تحقيق إخباري: الثورة الليبية في ميلادها السادس.. دوامة العنف والإرهاب نتائجها

09:30:40 17-02-2017 | Arabic. News. Cn

طرابلس 17 فبراير 2016 (شينخوا) دخلت الثورة الليبية التي اندلعت شرارتها بمدينة بنغازي شرق البلاد في السابع عشر من فبراير عام 2011، دخلت عامها السادس دون تغيير حقيقي أو قطف ثمار الثورة، لكن الثابت والواضح في واقع الثورة بالنسبة لطيف واسع من الليبيين هو أن دوامة العنف والإرهاب هي نتاج الثورة عقب مرور هذه السنوات على ميلادها .

وبدوره، يرى جلال الفيتوري الأستاذ الجامعي الليبي في تصريح لوكالة أنباء ((شينخوا)) يوم الأربعاء أن "معظم الشعب يشعرون بندم كبير جراء إسقاط نظام القذافي، ليس بسبب حب النظام أو التشبث فيه، لكن لأن البديل لم يكن يتوقعه أحد، حيث حلت الفوضى وانعدام الأمن مقابل القبضة الأمنية التي كانت قبل ستة أعوام، والأشد مرارة هو الفساد بشتى أشكاله الذي أصاب بيت كل ليبي ومؤسسة حكومية" .

وتابع "عندما خرجنا على النظام، كنا نحلم بحرية التعبير والتمتع بثرواتنا، لكننا للأسف أمسينا محاصرين من المجرمين وتجار الحروب، وبدل الحصول على نصيبنا من ثروة النفط، حصلنا بالمقابل ازدياداً في مستوى الفقر، وتحول المواطن إلى شخص عديم الحيلة، والمصائب تحاصره من كل جانب" .

وأشار الفيتوري إلى أن كل من خرج في انتفاضة فبراير قبل ستة أعوام ، لو كان يعرف أن مسار الثورة سيتجه نحو هذا الانحدار، لعزف الليبيون على الخروج في مظاهرات إسقاط القذافي .

أما ابتسام النايلي الموظفة بمستشفى الزاوية التعليمي، فترى أن الثورة عبارة عن "مؤامرة دولية" وأن "جميع الذين خرجوا خدعوا من قبل الساسة الليبيين في الخارج، والذين كانوا يطمحون لتولي السلطة بأي شكل وثمن وحققوا مرادهم عبر غسيل أدمغة الشباب بالخروج ضد القذافي".

ونوهت ابتسام بأن هذه المؤامرة جاءت للنيل من ليبيا حيث تم تقسيم البلاد عبر النزاعات القزمية في كل مدينة وبلدة، وجعلت الغرب مفصولا عن الشرق، وثمار هذا التشرذم هو وجود ثلاث حكومات تدعي الشرعية وبرلمانين في الغرب والشرق، كل يدعي أنه صاحب السلطة والمفوض شعبيا.

شهدت مدينة بنغازي انتفاضة شعبية في السابع عشر من فبراير 2011 سرعان ما اتسعت رقعتها لتشمل عموم البلاد ، تحولت عقب أسابيع من السلمية في المظاهرات إلى نزاع مسلح بين الثوار الليبيون وبين كتائب نظام العقيد معمر القذافي.وفي أكتوبر من العام ذاته، تمكن الثوار من إسقاط القذافي وقتل في سرت عقب القبض عليه لتنتهي حقبة أحكم عليها العقيد قبضته على ليبيا لمدة 42 عاماً منفرداً بالسلطة.

من جانبه، يسرد محمد النعمي وهو أحد ثوار مدينة طرابلس ذاكرة انتفاضة سكان العاصمة قائلا "لقد خرجنا بشكل عفوي، وكانت بيننا لحمة كبيرة حتى بدعم معرفة سابقة جمعتنا في ميدان الشهداء، حينها كانت الأماني والهمم عالية والجميع كان يحلم بليبيا جديدة يسودها الرخاء والاستقرار ، لكن للأسف ليس كل ما يتمانه المرء يدركه".

وعن مصير الثورة عقب الإخفاقات المتتالية، أجاب "صحيح كنا نتوقع الأفضل، لكننا سنعمل على التحلي بالصبر والإيمان بقضيتنا والتي وبالرغم من العقبات والفوضى التي تعصف بالبلاد ، إلا أننا متفائلون بأن التغيير ستجنى ثماره ولو بعد حين"، وأردف "لا أريد تكرار مقولة المهم أننا أسقطنا القذافي، لأن ليس هذا جوهر الثورة فحسب، بل التغيير يجب أن يكون بداخل كل ليبي غيور على وطنه".

بدورها قالت نجوى الحامي الحقوقية الليبية في تصريح لـ((شينخوا)) إن "الذي حصل في ليبيا لا يمكن وصفه بالثورة، لكن يمكن وصفه بحركة احتجاجية استغلت للتحول لصراع مسلح".

وفسرت نظرتها حول الثورة متسائلة "كيف يمكن أن تكون ثورة شعبية وثلاثة أرباع الشعب كان يؤيد القذافي؟ وهل خروج المئات في كل مدينة يعني أنها ثورة؟ اعتقد أن الأمر وراءه مخابرات غربية حاولت تغيير النظام بالقوة ونجحت بأيادي ليبية من تنفيذ هذا المشروع وحصد تجار الحروب الثمن بتقلدهم المناصب وسرقتهم ملايين الدولارات والمواطن البسيط لا ينجح حتى في تأمين قوت يومه".

وتابعت "الثورة لكل سياسي عميل، يمتلك جنسيات غربية ولديها حسابات بالخارج،هؤلاء هم أحرص الناس الذين سيحتفلون بذكرى فبراير، لأنهم وصولوا لهذه المكانة بفضلها، وبالتالي هناك مبرر قوي يجعلهم يحتفلون".

وانتشرت دعوات أطلقها ناشطون عبر وسائل التواصل الاجتماعي في ليبيا تحث المواطنين بعدم الخروج في مظاهرات الاحتفال بالذكرى السادسة لثورة 17 فبراير.

وبرر الناشطون دعوات مقاطعة الاحتفالات بأن الوضع الذي وصلت إليه ليبيا يجعل كل ليبي مشارك في حال استمرار تخليده لذكرة الثورة، التي لم تجلب سوى الدمار والقتل والحرب الأهلية ، على حد تعبيرهم .

ألصق عنوان البريد الإلكتروني لصديقك في الفراغ اليمين لإرساله هذه المقالة العودة الى الأعلى
arabic.news.cn

تحقيق إخباري: الثورة الليبية في ميلادها السادس.. دوامة العنف والإرهاب نتائجها

新华社 | 2017-02-17 09:30:40

طرابلس 17 فبراير 2016 (شينخوا) دخلت الثورة الليبية التي اندلعت شرارتها بمدينة بنغازي شرق البلاد في السابع عشر من فبراير عام 2011، دخلت عامها السادس دون تغيير حقيقي أو قطف ثمار الثورة، لكن الثابت والواضح في واقع الثورة بالنسبة لطيف واسع من الليبيين هو أن دوامة العنف والإرهاب هي نتاج الثورة عقب مرور هذه السنوات على ميلادها .

وبدوره، يرى جلال الفيتوري الأستاذ الجامعي الليبي في تصريح لوكالة أنباء ((شينخوا)) يوم الأربعاء أن "معظم الشعب يشعرون بندم كبير جراء إسقاط نظام القذافي، ليس بسبب حب النظام أو التشبث فيه، لكن لأن البديل لم يكن يتوقعه أحد، حيث حلت الفوضى وانعدام الأمن مقابل القبضة الأمنية التي كانت قبل ستة أعوام، والأشد مرارة هو الفساد بشتى أشكاله الذي أصاب بيت كل ليبي ومؤسسة حكومية" .

وتابع "عندما خرجنا على النظام، كنا نحلم بحرية التعبير والتمتع بثرواتنا، لكننا للأسف أمسينا محاصرين من المجرمين وتجار الحروب، وبدل الحصول على نصيبنا من ثروة النفط، حصلنا بالمقابل ازدياداً في مستوى الفقر، وتحول المواطن إلى شخص عديم الحيلة، والمصائب تحاصره من كل جانب" .

وأشار الفيتوري إلى أن كل من خرج في انتفاضة فبراير قبل ستة أعوام ، لو كان يعرف أن مسار الثورة سيتجه نحو هذا الانحدار، لعزف الليبيون على الخروج في مظاهرات إسقاط القذافي .

أما ابتسام النايلي الموظفة بمستشفى الزاوية التعليمي، فترى أن الثورة عبارة عن "مؤامرة دولية" وأن "جميع الذين خرجوا خدعوا من قبل الساسة الليبيين في الخارج، والذين كانوا يطمحون لتولي السلطة بأي شكل وثمن وحققوا مرادهم عبر غسيل أدمغة الشباب بالخروج ضد القذافي".

ونوهت ابتسام بأن هذه المؤامرة جاءت للنيل من ليبيا حيث تم تقسيم البلاد عبر النزاعات القزمية في كل مدينة وبلدة، وجعلت الغرب مفصولا عن الشرق، وثمار هذا التشرذم هو وجود ثلاث حكومات تدعي الشرعية وبرلمانين في الغرب والشرق، كل يدعي أنه صاحب السلطة والمفوض شعبيا.

شهدت مدينة بنغازي انتفاضة شعبية في السابع عشر من فبراير 2011 سرعان ما اتسعت رقعتها لتشمل عموم البلاد ، تحولت عقب أسابيع من السلمية في المظاهرات إلى نزاع مسلح بين الثوار الليبيون وبين كتائب نظام العقيد معمر القذافي.وفي أكتوبر من العام ذاته، تمكن الثوار من إسقاط القذافي وقتل في سرت عقب القبض عليه لتنتهي حقبة أحكم عليها العقيد قبضته على ليبيا لمدة 42 عاماً منفرداً بالسلطة.

من جانبه، يسرد محمد النعمي وهو أحد ثوار مدينة طرابلس ذاكرة انتفاضة سكان العاصمة قائلا "لقد خرجنا بشكل عفوي، وكانت بيننا لحمة كبيرة حتى بدعم معرفة سابقة جمعتنا في ميدان الشهداء، حينها كانت الأماني والهمم عالية والجميع كان يحلم بليبيا جديدة يسودها الرخاء والاستقرار ، لكن للأسف ليس كل ما يتمانه المرء يدركه".

وعن مصير الثورة عقب الإخفاقات المتتالية، أجاب "صحيح كنا نتوقع الأفضل، لكننا سنعمل على التحلي بالصبر والإيمان بقضيتنا والتي وبالرغم من العقبات والفوضى التي تعصف بالبلاد ، إلا أننا متفائلون بأن التغيير ستجنى ثماره ولو بعد حين"، وأردف "لا أريد تكرار مقولة المهم أننا أسقطنا القذافي، لأن ليس هذا جوهر الثورة فحسب، بل التغيير يجب أن يكون بداخل كل ليبي غيور على وطنه".

بدورها قالت نجوى الحامي الحقوقية الليبية في تصريح لـ((شينخوا)) إن "الذي حصل في ليبيا لا يمكن وصفه بالثورة، لكن يمكن وصفه بحركة احتجاجية استغلت للتحول لصراع مسلح".

وفسرت نظرتها حول الثورة متسائلة "كيف يمكن أن تكون ثورة شعبية وثلاثة أرباع الشعب كان يؤيد القذافي؟ وهل خروج المئات في كل مدينة يعني أنها ثورة؟ اعتقد أن الأمر وراءه مخابرات غربية حاولت تغيير النظام بالقوة ونجحت بأيادي ليبية من تنفيذ هذا المشروع وحصد تجار الحروب الثمن بتقلدهم المناصب وسرقتهم ملايين الدولارات والمواطن البسيط لا ينجح حتى في تأمين قوت يومه".

وتابعت "الثورة لكل سياسي عميل، يمتلك جنسيات غربية ولديها حسابات بالخارج،هؤلاء هم أحرص الناس الذين سيحتفلون بذكرى فبراير، لأنهم وصولوا لهذه المكانة بفضلها، وبالتالي هناك مبرر قوي يجعلهم يحتفلون".

وانتشرت دعوات أطلقها ناشطون عبر وسائل التواصل الاجتماعي في ليبيا تحث المواطنين بعدم الخروج في مظاهرات الاحتفال بالذكرى السادسة لثورة 17 فبراير.

وبرر الناشطون دعوات مقاطعة الاحتفالات بأن الوضع الذي وصلت إليه ليبيا يجعل كل ليبي مشارك في حال استمرار تخليده لذكرة الثورة، التي لم تجلب سوى الدمار والقتل والحرب الأهلية ، على حد تعبيرهم .

الصور

010020070790000000000000011101421360635891