بكين 24 فبراير 2017 ( شينخوا ) من الطبيعى أن يبلور الأمريكيون صورة أكثر إيجابية عن الصين فى السنوات الأخيرة حيث بلغت نسبة الذين لديهم رأى إيجابى عن العملاق الآسيوى 50 % , وهى النسبة الأعلى منذ عام 1989 وفقا لما ذكر علماء وخبراء .
وقد أظهر استطلاع للرأى أجرته مؤسسة جالوب للاستطلاعات من 1 الى 5 فبراير ونشر اليوم (الجمعة) أن نصف الأمريكيين قالوا إن لديهم رأى إيجابى عن الصين مرتفعا عن 44 % فى عام 2016 و 41 % فى عام 2012 .
وتعد هذه النتيجة أكثر النتائج ايجابية فى استطلاعات جالوب منذ نسبة 72 فى المائة فى فبراير عام 1989 التى حدثت بعد أيام من عودة الرئيس الأمريكى الأسبق جورج دبليو بوش من زيارة دبلوماسية الى الصين .
وصرح فان يونغ بنغ الأستاذ المساعد فى معهد الصين بجامعة فودان بأن تحسن الاتجاهات الأمريكية حيال الصين طبيعى بسبب الوجود المتنامى للدولة الآسيوية فى عدد من المجالات .
وكان لتشن فنغ يينغ الباحثة الزميلة فى معهد الصين للعلاقات الدولية المعاصرة رأى مشابه .
فقد قالت إنه" خلافا للماضى فإن القوة الاقتصادية المتزايدة للصين كان لها تأثيرها على الولايات المتحدة وحتى فى العالم كله " .
واضافت انه" فى ضوء الأداء الاقتصادى المتباطىء حول العالم، بدأ الشعب الأمريكى يركز على الصين التى يمكن لنفوذها الاقتصادى أن يؤثر على أية دولة أخرى بما فى ذلك الولايات المتحدة " .
وعلاوة على ذلك فإنها قالت "ان الخدمات العامة التى اقترحتها الصين مثل مبادرة الحزام والطريق وبنك الاستثمار الآسيوى للبنية الاساسية تلقى اعترافا وترحابا من العالم فى الوقت الذى اتجهت فيه الولايات المتحدة وبعض الدول الاوروبية الى اغلاق الابواب ومكافحة العولمة واللجوء الى الاحادية والحمائية والنزعة المحافظة".
وقالت إنه "فى الحوكمة العالمية أصبحت الصين مشاركا وبناء نشطا ... وان منهج الصين ليس فقط من اجل تنميتها الخاصة ولكن ايضا للعالم ككل ".
وبالنسبة للاستطلاع الذى اعتمد على المقابلات الهاتفية مع عينة عشوائية لعدد 1035 من البالغين الذين تبلغ أعماراهم 18 عاما فأكبر، قد يكون أمرا متسرعا ان نستخلص نتيجة حاسمة ولكنه انعكاس لرأى الافراد العاديين الذين لدى أغلبية منهم منذ وقت طويل انطباع ايجابى عن الصين وخاصة الثقافة الصينية التقليدية.
وقال تشيان ون رونغ المدير التنفيذى لمركز الدراسات الامريكية فى مؤسسة الصين للدراسات الدولية ان نتائج استطلاعات جالوب تمثل " تناقضا صارخا مع الاعلام الامريكى الذى كانت تغطيته للصين سلبية بشكل ساحق ولعدة عقود " .
وخلال الحملة الانتخابية لعب ترامب بورقة الصين واتخذ القوة الآسيوية الصاعدة كعدو تخيلى .
وفى رأى تشن " ان هذه عملية الانتقال من سىء الى جيد .فخلال هام تقريبا من الحملة أصبحت معرفة الصين والاهتمام بها اتجاها عاما فى الولايات المتحدة ".
وعلاوة على ذلك فإن الولايات المتحدة وهى تواجه الآن أزمة فى نظامها السياسى ومجتمعها واقتصادها وثقافتها , من الأسهل للشعب أن يرى مزايا دول أخرى مثل الصين ،وفقا لما اشار فان وتشن .
وقال الخبراء ان المكالمة الهاتفية الأخيرة بين الرئيس الصينى شى جين بينغ مع نظيره الامريكى كانت خطوة أولى جيدة لتعزيز الحوار بين الجانبين .
ويتوقع انه مع تزايد التفاعلات والتبادلات سوف يعمل أكبر اقتصادين فى العالم سويا باتجاه نمط جديد من العلاقات بين الدول الكبرى يرتكز على مبادىء عدم المواجهة وعدم الصراع والاحترام المتبادل والتعاون المربح للجانبين .
