بكين 23 فبراير 2017 (شينخوا) عندما اعتلت الصين صدارة التصنيف العالمي كأكبر تاجر للبضائع في العام 2013، وإزاحتها الولايات المتحدة الأمريكية من مكانتها تلك، قاد قاو هو تشنغ وزير التجارة الصيني احتفالات الصينيين بهذا الشأن.
وفي معرض رده يوم الثلاثاء الماضي على الأخبار التي تحدثت عن عودة الولايات المتحدة الأمريكية لصدارة التصنيف العالمي المذكور لتزيح الصين عنه بفارق 20 مليار دولار أمريكي، قال قاو بشكل متفائل: بالنسبة للاقتصادات الرئيسة، فإن الحالات الشاذة في البيانات قصيرة الأجل تعتبر أمرا طبيعيا تماما.
وركز قاو بشكل أكبر على تغير المسار، وأن الصين تعمل على فطام نفسها من اعتمادها على الصادرات الرخيصة واحتياطيات النقد الأجنبي .
فبالنسبة للسنوات الثلاثين أو الأربعين الماضية، كانت الصين سيدة النمو المستمر، إلا أن المسار حاليا يتمثل بالسير نحو الأمام إلى سلاسل القيمة وتحويل ذلك "الاستمرار" إلى "استدامة".
ولفت قاو إلى التقلبات التي شهدتها معدلات الصرف وأسعار البضائع ما دفع الصادرات والواردات الصينية للتراجع في العام 2016.
وأكد قاو أن لا مزيد من التوسع الأعمى ، لأن الأمر بات متعلقا بالموارد والبيئة ، وأن عهد التنمية المعتمد على " الطوربيدات اللعينة بكامل طاقتها" قد ولى .
وقال قاو: اليوم؛ النمو يجب أن يتأتى من الجودة والفعالية. لأن العمالة الرخيصة والأراضي والموارد لم تعد أبداً النظام السائد.
وأضاف قاو قائلا: فاليوم؛ ينطوي جزء كبير من تجارة الصين على استيراد المواد الخام وتجميع القطع المستوردة ومن ثم القيام بتجميعها لتخرج بشكل منتجات نهائية قبل إعادة تصديرها إلى الأسواق مرة ثانية.
وشهد العام 2016 نموا ثابتا في حجم المعدات الثقيلة والكبيرة، وكان هذا التقدم مدعوما بما شهدته صناعة الفضاء من تقدم ونمو، ومنتجات الاتصالات البصرية. كما أن تجارة المعالجة " التي تقوم على وضع الأجزاء المستوردة وقطع منتجات الدول الأخرى معا ومن ثم تقوم بشحنها للخارج مرة أخرى" انخفضت إلى أقل من ثلث إجمالي حجم التجارة.
وتعززت معايير الصادرات بالتوازي مع خدمات التكنولوجيا والعلامات التجارية، الأمر الذي وصفه قاو بأنه " تحول تاريخي ".
ومن الممكن لبقية العالم الاستفادة من إستراتيجية الاستدامة الصينية حيث أن " صنع في الصين " تعني التحول من " رخيص ومزيف " إلى " معقول وموثوق ".
وتأمل الصين في استيراد ثمانية تريليونات دولار أمريكي من البضائع خلال السنوات الخمس المقبلة، حيث سيحمل المسافرون الصينيون معهم في الخارج مبالغ ضخمة من العائدات لتأمين مقاصدهم وغاياتهم .
إن ما تسعى الصين إلى تحقيقه يتمثل بالازدهار المشترك وهو ما يعني : مجتمع المصير المشترك للبشرية جمعاء، وهذا يفرض حتما ضرورة تنسيق وتناسق الحوكمة والعولمة الاقتصادية ، والذي يعني بدوره : مجتمعا منفتحا وشاملا ومتوازنا يخدم الجميع.
وفيما تطل الحمائية بوجهها القبيح، تلوح المزيد من الانتكاسات في الأفق ، إلا أن الصين لن تحيد أبدا عن إعادة الهيكلة ولا حتى عن التزاماتها بتجارة حرة ومفتوحة للجميع .