقا مميزا مع الحفاظ على لون الخشب الطبيعي.

وبينما كان ينفض ما علق في يديه من نشارة الخشب، قال كحيل ، إن تعامله مع الخشب وتشكيله يثير لديه شعورا بالسعادة خاصة وهو ينحته يدويا كما يريد بسهولة ويسر.

ويطمح كحيل إلى تصدير منتجاته إلى خارج قطاع غزة، لكن الحصار الإسرائيلي يمنعه من ذلك.

كما أنه يواجه عقبات في توفير ما يحتاجه من مواد خام لمنتجاته مثل ألواح الخشب كبيرة الحجم، إلى جانب أزمة تفاقم انقطاع التيار الكهربائي الذي يعتمد عمله كليا على توفره.

ومهنة النجارة هي مصدر الدخل الوحيد لكحيل الذي يعيل عائلة مكونة من تسعة أفراد، ويقول إنه يحرص على توريثها لابنيه حتى يضمن تخليد أعماله مستقبلا.

الصور

010020070790000000000000011100001360510321