رام الله 15 فبراير 2017 (شينخوا) رفض الفلسطينيون بشدة اليوم (الأربعاء)، تلويح البيت الأبيض بتخلي الولايات المتحدة الأمريكية عن رؤية حل الدولتين المدعومة دوليا لحل القضية الفلسطينية والصراع مع إسرائيل المستمر منذ عدة عقود.
وأكد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، أن البديل الوحيد عن حل الدولتين هو دولة ديمقراطية واحدة تحظى بحقوق متساوية لجميع أبنائها من المسيحيين والمسلمين واليهود.
وقال عريقات في مؤتمر صحفي عقده في مدينة أريحا بالضفة الغربية قبل ساعات من لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب في واشنطن "نقول لكل من يريد دفن حل الدولتين أو مساعدة الحكومة الإسرائيلية بدفن هذا الخيار فإن البديل لن يكون خيار الابارتهايد فهو إلى فشل وزوال".
وأضاف أن هناك "محاولات حثيثة وواضحة من قبل الحكومة الإسرائيلية لدفن حل لدولتين والغاء فكرة إقامة دولة فلسطين بحدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية"، مشيرا إلى أنها "غير مستعدة لخيار دولة ديمقراطية ومحاولة فرض واقع الدولة الواحدة بنظامين دولة ابارتهايد وهذا أمر مستحيل".
وأكد عريقات "نحن كدولة فلسطين ومنظمة التحرير الفلسطينية خيارنا هو حل الدولتين على حدود 1967، وقدمنا لهذا الغرض تنازلات كبيرة ومؤلمة واعترفنا بإسرائيل على أساس ذلك، والآن ستة ملايين فلسطيني يعيشون تحت السيطرة الإسرائيلية، وستة ملايين آخرين في اللجوء والمنافي ومازلنا نتمسك بخيار الدولتين والمسار السلمي والقانون الدولي".
وفي السياق أعلن مصدر فلسطيني أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبلغ مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية مايك بومبيو خلال اجتماع عقد بينهما مساء أمس "الثلاثاء" في رام الله رفضه أي تخلي أمريكي عن حل الدولتين.
وقال المصدر ل((شينخوا)) مشترطا عدم ذكر اسمه، إن "المسؤول الأمريكي ناقش أفكارا وطروحات أميركية منها تعاون إقليمي لحل الصراع الفلسطيني من دون ذكر حل الدولتين، وهو ما رفضه عباس الذي أصر على حل الدولتين دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967 تعيش إلى جانب دولة إسرائيل بأمن وسلام".
وبحسب المصدر، فإن المسؤول الأمريكي "حمل الردود الفلسطينية لعرضها على الإدارة الأمريكية لإمكانية بلورة موقف وسط بين الجانبين".
وجاء اللقاء بين عباس والمسؤول الأمريكي عشية عقد أول اجتماع رسمي بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن.
وكان مصدر في البيت الأبيض قال، بحسب ما نقلت عنه الإذاعة الإسرائيلية العامة، إن الولايات المتحدة لن تملي على الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني الشروط للتوصل إلى اتفاق سلام بل أنها ستؤيد كل ما يتفق عليه الطرفان.
وأضاف المصدر الذي لم يتم الكشف عن هويته، أن واشنطن لن تصر على مبدأ حل الدولتين إذا لم يفض إلى السلام وأنه سيتم البحث عن حلول أخرى.
وبهذا الصدد أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أحمد مجدلاني، أن هذا الموقف الأمريكي " مرفوض فلسطينيا بشدة وسيتم التعامل معه بكل جدية لمناهضته".
وقال مجدلاني ل((شينخوا))، إن الموقف المعلن من البيت الأبيض "يشكل تراجعا للموقف الأمريكي التقليدي ويعني أن الإدارة الأمريكية تعطي ضوء أخضر لإسرائيل لمزيد من الاستيطان وفرض الحل الأحادي الذي تريده إسرائيل".
وأضاف مجدلاني أن الموقف الفلسطيني الرسمي ثابت وواضح برفض مساعي إسرائيل لتقويض حل الدولتين، وفرض دولة على الفلسطينيين في قطاع غزة وحكم ذاتي في الضفة الغربية لصالح تكريس احتلالها".
بدورها قالت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حنان عشراوي إن الإدارة الأمريكية الجديدة " تدعم نتنياهو في مواقفه وتوفر له مساحة للقضاء على حل الدولتين، وتتحول من حليف منحاز لإسرائيل إلى شريك بالجريمة".
وأضافت عشراوي في بيان صحفي تلقت ((شينخوا)) نسخة منه أنه "إذا أراد الرئيس الأميركي دونالد ترامب التخلص من حل الدولتين لخلق واقع بديل، فعليه أن يقدم ويوضح ما هي الخيارات والبدائل لذلك".
وأكدت عشراوي أن "حل الدولة الواحدة يتطلب المساواة في الحقوق والمواطنة للجميع، وما يسعى له نتنياهو هو استمرار الاحتلال العسكري وفرض دولة فصل عنصري، الأمر الذي سيجر المنطقة وخارجها إلى المزيد من التطرف والعنف والدمار".
وتابعت " أن حل الدولتين المجمع عليه دوليا شكل ركيزة لسياسة الولايات المتحدة، كما أنه شرط أساسي للسلام، وإذا تنكرت إدارة ترامب لهذه السياسة فإن ذلك سيؤدي إلى تدمير فرص السلام وسيكون له تأثير سلبي على مصداقية الولايات المتحدة ومصالحها في المنطقة".
من جهته أكد النائب الفلسطيني الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي أن الموقف المذكور للبيت الأبيض "يمثل تراجعا خطيرا في موقف الأدارة الأمريكية، وتساوقا مع ما تطرحه حكومة اليمين العنصري الاسرائيلية، ويشكل غطاء للتوسع الاستيطاني الخطير".
وقال البرغوثي في بيان صحفي تلقت ((شينخوا)) نسخة منه إن "هذا التصريح يشكل خطرا جديا وحقيقيا على أي احتمال للسلام في المنطقة ويجب أن يجابه بكل حزم وقوة فلسطينيا وعربيا ودوليا بما في ذلك الاحالة الفورية لمحكمة الجنايات الدولية وانضمام فلسطين إلى كافة المؤسسات الدولية، ومطالبة الدول الأوروبية التي لم تعترف بدولة فلسطين الاعتراف بها فورا".
وأضاف البرغوثي " يجب أن تعرف إسرائيل وصانعوا السياسة في الولايات الامريكية المتحدة أن الشعب الفلسطيني لن يرضخ أبداً لعبودية الاحتلال ونظام "الابارتهايد" العنصري"، معتبرا أنه "إذا قتلوا فكرة الدولة الفلسطينية المستقلة فلن يكون سلام إلا في دولة ديمقراطية كاملة يساوى فيها الجميع في الحقوق وهذا يعني فشل المشروع الإسرائيلي بالكامل".
يذكر أن آخر مفاوضات للسلام بين الفلسطينيين وإسرائيل توقفت نهاية مارس عام 2014 بعد تسعة أشهر من المحادثات برعاية أمريكية دون تحقيق تقدم لحل الصراع الممتد بين الجانبين منذ عدة عقود.
ترامب يدعو نتنياهو لوقف بناء مستوطنات جديدة
مسئول فلسطيني ينتقد مواقف ترامب خلال لقائه نتنياهو
الرئاسة الفلسطينية تؤكد على تمسكها بخيار الدولتين